نايف الوقاع: ما يحدث في غزة أمر طبيعي وربما يُزج بنتنياهو في السجن وحماس مستعدة

كشف المحلل السياسي، وأستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والأمن الفكري، الدكتور نايف الوقاع، أن ما يحدث في قطاع غزة أمر طبيعي، لأن الهجوم الذي بدأته حماس، ردة فعل طبيعية على محتل بغيض يقوم على الفصل العنصري والتهجير القسري للمواطنين، وعلى حرمان سكان غزة والضفة الغربية من أبسط حقوقهم في عيش حياة كريمة، وهذا تكفله الشرائع السماوية والقانون الدولي الذي يفرض مقاومة المحتل.

د.نايف الوقاع- المصدر: لقطة شاشة من أحد اللقاءات على شاشة السعودية

وتوجه الوقاع إلى حماس التي قال إنها فشلت في إدارة ملف غزة يطالبها في تصريحات بحسب صحيفة «عاجل السعودية» بالانضمام مرة أخرى إلى منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل تحت ظلها حماية لدماء الشعب الفلسطيني في غزة.

وانتقل الوقاع بعد ذلك إلى الحديث عن إسرائيل، والتي قال أن وضعها صعب جدا، ولن تتراجع إلا بالقضاء على حماس، خاصة وأن الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد انتهى مستقبله السياسي بالكلية، وربما يُزج به في السجن، بالإضافة إلى اهتزاز صورة الجيش الإسرائيلي بصورة كبيرة، وهذا سيؤثر على ميزان القوة في المنطقة بأكملها.

وأشار الوقاع إلى أنه تبين للجميع أنه يمكن هزيمة الجيش الإسرائيلي، كما توقع وجود أجيال جديدة في إسرائيل تتجه نحو السلام ، خاصة وأن جزء كبير من العرب اعترف بحق إسرائيل في الوجود، ولذلك فإن السلام طريق آمن يرسخ الاستقرار لدول الشرق الأوسط.

آثار الدمار في غزة
آثار الدمار في غزة- المصدر: سكاي نيوز

دور المملكة العربية السعودية

وقال الوقاع أن دور المملكة في القضية الفلسطينية عميق وأصيل وممتد عبر التاريخ منذ حدوث مشكلة فلسطين، وهي تعتبر الدولة الأكبر دعما لها ماديا وسياسيا ومعنويا.

وذكر الوقاع أنه في عهد الملك عبدالله رحمه الله، حدث وأن جمعت المملكة الفصائل الفلسطينية جميعها (حماس وفتح وباقي الفصائل) في مكة المكرمة، وتم التوقيع منهم على اتفاقية بجوار بيت الله الحرام، لكنهم سرعان ما نقضوها، وأصبحوا أعداء للمملكة، وأرسلوا بعض أعضائهم للتخريب داخل السعودية.

ويفسر الوقاع ذلك الموقف بأنه بسبب وجود مرجعية ثقافية وفكرية مختلفة مما أفشل كل الاتفاقيات.

لن تنجح أي اتفاقية مع المنظمات الفلسطينية

ويقول الوقاع بأنه لن يحدث ذلك لأننا لو بحثنا في حالة النضال المسلح في كل بقاع الأرض، لوجدنا أن كل الشعوب التي كافحت بالسلاح لتحرير أوطانها كانت تحت قيادة واحدة ولذلك تكلل مجهودها بالنجاح.

وأردف المحلل السياسي السعودي أن الإخوة في فلسطين يفشلون دائما، ويفسدون كل المشاريع التي تسعى إليها كل الدول العربية لأن مرجعياتهم مختلفة، ولأن البعض منهم يتكسب من هذه القضية.

قمة السعودية القادمة.. كيف تقرأوها؟

وحول قمة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، صرح الوقاع بأنه يتوقع أنها ستخرج بقرارات قوية، لأن الصوت العربي سيكون موحدا، وهذا سيكون رسالة للعالم بأن العرب يرفضون ما يحدث في غزة، وأن لديهم المشروع البديل للقتل والتدمير، وهو حل الدولتين وإحلال السلام الدائم والشامل بين الطرفين.

منظمة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية

ويقول الوقاع بخصوص هذا الشأن أن تلك المنظمات كلها لا يمكن الاعتماد عليها بأي شكل، لأنها أنشئت أصلا لخدمة المشروع الغربي في المنطقة، ويسيطر عليها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولذلك لا يمكن أن يكون لها تأثير في كبح جماع إسرائيل.

رد فعل الدول الغربية

وقال الوقاع بخصوص هذا الشأن، أن هذا الفعل ورد الفعل يبين أن هناك تأثير نفسي كبير سببته عملية حماس الأخيرة، فالموضوع تجاوز التأثير العسكري، وهذا ولَّد خوف لدى صناع السياسة في الغرب وفي إسرائيل من أنه ستكون هناك هجرة مضادة من إسرائيل إلى الغرب وأمريكا.

سيناريوهات الحرب الدائرة.. وكيف ستنتهي؟

وعن سؤال.. كيف ستنتهي الحرب؟، يجيب الوقاع بأنها ليست كسابقتها، وتوقع أن إسرائيل وبدعم من أمريكا وباقي الدول الغربية ستعمل على القضاء على حماس، وتضع إسرائيل يدها على قطاع غزة بعد استتباب الأمن، ومن الممكن أن تطلب من السلطة الفلسطينية أن تتولى الموضوع، كما أنه هناك العديد من المقترحات الأخرى لإدارة غزة، لكن تتوقف جميعها على سير المعركة.

وعن سيناريوهات المعركة، فإن الأمر غير محسوم لصالح أحد إلى الأن، لكن حماس مستعدة جيدا، وستخسر إسرائيل خسائر كبيرة، وربما يكون هناك أمر مفاجئ، ومن الممكن أن تكون المفاجأة من الداخل الإسرائيلي.

شعب فلسطين في غزة وقصف إسرائيلي مستمر
لقطة شاشة- المصدر: الجزيرة

أسوأ سيناريوهات الحرب

إن تمدد الحرب إلى دول الجوار يعتبر من أسوأ السيناريوهات من وجهة نظر المحلل السعودي، وهذا السيناريو سعى إليه الحرس الثوري الإيراني وإيران لجعل مصر تدخل في أتون حرب مباشرة، وكذلك السعودية ولبنان والأردن، لكن حنكة وحكمة القيادات في هذه الدول تجعلني أستبعد ذلك.

وقال الوقاع أنه من الممكن حدوث مناوشات من بعض الإرهابيين هنا أو هناك، كتلك التي حدثت من الحوثيين بسقوط صواريخ في مصر والأردن، وجماعات الحشد في العراق عندما وقفت عند الحدود الأردنية.

واختتم الوقاع هذه الجزئية بقوله “إن إيران تعرف حجمها وقدراتها، ولهذا فقد استسلمت عندما شاهدت الحشد الغربي والمساعدات والتهديدات من أوروبا وأمريكا وتبرأت من هذه العملية.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد