“خُلق الإيثار” إرثٌ نبوي وأهميته في زمننا الحاضر

سأتحدث اليوم عن إرث نبوي ألا وهو خُلق من أفضل الأخلاق الإنسانية قِيمةً وأنه لا يفيد مُتلقيها فقط وإنما من يطبقه في حياته أيضاً، حيث أوضحت بعض الدراسات الإجتماعية والإنسانية والنفسية أن الإنسان حين شراؤه هدايا للأخرين يشعر بالسعادة أكثر من سعادته عند شرائها لنفسه. ولكن معظم البشرية تجهل هذا السر البسيط للسعادة الشخصية والإجتماعية.

تعريف الإيثار

هو أن يهتم الإنسان ويُقدم إحتياجات غيره عن إحتياجاته هو الشخصية بالرغم من اعتبارها من أولويات متطلباته ولكنه يشعر بالسعادة  عند بذل ما في وسعه لتلبية ما يريده الآخرين. فقد يجوع بإرادته ويعطش ليشبع ويروي غيره.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].

فضل الإيثار على أهله

فقال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].

فقد أثنى الله على أهل الإيثار ووصفهم بالمُفلحون ويعد ذلك أشرف وأغلى وسام يضعه المؤثر على صدره في الدنيا والآخرة، فما أجمله من خُلق يُسكن صاحبه حياة السعادة والطيبة والرضا ويعززه بين مجتمعه فمهما بذل من جهد في معونة من حوله فلا يزيده ذلك إلى رضا عن نفسه وحب الآخرين، حيث يكتسب المُتصِف بهذا الخلق جميل الذِكر بالخير في الدنيا وجزيل الأجر في الآخرة مع ما يجلبه له الإيثار من البركة وفيضان الخير عليه، فيعود عليه إيثاره أفضل مما بذله. فهو يعلم عن يقين أن ما يقدمه اليوم يجده غداً هو خيراً وأعظم أجراً.

وفي النهاية يجب أن نوضح ونقول ما أحوجنا لأن نُحيي هذا الإرث النبوي العظيم في زمننا هذا ونسعى دائما لخدمة بعضنا البعض كما وصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله “من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله تعإلى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد