صلاح يجدد مع الليفر.. نموذج الأندية المصرية “الخايب” لتجديد عقود الأجانب

بهدوء شديد، أعلن النجم المصري محمد صلاح، تجديد عقده مع نادي ليفربول الإنجليزي لمدة 3 مواسم مقبلة بعد فترة طويلة من المفاوضات، ومن ناحيته أعلن نادي ليفربول أن محمد صلاح قد وقع عقدًا جديدًا طويل الأمد مع الريدز، لتنتهي بذلك مرحلة التردد والمفاوضات والتوقعات، حول انتقال صلاح من ليفربول أو البقاء فيه، مع أن معظم المتابعين كانوا يتوقعوا نفس النهاية وتجديد صلاح.

محمد صلاح يوقع عقده الجديد

منذ بداية الحديث عن تجديد عقد صلاح، والواضح أن كل طرف يريد التجديد، لكن على طريقته الخاصة، صلاح يعلم جيدا أنه صنع تاريخا لنفسه مع الليفر، واستمراره يصنع منه بطلا تاريخيا، خاصة وأنه يستطيع تحقيق ألقابا جديدة معه، وأرقام قياسية جديدة، تحفر اسمه في تاريخ النادي، وتجعله اللاعب التاريخي لدى الجماهير، والانضمام للأساطير السابقين في الليفر.

وليفربول يعلم أن صلاح لاعب مهم جدا، ليس بالعاطفة ولا برأي الجمهور، ولكن بالأرقام التي حققها صلاح خلال السنوات الماضية وكان هداف النادي وهداف الدوري أكثر من مرة، وبالتالي صلاح لاعب مهم جداً لليفربول، لكن هناك مناخ عام وإمكانيات مادية، لا بد من مراعاتها عند التجديد لصلاح، وهو ما تحقق الآن بعد انتقال ماني إلى بايرن ميونخ، والوصول إلى رقم مع صلاح يناسب مصلحة الطرفين، وبالتالي تم التجديد بهدوء.

صلاح ومسيرة ناجحة مع ليفربول

في الأندية المصرية الأمر مختلف، وخاصة نادي الزمالك، الذي شغل الإعلام المصري، أو بمعنى أصح شغله الإعلام لمدة عامين وهو يمسك بـوردة، ويقول ساسي هيجدد، أشرف بنشرقي مش هيجدد، في غياب تام للدور المؤسسي في عملية تجديد عقود اللاعبين الأجانب، والتي تقول القاعدة فيها أن العقد شريعة المتعاقدين، وبما أن فيه عقد يعني له تاريخ بداية وتاريخ نهاية، والدنيا كلها تبدأ التفاوض مبكر.

قبل أن ينتهي عقد اللاعب بعام أو عامين يكون النادي حسم أمره، وتأكد من إما تجديد اللاعب والاستمرار في الفريق مثلما فعل صلاح اليوم، وإما لن يستمر ويتم تسويقه بأفضل صورة، وبما يضمن للنادي عائد مادي كبير، أو على الأقل المحافظة على أمواله التي دفعها فيه عند شراؤه، وإلا فإن الأمر يعد إهدارا للمال العام دون فائدة.

فرجاني ساسي رحل عن الزمالك مجانا

نادي الزمالك يعيش مهزلة إدارية منذ أكثر من عام، عندما تم إزاحة مجلس إدارته، وتعيين عدد من الإدارات التي لم تحسن التعامل مع ملف اللاعبين الأجانب، وتسببوا في خسارة الفريق ونجومه الكبار، مجانا أو بأسعار بخس، مثلما حدث مع اللاعب  فرجاني ساسي الذي رحل مجانا عن الفريق بعد فشل الإدارة لتجديد عقده، وفشلت أيضا في تسويقه، ثم رجل من بعده مصطفى محمد لتركيا بسعر أقل من قيمته.

اشرف بنشرقي يرحل ايضا مجانا

ثم تأتي ملحمة أشرف بنشرقي، ورغم وجود تجربة سابقة فاشلة مع فرجاني ساسي، ويفترض أن يكون درسا للإدارة أي إدارة في إعادة حساباتها مع مثل هذه الملفات، لكن يتكرر الأمر بنفس السيناريو مع بنشرقي، ويرحل هو الآخر عن الفريق مجانا، فلا هو أفاد الفريق واستمر، ولا استفاد منه النادي وحصل من وراء بيعه على مبلغ كبير يساهم في تعويض رحيله بنجم آخر.

تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول بأعلى راتب في تاريخ النادي

وإذا كان حال الزمالك هو الأوضح بين الأندية المصرية، لكن الأمور متكررة في معظم الأندية، وتحدث كل عام، دون الاستفادة من التجارب السابقة، وأتمنى أن يتوصل اتحاد الكرة أو لجنة الأندية إلى بروتوكول تعامل الأندية مع اللاعبين الأجانب بيعا وشراء، بما يحفظ حقوقهم، ويحفظ صورة مصر وأنديتها في المؤسسات الرياضية الدولية، بدلا من عشرات الشكاوى في الفيفا ومحكمة الكأس، ضد الأندية المصرية، والحكم بملايين الدولارات غرامات عليها.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد