نتنياهو يترك مستقبل الحرب في غزة في حالة من الغموض

في تطور مفاجئ، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مجلس الحرب مناقشة المرحلة التالية من الحرب في غزة، وأرجأها لموعد غير محدد.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أبلغ نتنياهو أعضاء المجلس بأن إسرائيل حققت أهدافها في المرحلة الأولى من الحرب، وأنها بحاجة إلى تقييم الوضع قبل اتخاذ أي خطوات أخرى.

يأتي هذا القرار في وقت تتصاعد فيه التوترات في غزة، حيث شنت الفصائل الفلسطينية سلسلة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ردًا على غارات إسرائيلية على القطاع.

ويرى بعض المحللين أن قرار نتنياهو يعكس مخاوفه من أن تؤدي تصعيد الحرب إلى وقوع المزيد من الضحايا من الجانبين.

ويعتقد آخرون أن نتنياهو يسعى إلى كسب الوقت من أجل التفاوض على وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية، في كلتا الحالتين، فإن قرار نتنياهو يترك مستقبل الحرب في غزة في حالة من الغموض.

التحليل

يمكن تفسير قرار نتنياهو بعدم مناقشة المرحلة التالية من الحرب من عدة زوايا:

  • أولًا، قد يكون هذا القرار نابعًا من مخاوف نتنياهو من أن يؤدي تصعيد الحرب إلى وقوع المزيد من الضحايا من الجانبين.

ففي الأيام الأخيرة، ارتفع عدد الضحايا المدنيين في غزة بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة الضغط على نتنياهو من أجل إنهاء الحرب.

  • ثانيًا، قد يكون نتنياهو يسعى إلى كسب الوقت من أجل التفاوض على وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية.

ففي الأيام الأخيرة، ظهرت بوادر من التفاهم بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مما قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار.

  • ثالثًا، قد يكون نتنياهو يحاول تقييم الوضع في غزة قبل اتخاذ أي خطوات أخرى.

فبعد أسبوعين من الحرب، لا يزال الوضع في غزة غير واضح، حيث تستمر الفصائل الفلسطينية في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتستمر إسرائيل في شن غارات على القطاع.

أيًا كان السبب، فإن قرار نتنياهو يترك مستقبل الحرب في غزة في حالة من الغموض، فإذا كان نتنياهو يسعى إلى إنهاء الحرب، فسيحتاج إلى التفاوض على وقف إطلاق نار مع الفصائل الفلسطينية.

أما إذا كان نتنياهو يسعى إلى استمرار الحرب، فسيحتاج إلى اتخاذ خطوات أكثر عدوانية ضد الفصائل الفلسطينية.

المآلات

يعتمد مآل الحرب في غزة على عدة عوامل، منها:

 

  • مدى استعداد الفصائل الفلسطينية للتفاوض على وقف إطلاق النار.
  • مدى استعداد إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار.
  • مدى تدخل المجتمع الدولي في الحرب.

إذا كانت الفصائل الفلسطينية مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار، وإذا كانت إسرائيل مستعدة للقبول بوقف إطلاق النار، وإذا تدخل المجتمع الدولي في الحرب، فمن المرجح أن تنتهي الحرب في وقت قريب.

أما إذا كانت الفصائل الفلسطينية غير مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار، أو إذا كانت إسرائيل غير مستعدة للقبول بوقف إطلاق النار، أو إذا لم يتدخل المجتمع الدولي في الحرب، فمن المرجح أن تستمر الحرب لفترة أطول.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد