لماذا مر رمضان هذا العام بسرعة لا نتخيلها ؟ الإجابة صادمة

اليوم قد مر رمضان بسرعة قد لا يستوعبها العقل البشري، بل إن الأمر أكثر جنونا حينما تتذكر رمضان الماضي من السنة الماضية وكأنه قد مضت عدة شهور أو أسابيع، فقد مر رمضان بشكل أسرع مما نتخيل وكأنه أسرع رمضان مر علينا في التاريخ ولكن ستتفاجأ حينما نخبرك أن رسولنا الكريم قد أخبرنا عن هذا منذ أكثر من 1400 عام. بل إن ما يحدث هو علامة من علامات الساعة، فماذا يقول رسولنا الكريم عن علامات الساعة الصغرى؟

يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ.

يتقارب الزمان أي يصبح الشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كعدة ساعات والساعات كدقائق، فحاول أن تتذكر ليلة احتفال رأس العام الميلادي وامالك واحلامك في عام جديد، وحاول ان تستوعب اننا في منتصف شهر ابريل وقد مضى ثلاثة أشهر ونصف أي ربع العام تقريبا. أما في قول رسولنا الكريم ينقص العمل أي يبدأ الناس في ترك العمل والتفرغ للهو والكسل، فافتح الأن أي منصة من مواقع التواصل الاجتماعي كتيك توك مثلا ستجد الناس وقد تركوا أعمالهم وجلسوا ليل نهار لجمع المشاهدات بأحقر الطرق، بل أصبح الناس يبحثون عن أسهل الأعمال فيعملون أقل ويقضون أغلب وقتهم في اللهو.

ويُلقى الشح أي تقل أعمال الخير ويبدأ الناس في اكتناز المال وتظهر الفتن فانظر حولك وانظر إلى الانترنت والعاريات في كل مكان وهوس الشهرة وجمع المال ستجد حتى هذه العلامة تتحقق.

ويكثر القتل، حاول أن تراجع كم قضية قتل أو خبر قتل خلال هذا الأسبوع فقط بل إن الأمر وصل لتسجيل عشرات حالات القتل والتمثيل بالجثث بشكل علني أمام الكاميرات، بل إن بعض الناس يقوم ببث عمليات قتل لأطفاله وزوجته عبر الانترنت وكأن العالم أصبح مجنونا مهووسا. واليوم يمر علينا أفضل شهور العام سريعًا تقل بركته عامًا بعد عام فلا نشعر به ولا حتى نشعر ببركته، تسرق شعائرنا منا ونحن لا نشعر، فالوقت نُزع منه البركة بسبب بعد الناس عن دين الله وانشغالهم باللهو والتفاهات التي ابتدعها العالم الجديد. فتخيل أن أكثر البشر يقضون وقتهم على الانترنت في مشاهدة الفيديوهات القصيرة والطويلة بل إن الأمر وصل أن الوقت الذي نقضيه على هواتفنا أصبح أضعاف الوقت الذي نقضيه مع أهالينا واسرتنا وابنائنا بل حتى حينما يتقابل مجموعة من الأصدقاء يُمسك كل منهم بهاتفه بدلا من تبادل الحديث، فأصبح الوقت يضيع دون أي فائدة تذكر، فبركته قد انتزعت منا.

بدلا من العبادة، بدلا من تلقي التعليم وتنمية عقولنا، بدلا من صلة الرحم وتكوين الصدقات، فأصبح الوقت يمر سريعا جدا دون ان نشعر به وهذا ما حذرنا منه رسولنا الكريم منذ اكثر من الف واربعمائة عام. حينما قال انه سيتقارب الزمن.

الشهور في القرآن الكريم هي اثنى عشر شهرا لا شيء تغير ولكن من تغير نحن البشر والعالم. فالأيام هي الأيام الساعات هي الساعات والشهور هي الشهور ورمضان هو رمضان ولكننا فقدنا البركة، البركة في الوقت. ومن علامات المقت وغضب الله تعالى هي إضاعة الوقت وان يصبح وقتنا وايامنا دون بركة لا إنتاج ولا عمل فيه، لم نعد نطع رب الوقت فلم تعد هناك بركة فيه.

اللهم لا تجعل رمضان يمضي إلا وقد اعطيت كل منا مراده ورويت قلوبنا بفيض كرمك وحققت لنا ما كنا نظنه مستحيلاً.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد