المدرب ريكاردو سواريز.. عبء على تاريخ وحاضر الأهلي ومبررات الإدارة غير مقنعة

أن يتعاقد نادي كبير، وكبير جداً داخل دولته وداخل القارة أيضا، مع مدرب مغمور جداً “ريكاردو سواريز”، بحجة أن الفلسفة تحتاج إلى مدرب متعطش للبطولة، وله أحلام كبيرة يريد أن يحققها، وهي حجة مرفوضة لأن الأندية الكبيرة أحلامها أكبر وتحتاج إلى مدرب كبير جداً لتحقيقها، وليس خوض مغامرة مع مدرب بسيط لا يملك أية علامات من خلال نتائجه السابقة، أو حتى مباريات معينة استطاع إدارتها بكفاءة تدل على أنه نابغة أو يورجن كلوب جديد.

ريكاردو سواريز مدرب اقل من الاهلي كثيرا

الأندية الكبيرة على مستوى العالم لا تخوض مثل هذه التجارب، إلا أن كان هناك حالة خاصة جداً لمدرب، بالتأكيد لديه موهبة وكفاءة ظهرت بصورة أو بأخرى، وبترشيح من مدربين كبار يعلمون جيدا خفايا المدربين الصاعدين، يستطيعون التمييز بينهم والإشارة نحو المتفوق منهم وترشيحه للأندية الكبيرة، وهي حالات قليلة جداً وليست قاعدة، بل استثناء نادر الحدوث.

حتى مانويل جوزيه الذي يقولون عنه أنه أتى إلى الأهلي بدون إنجازات تذكر، وأنه حقق للأهلي أعظم الانتصارات والألقاب خلال فترة تواجده، اذكر من يقول ذلك، بأن مانويل جوزيه أتى إلى الأهلي وعاد من حيث أتى مع تراجع النتائج، وعندما عاد مرة أخرى، كان الأهلي قد اشترى كل المواهب الموجودة في الأندية المصرية وخاصة جيل الإسماعيلي الذهبي.

مانويل جوزيه فشل لكنه عاد مع فريق الاحلام

الأهلي على مدار تاريخه يحقق معظم البطولات التي يشارك فيها، بصرف النظر عن اسم المدرب الذي يدربه، والواقع يؤكد ذلك، عندما رحل جوزيه، تولى حسام البدري المسؤولية وفعل مثلما كان يفعل جوزيه، ورحل البدري وجاء محمد يوسف، وأيضا حقق مثل ما حقق جوزيه، في وقت كانت المنافسة فيه تنحصر بين الأهلي والزمالك فقط، فإذا كان الزمالك ليس في حالته، وهو كذلك في معظم الأوقات، فان الأهلي يفوز دائما.

حسام البدري حقق ما حققه جوزيه من انجازات

أتفهم أن يتم التعاقد مع مدرب كبير، وله تاريخ وإنجازات، لكنه في السنوات الأخيرة تخلى عنه التوفيق، وفشل أكثر من مرة في عدد من الأندية، وبخبرة النادي ونجومه الذين يتابعون ما يجري في العالم، يقررون المغامرة مع مثل هذا المدرب لإعادته إلى منصات التتويج مع النادي، ثقة في تاريخه وتجربته الناجحة، لكن أن تكون المغامرة ليس لها مبررات أو مقدمات، فإنها تتحول إلى مقامرة متهورة.

محمد يوسف فاز بالبطولات مع الاهلي

الآن، المنافسة كبيرة ومتعددة، وأندية الدوري لم تعد تكتفي بالتمثيل المشرف، وهناك أندية كثيرة لها أطماع في البطولات، أو على الأقل تخطط بكفاءة للفوز على الأهلي والزمالك، بدليل أن الأهلي الآن يخسر ويتعادل كثيرا في ظاهرة لم تحدث من قبل، وبالتالي فإن التحديات أمام الأهلي كانت تحتاج إلى ما هو أكبر من سواريز، مدرب كبير مثل النادي الذي يدربه، ويسعى إلى المحافظة على تاريخه الشخصي وتاريخ النادي أيضا.

من هو ريكاردو سواريز الأقرب لقيادة الأهلي ؟.. ودور جوزيه في الصفقة

سواريز، أصغر كثيرا من الأهلي، ولو حدث وخسر نقاط إضافية خلال الثلاث مباريات القادمة، ربما يتخلى النادي عنه ويعيد حساباته مرة أخرى، تحت ضغط الجماهير، وعلى طريقة اتحاد الكرة مع إيهاب جلال، وساعتها لن يلام المدرب لأنه لم يحصل على فرصته في إثبات نفسه، لكن الخاسر الوحيد هنا سيكون الأهلي بسبب المغامرة التي لم يعد لها مكان في المنافسات الحالية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد