صيام العشر من ذي الحجة ما بين الفهم الخاطىء وفضل هذه الأيام المباركة التي أشار القرآن والرسول لها

هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى المسلمين، وأنه من المؤسف حقاً أن تجد من بين أكثر الكلمات بحثاً على محرك البحث جوجل هي جملة صيام العشر من ذي الحجة لأن ذلك يكشف عن المفهوم الخاطىء لدى الكثير من المسلمين، الذي قاموا بالبحث عن فضل صيام تلك الأيام المباركة بهذه الصيغة فمن المعروف لدى جميع المسلمين بل من المسلم به أن الصيام يكون للتسعة الأوائل من ذي الحجة، والتي يكون آخرها هو يوم وقفة عرفات لأن اليوم العاشر هو يوم عيد الأضحى المبارك وصيام يوم العيد سواء كان الفطر أو الأضحى وهي أيام محرم الصيام فيها، أو بمعني أقل غير مستحب، لذلك لا يجب علينا أن نستخدم لفظ الصيام لتلك الأيام العشرة، ولكن في ذات الوقت فإن الفضل الكبير والقيمة الأعظم للأعمال فهي في تلك الأيام العشر الأولى من ذي الحجة.

صيام العشر من ذي الحجة

صيام العشر من ذي الحجة

كما سبق وأشرنا فإن الصيام للتسعة الأولى فقط من ذي الحجة وأنه لا يجوز صيام اليوم العاشر لأنه سيكون هو الموافق ليوم عيد الأضحى المبارك، ومن فضائل صيام تلك الأيام هو أن آخرها هو يوم عرفة الذي صيامه يكفر ذنوب عام مضى وآخر آت، لقول الرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم في الحديث الصحيح “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”، وفضل الأعمال الصالحة في تلك الأيام عظيم جداً، فقد أقسم الله بها في صورة الفجر إذ قال ” والفجر وليال عشر”، وقد قال العلماء أن هذه الليالي العشر المقصود بها العشر الأولى من ذي الحجة كما ورد في حديث شريف للرسول صلى الله وعليه وسلم في فضل تلك الأيام أنه قال :

مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ” يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: “وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ

وقد ذهب الكثير إلى التساؤل في الفرق في العمل والقيمة بين العشر الأوائل من ذي الحجة والعشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، ولعل أفضل ما قيل في التفريق بينهما هو ما ذهب إليه ابن تيمية، حيث أكد أن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة يكون في نهارها أما فضل العشر الأواخر من شهر رمضان يكون في ليلها لوجود ليلة القدر بينهم


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد