منطقة أصحاب الصريم المذكورة في القرءان.. وكيف أصبحت الآن؟

تمر دائماً علينا في القرآن الكريم في سورة القلم قصة أصحاب الجنة – أصحاب الصريم- الذين قرروا منع الفقراء من صدقة محاصيل البساتين وكيف أنزل الله عليهم العذاب، وكيف أصبح المكان الذي نزل فيه العذاب حالياً.

أرض الصريم

كيف أصبحت أرض الصريم

قال الله تعالى:((إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )).

تفسير الآية: 

جاء في تفسير الإمام البغوي لهذه الآيات مايلي:

﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾ [سورة القلم(17)]:
(إنا بلوناهم) يعني : اختبرنا أهل مكة بالقحط والجوع (كما بلونا) ابتلينا (أصحاب الجنة) روى محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس : في قوله – عز وجل – :” إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة” قال : كان بستان باليمن يقال له الضروان دون صنعاء بفرسخين، يطؤه أهل الطريق، كان غرسه قوم من أهل الصلاة، وكان لرجل فمات فورثه ثلاثة بنين له، وكان يكون للمساكين إذا صرموا نخلهم كل شيء تعداه المنجل فلم يجزه وإذا طرح من فوق النخل إلى البساط فكل شيء يسقط على البساط فهو أيضا للمساكين، وإذا حصدوا زرعهم فكل شيء تعداه المنجل فهو للمساكين وإذا داسوه كان لهم كل شيء ينتثر أيضا فلما مات الأب وورثه هؤلاء الإخوة [عن أبيهم] فقالوا : والله إن المال لقليل، وإن العيال لكثير وإنما كان هذا الأمر يفعل إذ كان المال كثيرا والعيال قليلا فأما إذا قل المال وكثر العيال فإنا لا نستطيع أن نفعل هذا فتحالفوا بينهم يوما ليغدون غدوة قبل خروج الناس فليصرمن نخلهم ولم يستثنوا يقول : لم يقولوا إن شاء الله فغدا القوم بسدفة من الليل إلى جنتهم ليصرموها قبل أن يخرج المساكين، فرأوها مسودة وقد طاف عليها من الليل طائف من العذاب فأحرقها فأصبحت كالصريم فذلك قوله – عز وجل – : (إذ أقسموا) حلفوا (ليصرمنها مصبحين) ليجذنها وليقطعن ثمرها إذا أصبحوا قبل أن يعلم المساكين.

مكان وقوع الحادثة

وقعت هذه الحادثة في منطقة قريبة من منطقة (ضروان) والتي تبعد عن شمال العاصمة صنعاء حوالي عشرين كيلو تقريباً، بين الطريق الذي يصل بين مدينة صنعاء -عاصمة اليمن- ومدينة عمران، وقد ذكرها المفسرون في تفاسيرهم.

كيف أصحب مكان الحادثة الآن

لا زال مكان الحادثة أسوداً مخيفاً من بعد أن أنزل الله عليهم العذاب في ذلك، حيث أحرق الله جميع البساتين وتم الأثر المخيف إلى يومنا هذا كما هو موضح في الصور.

أرض الصريم
أرض أصحاب الجنة

 

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد