تغير المناخ هو واحد من أهم التحديات التي تواجه العالم في القرن الحادي والعشرين، ويتطلب تعاون دوليً وفعال لمواجهته، هذا ما أكده وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في كلمته التي ألقاها في المنتدى السعودي الأوروبي للاستثمار، الذي عقد في الرياض يوم الاثنين 23 أكتوبر 2023.
تحدي تغير المناخ في المملكة العربية السعودية المصدر: العربية
وزير الطاقة السعودي قال إن معالجة أزمة تغير المناخ يجب أن تكون بطريقة بناءة ومفصلة آخذة بالحسبان القطاعات كافة، وأن تركز على خفض الانبعاثات كما ورد في اتفاقية باريس المناخية، دون التحيز تجاه مصدر من مصادر الطاقة دون الآخر، وأضاف أن المملكة تنظر إلى مكافحة تغير المناخ بصفتها هدفًا لتحسين مستوى معيشة سكان الدول النامية والفقيرة، وأنها تقدم نموذجًا يحتذى به في هذا المجال من خلال مبادراتها المبتكرة.
مبادرات المملكة للتصدي لتغير المناخ
من بين هذه المبادرات، إطلاق برنامج يتعلق بشح الطاقة في العالم، يتضمن تقديم المساعدة للدول والمجتمعات التي تعاني من شح في الطاقة، وذلك دعمها بتوفير الغاز والطاقة المتجددة، وتوفير التعليم والرعاية الصحية عن بعد لمجتمعات تلك الدول، وهذه المبادرة تستهدف رفع نسبة التصدي لشح الطاقة من 12% إلى 50% بحلول عام 2030، كما أشار إلى تنظيم المؤتمر المناخي السعودي، الذي دعت إليه المملكة جميع الأطراف المهتمة بالشأن المناخي لإطلاعهم على جهودها في هذا المجال، هذا المؤتمر سيضم خبراء وباحثين وصانعي قرار من مختلف دول العالم، وسيستضيف ندوات وورش عمل حول موضوعات مثل التكيف مع تغير المناخ، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، والابتكار في مجالات الطاقة.
المملكة محور رئيسي في صناعة الطاقة
وزير الطاقة السعودي أكد أن بلاده كانت وستظل محور رئيسي في العالم لكل الصناعات المتعلقة بالطاقة، جنبًا إلى جنب مع تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، وقال إن المملكة في مرحلة انتقالية، ولديها الكثير من المحفزات في هذا القطاع، إلى جانب التحديات، مبديًا استعداده للتنافس في صناعة الطاقة مع كل من يستطيع ذلك، وأوضح أن المملكة تسعى إلى تنويع مصادر طاقتها، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتطوير تقنيات التخزين والنقل والتوزيع. وأشار إلى أن المملكة تمتلك أكبر احتياطي من البترول في العالم، وأنها تضخ نحو 10 ملايين برميل يوميًا، مما يجعلها قادرة على تلبية احتياجات السوق العالمية.
المملكة تحافظ على هويتها البدوية
وزير الطاقة السعودي أعرب عن فخره بالهوية البدوية للشعب السعودي، مشيرًا إلى أن المملكة تنتقل نحو الحداثة وتحافظ على هويتها البدوية، ورحب بالضيوف والأصدقاء الأوروبيين، مؤكدًا أنهم أصبحوا جزءًا من نسيج المملكة، وأشاد بالشراكة التاريخية بين المملكة وأوروبا في مجالات عديدة، خصوصًا في مجال الطاقة، وأعرب عن رغبته في تعزيز هذه الشراكة في المستقبل، لاسيما في ظل التحديات التي يفرضها تغير المناخ.
التضامن والتعاون بين جميع دول العالم
ودعا وزير الطاقة السعودي إلى التضامن والتعاون بين جميع دول العالم لإيجاد حلول شاملة وفعالة لتغير المناخ، وأكد على التزام المملكة بالمسؤولية المجتمعية والبيئية، ورغبتها في المشاركة في جهود التنمية المستدامة، وأثنى على دور المنتدى السعودي الأوروبي للاستثمار في تسهيل التواصل والحوار بين رجال الأعمال والمستثمرين من كلا الجانبين.
