آباء الذكاء الاصطناعي يطلقون تحذيراً جديداً من التطور السريع لهذه التقنية للحد من مخاطر سوء استخدامها

وفقاً لموقع pcmag، أطلق “آباء الذكاء الاصطناعي” وهم “يوشو بنجيو” و”جيفري هينتون” إلى جانب خبراء آخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، تحذيراً بشأن التقدم السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأكدوا على ضرورة زيادة الجهود لتنظيم استخدامها، محذرين من المخاطر الناتجة عنها خصوصاً على السياسات العامة والرأي العام، فما هي هذه المخاطر وكيف يمكن أن يتم استخدام هذه التقنية بشكل سلبي على الديمقراطية وحرية التعبير؟.

20 خبيراً يوقعون على رسالة تحذيرية لتسليط الضوء على الأخطار المتعلقة بتقدم التقنيات الذكية

وقع 20 خبيراً على رسالة تحذيرية تسلط الضوء على الأخطار المتعلقة بالتقدم السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأعربوا عن قلقهم بشأن تدابير السلامة غير الكافية، وعدم وجود قوانين كافية لاختبار الأنظمة، وأشارت الرسالة إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تتفوق على البشر في بعض المهام، وإذا لم تصمم هذه الأنظمة بشكل دقيق ومدروس، فإنها قد تشكل مجموعة من المخاطر على مستوى المجتمع، مثل نشر الظلم وزعزعة الاستقرار في بعض الأماكن وتقويض نشر بعض الحقائق مما يقيد فهمنا لبعض الأحداث الجارية.

صورة من الأرشيف ليوشو بينجيو – مصدر الصورة: Getty Images.
صورة من الأرشيف ليوشو بينجيو – مصدر الصورة: Getty Images.

 

واقترح الفريق تخصيص ثلث الموارد المخصصة لتطوير الذكاء الاصطناعي في تطوير وتحسين التطبيق الآمن والأخلاقي لهذه الأنظمة، ودعوا إلى إقامة مراقبة حكومية عليها، بالإضافة إلى ضرورة وجود نظام ترخيص لتدريب الذكاء الاصطناعي.

وعلى إثر هذه المخاوف، استقال “هينتون” مؤخراً من “جوجل” احتجاجاً على سوء استخدام التكنولوجيا الذكية مثل تعديل الصور، والتزييف العميق للفيديو، وتزييف الأصوات، بينما شهد “بنجيو” أمام الكونغرس حول التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية والأمن القومي، وعلى الرغم من الدعوة السابقة التي شارك فيها “إيلون ماسك” والتي دعت لوقف تطوير التكنولوجيا الذكية لمدة 6 أشهر لتنفيذ تدابير أمان أفضل، إلا أن ماسك أطلق شركته في مجال التكنولوجيا الذكية بعد فترة وجيزة.

التهديدات التي تشكلها التقنيات على الديمقراطية والأمن وحرية التعبير

تأتي هذه الدعوة من الخبراء قبل قمة السلام المقبلة في التكنولوجيا الذكية في المملكة المتحدة، وتشدد على أهمية تعزيز التنظيم وتدابير السلامة على المخاطر المحتملة، ومع استمرار التكنولوجيا الذكية في الانتشار في كل المجالات، فإن حاجتنا إلى تنظيم وتقييد استخدام التقنيات الذكية أصبح بالغ الأهمية.

وعلى أية حال، نستطيع نحن أن نرى جلياً دور الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في ترويج أو حجب بعض الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة خصوصاً في الأزمات الدولية والإنسانية التي نعاصرها، حيث يتم تقييد وصول المنشورات التي تعاكس وجهات النظر السياسية التابعة للشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي وخصوصاً “ميتا”.

حيث ذكر تقرير حديث من رويترز أن شركة “ميتا” المالكة لمنصة “فيسبوك” أعلنت عن إجراءات مؤقتة لتقييد التعليقات غير المرغوب فيها على المنشورات المتعلقة بالصراعات الدولية أو السياسية، وأوضحت الشركة أنها ستغير الإعدادات الافتراضية للأشخاص الذين يمكنهم التعليق على المنشورات الجديدة والعامة التي ينشئها بعض المستخدمون ليكونوا فقط أصدقائهم ومتابعيهم.

صورة لشعار شركة "ميتا" كما يظهر في بروكسل - مصدر الصورة: رويترز.
صورة لشعار شركة “ميتا” كما يظهر في بروكسل – مصدر الصورة: رويترز.

 

وتصنف الشركة بعض الآراء السياسية على أنها خطيرة وتحظر المحتوى الذي يعاكس رأيها، وهو ما جعل بعض المستخدمين يتهموها بقمع رأيهم، خصوصاً أنهم لا يذكرون آرائهم بتسميات صريحة، بل يحرفونها بإضافة أحرف وأرقام وإشارات لتمويه الكلمات والتحايل على الخوارزميات، ولكن مع ذلك، ما تزال الخوارزميات قادرة على تمييز المنشورات المناهضة لسياسات الشركة وتقييد وصولها للمتابعين، فهل يمكن للخوارزميات وحدها أن تفهم محتوى المنشورات من خلال السياق دون استخدام للذكاء الاصطناعي لفهمها؟، وهل نحن نشهد بدايات عصر استخدام الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالديمقراطية وقمع حرية التعبير؟، هذا ما ستجاوبنا عنه التحقيقات في الأيام القادمة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد