كيف يظهر النمل فجأة عندما يسقط السكر في المكان؟

هل لاحظت يومًا ما ظهور النمل بشكل مفاجئ بمجرد وقوع حبيبات السكر أو فتات الطعام على الأرض؟ الأمر بالفعل يحدث بشكل سريع وغريب وكأنه سحر، ما يجعلنا نتساءل: من أين لذلك الكم الهائل من النمل القدرة على التجمع بهذه السرعة الفائقة؟

أسرار النمل

إستشعار النمل

قبل أي شيء دعونا نلقي نظرة سريعة على عالم النمل الذي يعيش في تجمعات، ويعمل على خدمة نفسه بشتى الطرق للحفاظ على المستعمرة آمنة دائمًا، ولعلنا لاحظنا بأنفسنا كيف يتعاون النمل مع بعضه عند إيجاد الطعام، سواء في جمعه أو تفكيكه أو حمله إلى المستعمرة، ويكمن سر التجمع السريع حول قطع السكر أو الطعام الملقى على الأرض في التعاون المنظم الذي تتميز به جماعة النمل.

بالرغم من أن جميع أفراد النمل يتعاونون مع بعضهم دائمًا، إلا أن هناك بعض الأفراد ممن يبذلون المزيد من الجهد داخل المجموعة ويسمون بالنمل الكاشف، وهذا النمل هو المسؤول عن جلب الطعام للملكة من خارج المستعمرة، كما أنه يتولى مهمة حماية المستعمرة بالكامل.

النمل الكاشف

يخرج النمل الكاشف من المستعمرة بحثًا عن الطعام، ويعتمد في ذلك على حاسة الشم لديه أو قرون الاستشعار التي تتواجد في مقدمة رأسه، وتكون تلك الحاسة أقوى بكثير من حاسة الشم الطبيعية، وهذا ما يسهل عليه شم رائحة الطعام بمجرد سقوطه على الأرض، إذ يظل النمل الكاشف أو العامل يتجول باحثًا عن الطعام طوال الوقت لأنها وهي مهمته الأساسية.

سبب آخر يساعد النمل الكاشف على إيجاد الطعام بسهولة هي عيونه المركبة التي تمكنه من استكشاف وتحديد مكان الطعام، وبمجرد قيامه بذلك يأتي دور مهمته الثانية التي لا تتوقف فقط على نقل الطعام للمستعمرة، بل تتخطى ذلك إلى استدعاء بقية أفراد النمل الكاشف داخل المستعمرة وذلك باستخدام وسائل مختلفة للتواصل.

وعند التواصل يعتمد النمل على مادة الفريونات التي يفرزها، وهي عبارة عن مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتكون من جزيئات معقدة ويقوم النمل بإفرازها بشكل مستمر وبمعدل ثابت مع كل خطوة يخطوها خارج مستعمرته، وبمجرد وصوله لمصدر الطعام نجده يزيد من إفراز الفيرمونات بشكل ملحوظ، ويكون لها رائحة مميزة يستطيع أفراد النمل الكاشف الآخرون استشعارها من خلال قرون الاستشعار القوية لديه فيتوجه ناحية الطعام سيرًا على نفس خط إفراز الفيرمونات.

ولا تُعد الفيرمونات وسيلة للتعرف على مكان وجود الطعام فقط بل هي أيضًا وسيلة تواصل مميزة يستخدمها النمل، على سبيل المثال يستخدمها عند وجود خطر ما يهدد المستعمرة أو عند التزاوج.

غذاء النمل

يتغذى النمل على كل شيء يقع في طريقه، إذ لديه طابع انتهازي واضح يجعله لا يفوت أي فرصة للحصول على الطعام، ويشتهر النمل بقدرته الفائقة على تفكيك أي نوع من أنواع الأنسجة مهما كانت قوتها أو سمكها، وتتغذى معظم أنواع النمل في العادة على الفواكه وأوراق الأشجار، وكذلك الحشرات الميتة واللحوم بأنواعها وغيرها من الأطعمة.

ومن أشهر أنواع النمل الذي يتغذى على اللحوم وأكثرها شراسة هو النمل السائق، وهذا النوع لديه القدرة على تدمير أرضيات الغابات المطيرة بالكامل والتغذي على جميع مخلوقاتها الحية الصغيرة.

لماذا ينجذب النمل إلى السكر بشكل أكبر من غيره؟

مقارنة مع مختلف الأطعمة الأخرى نلاحظ أن النمل ينجذب إلى السكر بشكل أكبر من غيره، ويكمن سر ذلك فيما يحتوي عليه السكر من طاقة تساعد النمل على الحركة والنشاط، كما أن السكر يحتوي على المواد الكيميائية ذات الرائحة المميزة التي تمكن النمل من تحديد مكان وجوده بسهولة، وأخيرًا تتميز حبيبات السكر بأحجامها الخفيفة مما يجعل حملها مهمة سهلة على النمل، على عكس غيرها من الأطعمة، وجميع هذه المزايا تجذب النمل لتناول السكر.