لماذا نبدو أجمل في المرآة وقبيحين في بعض الصور؟

عادةً ما يكون الخوف الأكبر بعد حفلة مع أصدقائك ليس ما قلته، ولكن كيف ستبدو في الصور التي يحملها أصدقاؤك، وعلى الرغم من أنك غادرت المنزل واثقًا من أن مظهرك جيد، إلا أن تلك الصور السيلفي الجماعية قد تجعلك تغيير رأيك حول مظهرك، مما يدفعك إلى سؤال نفسك “لماذا أبدو مختلفًا في الصورة” أو “لماذا شكلنا على الحقيقة يختلف عن شكلنا في الصور”.

إنها ظاهرة غريبة، بفضل صور السيلفي، تجعل الناس يتساءلون عن المرآة هي الحقيقية أم صور الكاميرا هي الحقيقية، لذلك سوف نحاول في هذا المقال تقديم تفصيل علمي قد يفسر لماذا نبدو قبيحين في بعض الصور.

المرآة هي انعكاس وليست الصورة الحقيقية للوجه

المرآة هي انعكاس وليست الصورة الحقيقية للوجه

على الرغم من أننا نشعر براحة أكبر عندما نحدق في المرآة، إلا أن المرآة ليست هي الصورة الحقيقية للوجه، بل إنما هي انعكاس، فهي توضح كيف نبدو في الاتجاه المعاكس.

نظرًا لأننا معتادون على رؤية النسخة العكسية للوجه في المرآة، فإن رؤية كيف نبدو في الصور يمكن أن يكون أمرًا مختلفًا تمامًا، حيث إنه إذا لم يكن لديك وجهٌ متناسقٌ تمامًا، فإن النسخة المصورة لنفسك قد تكون مزعجة بالنسبة لك.

قالت “الدكتورة باميلا راتليدج” وهي مسؤولة في مركز علم النفس في مجلة The Atlantic “نحن ننظر إلى المرآة كل يوم، عندما نغسل أسناننا، وعندما نغسل وجهنا، وعندما نقوم بتسريح شعرنا، لذلك النظر إلى وجهنا في المرآة أصبح انطباعًا، ويسبب لنا الألفة، والألفة بدورها تولد الإعجاب”.

العلماء قاموا بتسمية هذه الظاهرة تأثير “mere-exposure”، وهو يعود إلى نظرية ابتكرها عالم نفسي يدعى “روبرت زاجونك”، حيث يشير إلى أن الأشخاص يتفاعلون بشكل إيجابي مع ما هو مألوف لديهم، وبناءً على ذلك، عند رؤية صورة للوجه، يشعر صاحب الصورة بالتوتر لأنها تتناقض مع الصورة التي اعتاد رؤيتها من خلال المرآة.

لهذا السبب، على الرغم من أننا نعتقد أننا نبدو أفضل وأجمل في المرآة، إلا أننا نميل نفسيًا للشعور بهذا الاستياء عندما نرى صورنا في الهاتف حتى لو كنا نبدو أفضل في الصور.

تلعب عدسة الكاميرا أيضا دورا في تغير شكل الوجه في الصور

تلعب عدسة الكاميرا أيضا دورا في تغير شكل الوجه في الصور

إذا لم تعجبك صورتك، هل ذلك يعني ذلك أن صورك القبيحة هي صور لشكل وجهك الحقيقي؟ على الرغم من أن المرآة تظهر نسخة مقلوبة من وجهك، مما يجعل عدم تناسق وجهك يبدو مقبولاً بالنسبة لك بسبب اعتيادك عليه، إلا أن الصور أيضاً قد لا تكون نسخة حقيقية 100% من مظهرك، والدليل على ذلك هو أن معظم الأشخاص يلتقطون العديد من الصور حتى يجدوا الصورة الأكثر جاذبية، وعادةً ما يتطلب الأمر تجربة الكثير من الزوايا والإضاءة قبل الحصول على صورة تستحق النشر على صفحات التواصل الاجتماعي.

ولكن المشكلة قد لا تكون في الإضاءة أو الزاوية، وإنما قد تكون في العدسة، مثلا بسبب قرب وجهك من الكاميرا يمكن للعدسة أن تشوه ملامح وجهك، مما يجعلها تبدو أكبر مما هي عليه في الحقيقة، كما توفر الصور أيضاً نسخة ثنائية الأبعاد من أنفسنا فقط، لذا إذا كان لديك وجهٌ مستديرٌ ومتناسقٌ قد تكون الصورة جذابة.

إضاءة فلاش الكاميرا قد تجعلنا قبيحين في الصور

إضاءة فلاش الكاميرا قد تجعل الصور قبيحة

على الرغم من أن الإضاءة الجيدة هي من أساسيات التقاط الصور الجميلة، إلا أن إضاءة فلاش الهاتف يمكن أن تجعل صورك تبدو أسوأ بكثير، خاصة إذا تم التقاطها في غرفة مظلمة، خاصة إذا كانت لديك بعض التجاعيد في وجهك وكانت عدسة الكاميرا قريبة جدًا من وجهك.

بالإضافة إلى ذلك، لا تستطيع الكاميرات التكيف مع الضوء والظلام كما نراها بأعيننا على الطبيعة، لذا من الأفضل استخدام الإضاءة الخارجية بدلاً من فلاش الكاميرا.

كيف أرى شكلي الحقيقي

هذا السؤال لطالما حير الكثير من الأشخاص المهتمين بمظهرهم الخارجي، كما تُعَدُّ مسألة رؤية شكلنا الحقيقي، الذي يُرَانا به الناس، موضوعًا معقدًا في علم النفس، حيث يثير هذا السؤال العديد من التساؤلات حول كيفية معرفة مظهرنا الحقيقي وهل يمكننا الاعتماد على الأدوات المختلفة لتحديد ملامح وجهنا وجسمنا.

على سبيل المثال، عند التقاط الصور بواسطة الكاميرا، تُؤَثِّر العدسات وزوايا التصوير والإضاءة على شكل الصورة بنسبة كبيرة، ومع ذلك، تظل أفضل وسيلة لرؤية مظهرك الحقيقي هي عن طريق تصوير فيديو بجودة عالية جدا، حيث يُمْكِنُك تصوير وجهك وأنت تتحدث وتبتسم وتنظر إلى زوايا مختلفة، كما يُفضل أيضًا أن تكون الإضاءة طبيعية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. احمد من بسكرة الجزاير يقول

    بسملا الله الرحمن الرحيم نشكركم على مصبقت الحلم اتمنا التوفيق الجميع يارب الحلم يتحقق

  2. عارف احمد علي صالح يقول

    ابغ اشارك في المسبقة