دعاء لأهل غزة مكتوب، وبيان حال النبي وصحبه الكرام حين تسلط وغدر الأعداء

الدعاء سلاح المؤمن الذي يلتجئ به إلى الله فينجيه من كل كرب ويكشف عنه كل غمٍّ، وهمٍّ، قال تعالى “قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ” فمن التجأ إليه ودعاه وأطاعه واتقاه نصره على عدوه ومكَّن له في الأرض، فمن نصره الله فلا غالب له “إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”، فتعالوا بنا عبر موقعكم نجوم مصرية نستقوي بأقوى الأسلحة ضد من يتعدوا على أولياء الله ومقدساته.

 ما هي مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع المعتدين والمحاربين؟

حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أعداء الإسلام والمسلمين والمعتدين، يوضح الصورة التي ينبغي أن يكون عليها المسلم مع ربه حال الكروب والأزمات، فقد تعددت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الأعداء، وبينت هذه المواقف كيف يكون حاله صلى الله عليه وسلم مع ربه، من هذه المواقف ما يلي:

موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر 

لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جموع المشركين تداهمه، رفع يده إلى السماء وأخذ يدعو قائلًا، كما جاء في الحديث الصحيح “أنه إسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْه، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ َ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) الأنفال آية رَقَم ٩، فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَةِ”.

موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع رعلّ وذكوان

وهذا موقف خيانة ابتلى به النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قتل فيه 70 رجل من خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غدرًا فظلّ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم شهرًا كاملًا كما جاء في الحديث الصحيح “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَاهُ رِعْلٌ، وذَكْوَانُ، وعُصَيَّةُ، وبَنُو لَحْيَانَ، فَزَعَمُوا أنَّهُمْ قدْ أسْلَمُوا، واسْتَمَدُّوهُ علَى قَوْمِهِمْ، فأمَدَّهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَبْعِينَ مِنَ الأنْصَارِ، قَالَ أنَسٌ: كُنَّا نُسَمِّيهِمُ القُرَّاءَ، يَحْطِبُونَ بالنَّهَارِ ويُصَلُّونَ باللَّيْلِ، فَانْطَلَقُوا بهِمْ، حتَّى بَلَغُوا بئْرَ مَعُونَةَ، غَدَرُوا بهِمْ وقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو علَى رِعْلٍ، وذَكْوَانَ، وبَنِي لَحْيَانَ”.

ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة مع الأعداء والمعتدين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لحق به أي ضررٍ، أو غدر من عدوٍّ لجأ إلى ربه فدعاه واستنصره فيأتيه النصر وهكذا ينبغي أن يكون حال كل مسلم مع ربه فالنصر من عند الله.

أدعية من السنة على الكفار والمعتدين

الدعاء هو سلاح المؤمن الذي يستعين به بربه فيأتيه الفرج ويذهب عنه الحَزَن، لذلك أمرنا الله بالدعاء، وجاءت مواقف النبي وأصحابه حافلة في السنة من دعائهم الله واستنصارهم به حتى نصرهم وأيدهم وجعل الغلبة لهم على الرغم من ضعفهم، فكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ما يلي:

دعا النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين يوم أحد فقال

“اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق”.

وكان يقول أيضًا: “اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يغلب جمعك”.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعو على المشركين في صلاته كما صح عن أنه كان يقول في صلاته: “اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَلَا يُؤْمِنُونَ بِوَعْدِكَ، وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَأَلْقِ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، وَأَلْقِ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، إِلَهَ الْحَقِّ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَدْعُو لِلْمُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ خَيْرٍ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ لَعْنَةِ الْكَفَرَةِ وَصَلَاتِهِ عَلَى النَّبِيِّ، وَاسْتِغْفَارِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَمَسْأَلَتِهِ: اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَكَ رَبَّنَا، وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ لِمَنْ عَادَيْتَ مُلْحِقٌ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَهْوِي سَاجِدًا “.

وهكذا ينبغي أن يكون حال المسلم عند الكروب والأزمات، يصدق في لجوئه إلى ربه جلّ وعلا.

وختامًا: نسأل الله أن يقاتل الصهاينة الذي يقتلون الأبرياء، وأن يلقي في قلوبهم الرعب، وأن يزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وأن ينصر إخواننا المجاهدين في غزة، وأن يرحم موتاهم، ويشفي مرضاهم، ويتقبل شهدائهم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد