حكم تأخير صلاة الفريضة عن موعدها سواء بسبب النوم أو غيره

الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يُسأل عنه الفرد يوم القيامة، هي الصلة والوصول إلى الله، حينما تتجه قبلة القوم نحو محاريب الحياة، يلوذ المصلي بـمحراب الله الأوحد والأقرب لقلبه، وحين يتلذّذوا باُنس أحبتهم، يجد هو كل لذّته لحظة الأُنس بِه، ولا تستقيم روحه إلا حالما يستقيم جسده للوقوف بين يدي الله يرتجي رضاه ويتجه بقلبه نحو قبلته، الصلاة قطعا كانت حاجته الوحيدة في الحياة، هو يريد هوية وقِبلة قلب، ومحراب يلوذ إليه طيلة الوقت، هو بحاجة الاقتراب الشديد نحو الأرض، وتلك الجاذبية التي تسحب من روحه عَبرات الذنب تنساب عبر جسده بلا رجعة، هو بحاجة الله! وما تشبعت حاجة روحه بشيء أكثر من الوصول إلى الله بها.

التفريط في الصلاة:

ينبغي على المسلم أن يدرك أهمية الصلاة في الدين الإسلامي، وأنها ركن هام فيه لا ينبغي التفريط فيه بأي حال من الأحوال، ولعلنا نجد مغالطات كثيرة في أيامنا هذه حول الصلاة، فنجد القوم يفرطون فيها بحجة الغفلة أو الانشغال أو النوم أو غيرهم، وكلها على نحو غير منضبط ليس كما أقرته الشريعة الإسلامية، فلا يوجد شيء مهما كان يجب أن تكون له الأولوية عن الصلاة مهما عظُم، فهي أولا، ثم تترتب بعدها باقي الأمور الدنيوية.

حكم تأخير الصلاة عن موعدها:

حكم تأخير الصلاة عن موعدها بغير عذر شرعي:

ينبغي عدم تأخير الصلاة عن وقتها لغير عذر شرعي، وربما في حالة الحرب وفقاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب، حيث أخر صلاتي الظهر والعصر لبعد صلاة المغرب، كما يجوز تأخيرها في حالة الخوف الشديد أو المرض الشديد، وعدا ذلك فإن تأخير الصلاة عن موعدها المكتوب هو أمر محرم لا يجب الوقوع فيه، وذلك وفقاً لقول الله تعالى: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”.

حكم تأخير الصلاة بعذر شرعي:

يجوز تأخير الصلاة لعذر شرعي كالحرب والقتال، وذلك وفقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال في غزوة الأحزاب: “شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ، مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، ثُمَّ صَلَّاهَا بيْنَ العِشَاءَيْنِ، بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ”.

انقضاء وقت الصلاة:

تدرك الصلاة في موعدها بمقدار ركعة واحدة قبل دخول وقت الصلاة التالية، فمثلاً، تدرك صلاة العصر قبل دخول صلاة المغرب بركعة واحدة.

ماذا يفعل من فاتته الصلاة بعذر شرعي؟

ينبغي عليه قضاؤها متى ذكرها، وذلك في حال نام عنها دون قصد منه أو انتباه، أو في حال عذر شرعي قهري له.

حكم تأخير الصلاة لآخر وقتها:

يجوز تأخير الصلاة لآخر وقتها مالم يخش الشخص أن يمنعه مانع من أدائها في آخر وقتها، وذلك وفقا لصلاة جبريل عليه السلام بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في آخر الوقت.

العذر الذي يسقط عن الفرد ذنب تأخير الصلاة على وقتها:

أجمع العلماء الأربعة على أنه يجوز تأخير صلاة الفريضة عن وقتها المحدد دون أن يحمل الفرد إثم تأخيرها، وذلك في الحالات الآتية: “المسافر، والمتضرر بالمطر، والحاج يوم عرفة، والمريض”.

حكم تأخير الصلاة بسبب النوم:

لا حرج على النائم في حال ضاعت منه صلاة الفريضة دون قصد أو انتباه منه، حيث أنه حالما يخلد إلى النوم يضع في اعتباره أنه سيؤدي الصلاة في وقتها المحدد مالم يغلبه النوم دون إرادة منه، ويجب عليه الأخذ بأسباب الحفاظ على الصلاة في وقتها المحدد من خلال طلب ذلك الأمر أحد أفراد الأسرة، أو من خلال الانتفاع بالهاتف الجوال وضبط منبه يعمل في وقت الصلاة ليوقظه من النوم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد