قصة إسراء جعابيص..الأسيرة الفلسطينية التي أطلق سراحها بعد 8 سنوات في سجون الاحتلال

عادت الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص إلى أحضان أسرتها في القدس يوم الأحد ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، بعد 8 سنوات من الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وشملت الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى في الهدنة الإنسانية 39 فلسطينيًا جميعهم نساء وأطفال، لكن إسراء جعابيص كانت أبرز الأسماء التي تم الإفراج عنهم، وعادت قصتها لتنتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهورها في وسائل الإعلام فور إطلاق سراحها.

إسراء جعابيص وابنها معتصم - مصدر الصورة: الشرق الأوسط

قصة إسراء جعابيص

وتتلخص قصة إسراء كالتالي؛ اعتقلت إسراء جعابيص 38 سنة في 11 أكتوبر 2015، أثناء طريقها من أريحا إلى القدس، وعندما وصلت بسيارتها إلى حاجز الزعيم العسكري قرب مستوطنة “معاليه أدوميم” حيث كانت تحمل فيها أنبوبة غاز وجهاز تلفاز وأدوات منزلية أخرى، انفجر البالون الهوائي في سيارتها واشتعلت النيران فيها، مما تسبب في إصابتها بحروق شديدة في 50% من جسدها وفقدان ثمانية من أصابع يديها وتشوهات في الوجه والظهر.

عندها اعتقلت الشرطة الإسرائيلية إسراء واتهمتها بمحاولة تنفيذ عملية تفجيرية ضد جنودها بتفجير أنبوبة الغاز، واستندت في اتهامها إلى بعض العبارات التي نشرتها إسراء على صفحتها على فيس بوك، وحكمت عليها بالسجن لمدة 11 عاما وغرامة مالية قدرها 50 ألف شيكل، وعلى الرغم أن تحقيقات شرطة الاحتلال أثبتت أنه حادث مروري عادي إلا أنهم رفضوا الإفراج عنها.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by The lady Five (@the.lady5)

معاناتها في سجون الاحتلال

عانت إسراء في سجون الاحتلال من ظروف صحية ونفسية وإنسانية صعبة، حيث سحب منها التأمين الصحي ومنعت من زيارة ذويها وعلاجها نظرًا لحاجتها إلى 8 عمليات عاجلة في الوجه والجسم لفصل أذنيها الملتصقين في وجهها ومعالجة عينيها وأنفها، واكتفى الاحتلال بإجراء عده عمليات في أصابعها المبتورة، وزراعة جلد للظهر واليد والوجه، وكانت تنقل بين المستشفى والسجن بطريقة مهينة ومؤلمة، كما وضعت في غرفة مراقبة بكاميرات وهي مكبلة اليدين والقدمين، وفي إحدى المرات منعت من رؤية ابنها معتصم الذي تركته وهو يبلغ من العمر 8 سنوات، ووفقًا لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان فإن إسراء ظلت في وضع نفسي صعب وصدمة شديدة، حيث كانت تصحو ليلا وتبدأ بالصراخ “نار نار، يما يما”، أو تصحو من النوم  وهي ترجف، ثم تبدأ بالبكاء، في بعض سنوات السجن.

حملات تضامنية مع إسراء جعابيص

منذ سجنها وعلى مدار ثماني سنوات انطلت العديد من الحملات التضامنية مع جعابيص من أجل محاولة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنها ومعالجتها، وأبرزهم ما يلي:

  • في 2 يناير 2018، انطلقت حملة تدوين بلغات مختلفة للمطالبة بإطلاق سراح إسراء جعابيص وعلاجها، وشارك فيها نشطاء ومنظمات حقوقية وإعلامية من مختلف اللغات والدول.

  • حملة توقيعات على موقع change.org للمطالبة بالإفراج الفوري عن إسراء جعابيص وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لها، وقد جمعت الحملة أكثر من 100 ألف توقيع من مختلف دول العالم.
  • وأيضًا حملة تضامنية على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاغ #FreeIsraaJaabis و#اسراء_جعابيص لنشر قصتها والتعبير عن التضامن معها ومع جميع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.
إسراء جعابيص
الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص قبل وبعد الحريق – مصدر الصورة: موقع ibraspal.org

 

في 25 نوفمبر 2023، تم الإفراج عن إسراء جعابيص من معتقل “المسكوبية” في القدس المحتلة، واستقبلتها عائلتها وأصدقاؤها ومؤيدوها بفرحة عارمة، وصرحت إسراء بعد تحريرها وعودتها إلى منزلها لوسائل إعلامية: “نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة”، وعن معاناتها في سجون الاحتلال أضافت:”تعرضنا للتنكيل والضرب في سجون الاحتلال.. فتيات صغيرات السن تعرضن لممارسات لا توصف في سجون الاحتلال”.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد