كم تبقى من عائلة وائل الدحدوح بعد وفاة نجله حمزة؟.. ملحمة تاريخية سطرها بدماء أسرته

خيم الحزن مجددًا على الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، بعد استشهاد نجله الأكبر اليوم، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف عددًا من الصحفيين غرب خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ليقدم البطل الفلسطيني دماء أسرته واحدا تلو الآخر فداءً للقضية، وعلى الرغم من ذلك لم يتوانى عن إكمال عمله الصحفي لكشف الحقائق التي يزيفها الاحتلال الإسرائيلي، وتوثيق المجازر والدماء التي تسيل على أرض فلسطين.

وائل الدحدوح أثناء توديع بعض أفراد أسرته

وفاة عائلة الدحدوح واحدا تلو الآخر

شهد يوم 25 من شهر أكتوبر الماضي، وهو الشهر الذي بدأت عملية طوفان الأقصى خلال اليوم السابع منه، شهد سقوط عدد كبير من أفراد عائلة وائل الدحدوح، بما في ذلك زوجته وابنته الكبرى شام الدحدوح، وابنه محمود، وحفيده، كلهم راحوا ضحايا استهداف إسرائيلي في مخيم لجأوا إليه مع الآلاف من النازحين من الحرب.

بعد تلك الواقعة الصعبة التي مرت على وائل الدحدوح، تعرض منذ عدة أسابيع لاستهداف إسرائيلي أثناء تغطيته لأحداث الحرب في إحدى المستشفيات، ليسقط المصور سامر أبو دقة الذي كان معه، ضحيةً لذلك القصف، ويُصاب الدحدوح بجروح خطيرة، لكنها لم تؤثر في صمودة وواصل بعدها بساعات عمله لكشف زيف الاحتلال.

واليوم الموافق 7 يناير 2024، ودع “الدحدوح” واحدًا آخر من أفراد عائلته، وهو حمزة وائل، النجل الأكبر له، ليكون ورقة جديدة تسقط من شجرة عائلة الرجل الصامد المرابط.

المتبقي من عائلة وائل الدحدوح

لدى الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح 8 أبناء، فقد منهم إلى الآن 3، آخرهم حمزة، ليتبقى لديه 5 أبناء، بينهم نجله الصغير الذي كان يحمله أثناء تشييع جثامين أفراد أسرته الذين توفوا خلال الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.

وخلال الساعات الأخيرة أصبح اسم وائل الدحدوح وصورته يتصدران المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب الملحمة التي سطرها بدماء أسرته وأبنائه، وصموده الذي لم ينكسر حتى بعد إصابته هو شخصيًا خلال قصف كاد أن يودي بحايته لولا ستر الله.

من هو وائل الدحدوح؟

يعد “الدحدوح” من أشهر الآباء في الصحافة الفلسطينية، فجُل أبنائه يعتبرون من أبناء مهنة الصحافة، ذلك بجانب كونه صاحب الملحمة الأكثر تأثيرًا منذ بداية الحرب على غزة.

وهو صحفي فلسطيني وُلد ودرس في مدينة غزة بحي الزيتون، أقدم أحياء المدينة، في الثلاثين من شهر أبريل عام 1970، وقضى معظم سنين حياته فيها، واسمه بالكامل وائل حمدان إبراهيم الدحدوح، وقد نشأ وترعرع في كنف أسرة ميسورة الحال، تعود أصولها إلى الجزيرة العربية، وتعيش على الفلاحة والعمل في زراعة الأرض.

بدأ وائل حياته المهنية مراسلًا لصحيفة القدس الفلسطينية، ثم عمل في عدة وسائل إعلام، قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة عام 2004، وقد اشتهر في السنوات الأخيرة بتغطيته المتواصلة والمستمرّة لما يجري في قطاع غزة، وذلك بسبب طبيعة عمله كونه مراسلًا رئيسيًا لقناة الجزيرة القطرية في القطاع، ورئيس مكتبها هناك، وقد عانى خلال حياته من العدوان الإسرائيلي، إذ قضى 7 سنواتٍ داخل سجون الاحتلال.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد