وصفها بأرض الخير.. في الحلقة 7 من “رسالة الإمام” الشافعي يشهد صناعة كسوة الكعبة بمصر

شهدت الحلقة السابعة من مسلسل “رسالة الإمام” بطولة النجم خالد النبوي لقطات تجسد صناعة كسوة الكعبة المشرفة بقرية تنيس المصرية وذلك منذ القرن الثالث الميلادي، وقد بدت علامات الدهشة على ملامح الإمام الشافعي خلال زيارته لمصر ورحلة بحثه عن مخطوطات الليث بن سعد، وعلق في مشهد لعدد كبير من الافراد يقومون  بصناعة كسوة الكعبة الشريفة قائلا”مصر أرض الخير تصنع لنا الكسوة لترسلها لنا في الحجاز”.

مدينة تنيس

كانت مدينة تنيس المصرية التي ظهرت في الحلقة من المدن الكبرى المزدهرة في العصور الاسلامية، وسميت في العصور الوسطى “بحيرة تنيس” والمعروفة اليوم ببحيرة المنزلة، والتي تقع في أقصى الشمال الشرقي من بحيرة المنزلة والجنوب الغربي من بورسعيد.

قد تعرضت للعديد من الهجمات إبان الحملات الصليبية، حتى أمر السلطان الكامل محمد بن العادل الأيوبي عام 624 هجرية بهما وتهجير أهلها البالغ عددهم وقتها 50 الف نسمة حتى لا يستطيع الجنود الصليبين الوصول عن طريقها إلى العاصمة.

كانت تشتهر تنيس بصناعة النسيج في مصر ونظرا لبراعة أهلها كان يعهد إليهم سنويا بتصنيع كسوة الكعبة المشرفة.

مسلسل رسالة الإمام بطولة خالد النبوي أروى جودة نضال الشافعي خالد أنور وليد فواز، سلمى ابو ضيف، ونخبة من نجوم الوطن العربي ،إخراج السوري ليث حجو.

حكاية كسوة الكعبة

و لمصر حكاية طويلة مع كسوة الكعبة، حيث استقر تصنيع الكسوة في مصر متنقلا من العباسيين إلى الفاطميين حيث اهتم الحكام الفاطميون بارسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، واستمر الأمر في عهد الدولة المملوكية، وكان المماليك يرون أن هذا شرف عظيم يجب ألا ينازعهم فيه أحد حتى لو وصل الأمر إلى القتال.

فقد كانت هناك محاولات من قبل اليمن والفرس والعراق لنيل شرف صناعة كسوة الكعبة ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا بذلك، حتى أن الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر عام 751 هجرية قد أوقف  وقفا خاصا لكسوة الكعبة مرة كل سنة وهذا الوقف كان عبارة عن قريتي من قرى القليوبية هما بيسوس وأبو الغيث، واستمر هذا النظام قائما حتى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.

دار كسوة الكعبة

في عهد محمد علي أنشئت دار كسوة الكعبة عام 1233 هجرية بحارة الخرنفش بالقاهرة، والتي كان يخرج منها موكب المحمل من مصر الى مكة كل عام حاملا كسوة الكعبة المجهزة من أفخم الاقمشة والمطرزة بخيوط الذهب والفضة واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962، حيث انتقل شرف صناعة الكسوة المشرفة إلى المملكة العربية السعودية.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد