طعن في معظم أوائل الثانوية العامة.. وخبر سعيد لمن لم يحالفهم الحظ

ظهرت النتيجة، وكان في المقدمة أوائل الثانوية العامة، الذين ينالون كل شيء لمجرد أن تعلن أسمائهم في المؤتمر الصحفي الذي تنتظره مصر كلها وعلى لسان وزير التعليم، أنهم الأوائل وأصحاب الحظوة لدى وسائل الإعلام لفترة، ثم تأتي المكافآت الكثيرة جدا، سواء من الأهل والأحباب أو من الجهات الرسمية، وأخيرا يختارون ما يريدون من كليات وجامعات حتى يستكملوا دراستهم بها، وتظل ذكرى أنهم كانوا أوائل الثانوية العامة حية ما داموا على قيد الحياة.

أوائل الثانوية العامة لا يمثلون التفوق الحقيقي

فإما أن تكون سببا مباشرا في انطلاقة أصحابها الحقيقية، وإما أن تتحول إلى ذكرى وحيدة يتفاخر بها أصحابها أينما حلوا أو ارتحلوا، لكن اليوم هم النجوم داخل مجتمعاتهم وأسرهم، وسوف تفتح أمامهم أبواب الجامعات وكليات القمة، ليس فقط في الجامعات الحكومية، بل تتسابق الجامعات الخاصة لضم الأوائل إلى طلابها طمعا في تحقيق نتائج تنتسب إليها وتضيف لها رصيد لدى المجتمع العلمي وعملاء المستقبل من طلاب الثانوية.

مع اختلاف نظام امتحانات الثانوية العامة، واختلاف الأسئلة أيضا عما سبقها خلال الخمسين سنة الماضية، وتحويلها إلى نظام جديد، مازال الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين يحاولون التأقلم معه، والتدريب عليه والتعود على أداء الامتحانات بهذه الطريقة، اختلف أيضا الأوائل الذين يحققون الدرجات العليا، سواء كانوا من ضمن أوائل الجمهورية أو المحافظات أو حتى المدن والقرى، والتي عادة ما يكون الأوائل في هذه المناطق معروفين حتى من قبل الامتحانات وظهور النتيجة.

الحظ والغش تدخل في نتيجة بعض أصحاب المجاميع المرتفعة

كان الطالب أو الطالبة المتفوقة معروف منذ البداية، ونادرا ما كان يشذ عن القاعدة بعضهم، لكن الآن، بعض الأوائل أنفسهم يصرحون أنهم لم يكونوا يتوقعوا تفوقهم وحصولهم على كل هذه الدرجات، وهي كلمات حقيقية وليست من قبيل التواضع، وربما نلاحظها جميعا في المجتمعات القريبة من الأسرة والعائلة وفي المنطقة القرية، أصبحت الظاهرة واضحة تماما، عندما نجد من بين الأوائل ما لم يكن مشهودا له بالتوفيق فيما سبق، أو حتى بالسلوك السوي الجيد.

لا أنفي وجود متفوقين جملة وتفصيلا، بذلوا الجهد هم وأهاليهم حتى حققوا مرادهم، لكن هناك نسبة منهم، لم يتفوقوا بسبب التحصيل المثالي والمجهودات الكبيرة، لكن كان هناك عاملين هامين وراء هذا التفوق، الأول وهو ضربة الحظ في ظل نظام الامتحانات والأسئلة الاختيارية، ثم يأتي العامل الحاسم الثاني وهو الغش وانتشاره في السنوات الأخيرة بصورة مخيفة وفي عدد كبير من اللجان، لذلك فإن اجتماع الحظ والغش نتج عنه أوائل من نوع جديد، هم أنفسهم تفاجأوا بوجودهم في مكان ليس لهم ولا ينتمون إليه.

نظام الثانوية الجديد والأسئلة المختلفة غيرت من نوعية المتفوقين

كنت ولا زلت أتساءل أين أوائل الثانوية العامة على مدار عشرات السنين؟ أين ذهبوا، وماذا أصبحوا؟ خاصة أن العلماء البارزين في مصر في الداخل والخارج، لم يكونوا من أوائل الثانوية العامة، ولم يعلن وزير التعليم أسمائهم على شاشات التليفزيون، لماذا لم يتحول بعضهم على الأقل إلى علماء أفذاذ في المجالات العملية التي التحقوا بها؟ واكتفوا بأن يكونوا أطباء ومهندسين مثل أي موظف في وظيفة مرموقة اجتماعيا.

نتيجة الثانوية العامة 2022… الرابط الرسمي وموعد تقديم التظلمات

الأكيد أن التفوق في الحياة العملية ليس له صلة بالتفوق في الثانوية العامة على مستوى العلماء والبارزين في كل المجالات تقريبا، مع الاحتفاظ بأن لكل قاعدة شواذ، ونحن نتحدث عن الغالبية العظمى، وهي رسالة لكل من لم يحالفه الحظ في الثانوية العامة، وحصل على مجموع أقل مما كان يأمل، وفقد شغفه بالكلية التي كان يحلم بها، الرسالة تقول إن الحياة فيها الكثير من الفرص لغير المتفوقين في الثانوية العامة، ومعنى أنك خسرت كليتك على نصف نقطة أو أقل، أن الله يريد لك طريقا آخر غير الذي اخترته لنفسك، وهنا لا بد أن تمشي خلف مشيئة الله لأن الله لا يختار إلا الأفضل لك.

عليكم أن تؤمنوا باختيار القدر، أنه الأفضل لكم، وإن تحسنوا التعامل معه على أنه يستحق كل جهد وعمل بنفس مفتوحة متفائلة بالمستقبل، والأكيد أن النهاية ستكون كما تحبون، والحكاية ليست مجرد كلام إنشاء لتسكين المكلومين من الثانوية العامة، لكن انظر حولك، في أسرتك وعائلتك ستجد هناك من ينعم بالرزق الواسع والمكانة المتميزة ولم يكن يرشحه أحد يوما لذلك، وإذا أمعنت النظر سوف تجد من هؤلاء الكثير ،فقط لأنهم آمنوا باختيار الله لهم واجتهدوا فيه، فأبشروا بالقادم ولا تجعلوا أطلال الثانوية العامة تدمر المستقبل.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. عماد يقول

    حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا طارق شوقي