بعد مرور نصف قرن..الموساد ينشر وثائق سرية عن حرب أكتوبر 1973

صرح رئيس الموساد، ديفيد برنياع، في حدث بمناسبة الذكرى ال50 لحرب “يوم الغفران” حرب أكتوبر 1973 في مؤتمر القيادة العليا لأعضاء المؤسسة، قائلًا: “قوتنا تكمن في وحدتنا الداخلية، في القيم الأساسية التي تقوم عليها الدولة، قيم اليهودية والديمقراطية، قوتنا في التعاون داخل النظام وفي التكامل القائم على المزايا النسبية”.
وفي بداية تصريحاته، أعلن أنه في ذكرى حرب “يوم الغفران” حرب أكتوبر 1973، من المستحيل عدم تذكر الشعور بالنشوة الذي ساد البلاد بعد حرب “الأيام الستة” حرب 1967، وهو ما وصفه “بنشوة الانتصار الذي يعتبر معجزة لا مثيل له”.

رئيس الموساد ديفيد برنياع_ مصدر الصورة روسيا RT

ووصف كل هذا أنه تغير في لحظة واحدة، في 6 أكتوبر 1973،قائلًا: إنه عندما استيقظت البلاد على واقع جديد ومفاجأة استراتيجية كلفتنا ثمنًا باهظًا جدًا، حيث قُتل العديد من الجنود، وكذلك الخسائر الباهظة في الأسلحة والأموال التي أُنفقت، كما وصف ما حدث “بسقوط الهيكل الثالث” على حد تعبير وزير الجيش “الإسرائيلي” آنذاك موشيه ديان.
وفي وقت لاحق من تصريحاته، سعى إلى نقل ثلاث رسائل رئيسية، بما في ذلك التهديد الوجودي الذي تشكله دولة “إسرائيل”، والرضا عن النفس، والإقناع بالعمل. قائلًا: “يجب أن لا نتوقف عن التعامل مع التهديد الوجودي لدولة “إسرائيل”، وأن لا نقلل من شأن العدو وقدراته، أن لا ننسى أن من حولنا دول ومنظمات تواصل التعزيز من أجل تهديد سلامنا هنا، وأن لا نبالغ في دعم حلفائنا في أوقات الأزمات، وأن نبني قوتنا وقدراتنا، وأن لا نقلل من أهمية الوحدة من أجل البقاء”.
وزير الجيش “الإسرائيلي” سابقًا موشيه ديان _ مصدر الصورة بوابة أخبار اليوم
وعلى صعيد آخر، حذر رئيس الموساد من “تكرار أخطاء الماضي والوقوع في التصور والحفاظ على مكانة الاستخبارات “الإسرائيلية”. والاستمرار في إظهار القوة الرادعة لدولة “إسرائيل” وفرض ثمن بلا خوف من “الأعداء”، ومواصلة السعي من أجل التطبيع حتى لا تضيع فرص السلام مرة أخرى في المستقبل”.
وقصد برنياع، أن ينتقد أو يوجه الشك، أو الشك الضمني حول المسؤولين السياسيين والمنتخبين، عندما قال للحاضرين في المؤتمر: “لقد اتخذنا مكاننا على طاولة القيادة السياسية ليس للتعبير عن تقييمات الاستخبارات، ولكن للتعبير عن موقفنا من القضايا الأمنية القائمة على الاستخبارات، في إشارة إلي، التحذيرات التي وجهتها المؤسسة للمسؤولين المنتخبين، الذين يعملون في المجالس الوزارية واللجان المهنية”.
ولأول مرة، ينشر الموساد رسميًا كتابًا يقدم فيه دراسة تاريخية معمقة لدور المؤسسة في الأيام التي سبقت اندلاع الحرب. ويستعرض أنشطته خلال المعركة. ويكشف الكتاب لأول مرة عن الوثائق التي تم حفظها حتى يومنا هذا في أرشيف الموساد، والتي لم يتم تقديم معظمها للجمهور. وعنوان الكتاب “متى الوقت الذي سيُسمح فيه بالتحدث”، وهو بيان من رئيسة الوزراء آنذاك، جولدا مائير، إلى رئيس الموساد، تسفي زامير، أدلى به في خريف عام 1971.
رئيسة الوزراء جولدا مائير _ مصدر الصورة بوابة أخبار اليوم
ويكشف الموساد في الكتاب، لأول مرة علنًا عن معلومات حول التغيير الذي حدث في تصور مصر للشروط المطلوبة لخوض الحرب، وهو الحصول على طائرات هجومية متطورة وصواريخ  بعيدة المدى. منذ نهاية عام 1972، كان مصدر الموساد في ذلك الحين، ينقل معلومات حساسة وفريدة من نوعها حول التغيير الاستراتيجي من وجهة نظر المصريين واستعدادهم لبدء حرب حتى بدون الأسلحة.
وفي نهاية تصريحاته، تحدث عن رئيس الموساد الأسبق، تسفي زامير، على أنه الرجل الذي أجرى المحادثات الأقرب والأكثر سرية مع العميل السري، وقال عنه: قاد زامير الموساد في تلك الحرب كاستراتيجي واستخباراتي. وطوال تلك الفترة، لعب دورًا مركزيًا في مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائير، وجلب معلومات استخباراتية عالية الدقة ساعدت في التحركات والمفاوضات النظامية الرئيسية. وأدى عملها إلى تغيير استمر لسنوات في وضع الموساد في مجتمع الاستخبارات في جمع المعلومات وحده.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد