الاقتصاد الأخضر نموذج للانتعاش الاقتصادي بعد أن توقف العالم بسبب الوباء

لا ينبغي تحقيق الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء على حساب زيادة التلوث وانبعاثات غازات الدفيئة، ومع ظهور الفيروس التاجي الجديد أدى إلى توقف العالم، وفي البداية لوحظت تأثيرات مفيدة في البيئة مثل، الخفض المؤقت لانبعاثات الغازات الدفيئة، التي انخفضت إلى مستوى قياسي في الأسبوع الأول من أبريل، وذلك بسبب تدابير الاحتواء واسعة النطاق.

 

لكن هذه الآثار مؤقتة بالإضافة إلى ذلك كنظير، حيث ازداد استخدام المواد المستهلكة الملوثة وشل انتعاش المواد القابلة للتدوير في العديد من المدن، في حين تكثف استخدام السيارات الخاصة على حساب النقل العام.

 

لكن الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الوباء يجب ألا يتحقق على حساب زيادة التلوث وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أو سيكون هناك خطر الوقوع في أزمة مناخ ونظام إيكولوجي أكثر تعقيدا بكثير من تلك التي يسببها الفيروس الحالي.

و لتجنب الانهيار من الضروري جداً تغيير أشكال الإنتاج والاستهلاك نحو نماذج أكثر استدامة تلبي الاحتياجات الحالية دون المساومة على احتياجات الأجيال القادمة.

 

وهذا التحول سيكون بعيدا عن كبح جماح النمو الاقتصادي والرفاهية، يقدم فرصة للتنمية مع الإنصاف وخلق وظائف خضراء جديدة في أمريكا اللاتينية، وستكون المنطقة الأكثر ثراء والأكثر تنوعا في الموارد الطبيعية والبشرية، ولكن أيضًا الأكثر غير متكافئ.

 

هنالك تقنيات لتحقيق ذلك وهي متوفرة بالفعل على سبيل المثال، تعتبر الطاقات المتجددة أكثر فعالية من حيث التكلفة من الوقود الأحفوري، كما أنها تعزز نمو الوظائف والاستثمار في المنطقة، وهناك مواد حيوية جديدة تستخدم مدخلات طبيعية وقابلة لإعادة التدوير لتحل محل المواد التقليدية مثل “البلاستيك” الملوثة.

 

إن الثورة الرقمية والمنصات مثل Uber وAirbnb وبوابات التجارة الإلكترونية والعملات المشفرة ووسائل التواصل الاجتماعي والحلول المبتكرة مثل “بنوك الساعات” تعمل على تمكين المواطنين وجعلهم مستهلكين.

 

في المقابل تنتج التفاعلات بين تكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي والروبوتات والابتكارات الأخرى مواد ذكية جديدة وأنظمة طاقة ومعالجة التلوث البيئي، كما إن تحويل النموذج الخطي الحالي لاستخراج الموارد الطبيعية وإنتاجها واستهلاكها والتخلص منها إلى نموذج اقتصادي دائري حيث يتم إعادة استخدام المواد وإعادة إدخالها في نظام الإنتاج، له آثار إيجابية على الاقتصاد والبيئة والإدماج الاجتماعي.

 

لكن التغيير ليس في أيدي الحكومات والشركات والقادة العظماء فحسب، بل أيضًا في منزلنا ومائدَتنا وفي قرارات بسيطة ويومية عندما يتعلق الأمر بالشراء أو الأكل أو النقل أو ارتداء الملابس أو الإجازة.

 

في جميع أنحاء العالم ترفع منظمات الفلاحين أصواتها دفاعا عن الموارد الطبيعية والحركات الحضرية التي تعزز المعيشة المستدامة تدعمهم وانضمت إليهم مجموعات من الشباب بقيادة الشابة السويدية “غريتا شونبرغ” خالقة حركة “أيام الجمعة من أجل المستقبل” أي بمعنى “الجمعة للمستقبل” الذين يطالبون السلطات السياسية بالتعامل مع حالة الطوارئ المناخية الآن.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد