قصص الأنبياء.. أحداث قصة سيدنا يونس عليه السلام وما هي الدروس المستفادة منها؟

قصة سيدنا يونس عليه السلام هي قصة دينية مشهورة في الإسلام والمسيحية واليهودية، وتروي القصة عن رجل صالح يدعى يونس بن متى، وهو نبي من أنبياء الله،  وسوف نوفيكم بأحداث القصة منذ البداية، وما هي الهبر والدروس التي اكتسبناها عند سماعنا لها.

أحداث قصة سيدنا يونس عليه السلام

يُقال إن يونس عليه السلام كان يُدعى يونس بن متى، وكان ينحدر من نسل بنيامين الذي هو شقيق يوسف عليه السلام، بُعث يونس عليه السلام إلى قوم في نينوى في العراق، حيث كان الشرك والعبادة للأصنام شائعة بينهم، حاول يونس عليه السلام بث رسالة التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، ولكن قومه رفضوا رسالته وكذّبوه، وأصروا على عبادة أصنامهم وأوثانهم، ولم يؤمن معه إلا رجلان فقط بعد 33 عامًا من الدعوة الناجحة فشلت محاولات يونس عليه السلام في إيصال رسالته، وشعر باليأس من قومه وخرج من نينوى، بعد خروجه بدأ العذاب الذي وعدهم الله بالحلول عليهم، وظهرت السُّحب السوداء وانتشر الدخان وسودت السطوح، فأدرك الناس أن عذاب الله لا مفرّ منه، وبحثوا عن يونس عليه السلام ليهديهم طريقة التوبة والإنابة، ولكنهم لم يجدوه، لذلك استشاروا رجلاً شيخاً فأرشدهم إلى طريقة التوبة إلى الله تعالى، وجمع الناس كبارهم وصغارهم وذكرهم وأنثاهم وحيواناتهم جميعًا وأقبلوا على الله تعالى بالتوبة والانابة، وتواضعوا أمامه بوضع الرماد على رؤوسهم وارتداء المسوح، وتم تقبل إيمانهم بعد كل هذا الكفر والعِناد، ولم يشهد يونس عليه السلام هذا الحال من قومه.

قصة سيدنا يونس عليه السلام
قصة سيدنا يونس عليه السلام

بعد ذلك، تمت مغامرة يونس -عليه السلام- داخل بطن الحوت، وتم نجاته من الغرق عندما أرسل الله -تعالى- حوتاً ليبتليه ويختبره، وكان يونس -عليه السلام- يعتقد أنه سيموت، ولكنه لم يمت، بل حفظه الله ونجاه من الغرق والموت، ولم يحدث له أي ضرر في بطن الحوت، وبقي فيها لثلاثة أيام، وخلال هذه الفترة سبح وشكر الله -تعالى- وأدرك أنَّ صوت الحوت وأصوات المخلوقات البحرية التي سمعها كانت تسبيحاً لله -تعالى-.

بعد ذلك، أمر الله -تعالى- الحوت بأن يلقي يونس -عليه السلام- على اليابسة، وهناك نبتت له شجرة يقطين، واستظل بها وأكل من ثمارها حتى استعاد قوته وعافيته، وتوجه إلى قومه ودعاهم إلى التوبة والعودة إلى الله.

وهذه القصة تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر، وتدل على أن الله تعالى يحفظ وينجي من يرجوه ويتوكل عليه، وأنَّ التوبة والرجوع إلى الله هو السبيل الوحيد للخلاص والنجاة.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس عليه السلام

تحوي قصة دعوة يونس -عليه السلام- لقومه العديد من الفوائد التي يُمكن للداعية لله تعالى استخلاصها، فعلى سبيل المثال، يُشير الله تعالى في هذه القصة إلى:

  • عدم الاستعجال، إذ قال في القرآن: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”، ومن هذا يتضح أن يونس -عليه السلام- لم يستعجل في ترك قومه وحدهم، بل بقي معهم مُذكّراً وموجّهاً إياهم بصبر وعدم الاستعجال في البحث عن التغيير.
  • أنّ الغضب غير المبرّر من الداعية يؤدي إلى الفشل في دعوته، وقد ظهر ذلك في خروج يونس عليه السلام من قومه غاضباً عليهم وعلى حالهم، وظنه أن الله تعالى لن يُعاقبهم، لكنّ الله تعالى أراد شيئاً مختلفاً وهو الهداية المتأخّرة لقومه.
  • وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ الصبر يُعتبر مفتاح الفرج والطريق إلى تحقيق الأهداف المتأخّرة.
  • الاستمساك بصيغة التسبيح الواردة في قصة يونس عليه السلام “لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين”.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين