وسقط ” الفخراني ” وولده في فخ ” السبكي “

  • كتب: محمد هلال.
  • عندما يخرج علينا السبكي عبر شركة انتاجه السينمائية بأي عمل جديد، يتحسس النقاد أسلحتهم ليطلقوا رصاصات النقد ضد كل عمل ينتجه السبكي، تحت ستار انتهاك قيم المجتمع وثوابته، وأن كنا نؤكد فعليا ومن الواقع، أن السبكي قد ضرب قيم المجتمع المصري في الصميم عبر سلسلة من الأعمال، نقلت الواقع والوجدان المصري إلى مربع أسود ومظلم، عبر العديد من الأبطال الذي صنعهم السبكي عبر أعماله وكان أشهرهم الفنان محمد رمضان، ولكن عندما يفعلها السبكي فأن الرجل صريح مع واقعه، ويدافع عن منهجه الذي يراه سبيلا للربح والشهرة بكل وضوح وصراحه، لكن عندما ينتهج قيمة فنية مثل الفنان الكبير يحيى الفخراني نفس نهج السبكي فهنا لنا وقفه لا تخلوا من الكثير من علامات التعجب والاستفهام.

الفخراني الذي رسم على صفحات الفن المصري أجمل اللوحات، عبر دراما تليفزيونيو قدمت كل عام تقريبا للمجتمع المصري قيمة فنية جديدة ومتجددة ترتقى بوجدانه، هذا العام وقع في فخ ” الإباحة الدرامية ” في رمضان، عبر مسلسله الجديد ” ونوس ” من أخراج ولده المخرج شادي الفخراني، ورغم أن شادي الفخراني ذاته أخرج من قبل أعمال كان يحي الفخراني بطلها ولكنها كانت قيمة فنية تضاف لسجل الفخراني ولا تنتقص منه مثل مسلسل الخواجة عبد القادر، ومسلسل دهشة، لكن مع مسلسل ونوس أختلف الأمر وتغير النهج ليقع الفخراني في فخ السبكي القديم.

efb40891-23fb-4dd9-8b26-40dfe9f60c29

فمسلسل ونوس الذي يعرض في شهر الصوم، لا يخلوا في حلقاته الأولى من اباحة مبتزله، وقيم وأفكار تهدم كيان المجتمع المصري، فكيف بقيمة فنية كبيرة مثل يحي الفخراني يمتلك كل شيء من تاريخ فنى كبير، وامكانيات ممثل عملاق، يسمح لنفسه أن يكون بطلا لعملا قائم، على قواده عجوز تتزوج من شاب يعمل لديها، ولا يخلوا حوارهم من الفاظ لا يمكن أن يتصور أن تدخل الاسرة المصرية وفي شهر رمضان، كيف لقيمة فنية مثل الفخراني أن يسمح لتاريخه أن يروج في عمل فنى، خيانة الأخ لأخيه عبر خطيبته في مشاهد لا نعتاد على ظهورها على الشاشة الفضية، وكيف لقيمة فنية مثل الفخراني أن يسمح للكاميرا أن تأخذ من بريقه عبر تسليط اضوائها على الراقصات في عمل هو بطله الأول.

ان الفن يشكل وجدان المجتمع، لذلك درج الناس على وصفه ب الرسالة، وعندما يقدم السبكي عملا فانه يقدمه في السينما شاء من يشاهده وشاء من لم يفعل، لكن أن تكون الدراما في مصر مبنية على مشاهد الراقصات، والألفاظ النابية، والبلطجة السافرة، فهنا لابد من وقفة مجتمعية بمؤسسات مصر التي تعنى بحماية قيم هذا المجتمع، وتدافع عن وجدانه الثقافي، ويبقى العتاب الأكبر لقامات فنية تقبل أن تتنازل عن ثوابتها من أجل ربح أكثر يأخذ من تاريخها كما تأخذ النار من الهشيم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

6 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    على فكرة فى ناس على قدها اوى فى الفكر وصلت لها فكرة المسلسل وقيمتة والقيمة الفنية فى فلسفة الموضوع وكاتب الموضوع للاسف غير موضوعى وقيم المجتمع بيهدمها نفس بشرية مريضة من غيرة وحقد وفشل وشيطان رجيم بيستغل النفس المريضة ودة مرض مستشرى فى المجتمع المصرى وياريت التقييم يكون موضوعى مسكت فى الرتوش وسيبت الفكرة اللى تقريبا فهمها ناس بسيطة ودورت على الشيطان اللى جوة كل نفس وماشيفتش الرتوش اللى هى اصلا موجودة قدامنا ويطلع حد يتشدق بالمثالية والقيم اللى انتفت واختفت من معظم الشعب المصرى ياريت ماتضحكش على نفسك وواجة الحقيقة اللى انت فيها

  2. غير معروف يقول

    كلام المقال دة معناة ان كاتب هذة الكلمات لم يصلة أصلا فكرة هذا العمل ةلذلك هو ركز أساسا على الشكل المادى و لم يركز مضمون الشخصية و فى فلسفة النص

    1. محمد هلال يقول

      يبقى لكل مجتمع خصوصيته ، مش شرط علشان توصل فكرة فنية تكون محاطة بكل ما يضاد قيم المجتمع خاصة فى شهر له قدسية لدى المجتمع ده ، والأهم من كده ان العمل بيدخل كل بيت عكس السينما

  3. أحمد نصر الدين يقول

    بريق المسلسلات صعب مقاومته.. لكن هل عقمت شركات الإنتاج لإنتاج عمل جاد ليقدمه يحيى الفخراني؟.. لماذا لا يرتق السُبكي بالعملية الفنية خاصة وإن عنده كوادر شابة من العائلة نفسها في مجال الإخراج وأظن أنها مثقفة؟

    1. محمد هلال يقول

      المسلسل ليس من انتاج السبكى، المشكل الأكبر ان قيمة فنية مثل الفخرانى وفى مثل هذا العمر يقع فى مثل هذا الخطأ