قدرٌ كان يرتسم لهذا الفتى البرازيلي الأسمر، والذي ولد في واحدة من مدن البرازيل الفقيرة عام 1940، بأن يقود أحلام ملايين الفقراء البرازيليين، بأن تحمل بلدهم كأس العالم، بعد الخسارة –الكارثة التي حلت بمنتخبهم عام 1950، عندما خسر على أرضه أمام الأورغواي بشكل خالف كل التوقعات.
كان بيليه وقتها فتى صغيراً، لم يتماسك نفسه أمام دموع والده بعد الخسارة المذلة للبرازيل، فصرخ بأبيه قائلًا: لا تحزن يا أبي، عندما أكبر سوف أجلب الكأس لك. فتبسم الأب في وجه طفله الملائكي، لكنه لم يعلم عندها أن ابنه لن يجلب له كأسًا واحدة فقط، بل ثلاث كؤوس. في إنجاز إعجازي لم يتصدى لمثله حتى الآن سوى جوهرة البرازيل السوداء.
ينشغل جيل العقد الأخير دائمًا بالسؤال، من هو أفضل لاعب في التاريخ؟ أهو ميسي أم رونالدو؟
أفضل 20 لاعب كرة قدم في التاريخ بحسب موقع imdb
طرح أحد الصحفيين هذا السؤال على أسطورة مانشستر يونايتد السير أريكس فيرغيسون، الذي سارع بالرد: إنه بيليه دون شك، لكن ميسي هو أفضل لاعب في وقتنا.
يكاد جميع الخبراء الكبار في توثيق لعبة كرة القدم يجمعون على أحقية بيليه بلقب الأفضل لكل الأوقات، لأن بيليه بلغ حد الكمال في كل أساسيات كرة القدم، بدءًا بالمراوغات الخيالية، واللياقة البدنية التي لا تُضاهى، وحسن الرؤية للملعب، مرورًا بقدم خارقة القوة ومهارة فائقة في استخدام الرأس للتهديف، وسرعة انطلاق “إنفجارية” تصل حدود الإعجاز. ولا يكتمل كل هذا إلا بذكر منقبية الاستمرارية في قمة مستواه طوال مسيرته الرياضية.
لو أردنا معرفة من بيليه لكرة القدم، تخيل أن نضع ميسي وكريستيانو رونالدو وزين الدين زيدان ورونالدينهو وريبيرتو كارلوس في خلاط، ثم نضربه، سوف تكون النتيجة اسما واحدًا: مخترع كل شيء في كرة القدم، بيليه.
