هل ترغب في التخلص من استغلال الآخرين لك، وسيطرتهم عليك؟ إليك الخطوات..

هل تشعر أنه يتم استغلالك يوميا سواء في العمل أو في المنزل أو حتى في معاملاتك اليومية، مما يجعلك غاضبا ويجعلك تشعر بالضغط والقلق المستمر، إذا فأنت من النوع الذي يسعى دوما إلى إرضاء الآخرين، حتى على حساب نفسه، لذلك فمن المؤكد أنك أكثر عرضة للسيطرة والاستغلال من الآخرين.

كيف تتخلص من استغلال الآخرين لك

كيف تتخلص من استغلال الآخرين لك

بهذا بدأت الدكتورة هارييت ب. بريكر كتابها “من يشد خيوطك: كيف تكسر دائرة الاستغلال”، حيث ذكرت أنها كتبت هذا الكتاب حتى تجعلك أنت وجميع ضحايا السيطرة على الآخرين واستغلالهم على دراية بما يحدث بك، وتجعلك تدرك كيف أنك  تساهم أحيانا في زيادة التحكم والاستغلال الذي تتعرض له بدون أن تدري، مما قد يجعلك على الأرجح تشعر بالعجز التام والحزن واليأس، وهذا هو الشيء الذي يريدك الشخص المستغل أن تصل إليه.

هل تعلم أن لديك المفتاح الذي يمكنك من خلاله أن تمكن الشخص المستغل من النجاح من السيطرة عليك واستغلالك أو إحباط جهودك.

من هو الشخص المستغل؟

ربما قد يكون هذا الشخص زوجك أو شريكك التجاري أو حتى موظف المبيعات.

وعلى الأرجح تريد معرفة كيف ولماذا تقع في فخ تلك العلاقة التي قد تدفعك إلى الجنون والغضب، فهي معركة تكون فيها أنت الخاسر دائما، ولذا فحتى لا تقع في علاقة مثلها مرة ثانية، فلابد أن تعلم كيفية وضع حد لسيطرة الآخرين واستغلالهم لك.

حيث أنه يمكن أن تكون فريسة سهلة للتحكم والاستغلال، بسبب أن نقاط ضعفك تكشف عن نفسها، وبالتالي تجعل من السهل اختراقها، فيجب عليك أولا تغيير طريقة تفكيرك وسلوكياتك لتقليل كونك فريسة سهلة.

ولكن كيف؟

أولا: تعرف على نقاط ضعفك.

يكشف الأشخاص الذين هم الأكثر عرضة للاستغلال عن سبع نقاط ضعف يمكن اختراقها في شخصيتهم، فكر مليا في هذه النقاط واعلم أن هذه النقاط هي التي يستعملها الشخص المستغل للسيطرة عليك، سواء أدركت هذا أم لا.

حيث يتمتع الأشخاص المستغلون بالخبرة والحدس لتحقيق الهدف المنشود، فيعملون على التقاط مفاتيح شخصيتك التي يمكنهم من خلالها السيطرة عليك، ويفعلون هذا بكل بساطة لأنك تكشف لهم عن نقاط ضعفك باختيارك.

لذا عليك تحديد نقاط ضعفك وفهمها والتعرف عليها، وإدراك دورها في تعريضك لتجارب سيئة أخرى.

و هذه النقاط تتمثل في ما يلى:

  • الهوس والرغبة في إرضاء الآخرين.
  • الخوف من المشاعر السلبية.
  • عدم الحسم وعدم القدرة على الرفض.
  • إذا كنت لا تملك إحساسا واضحا بهويتك الخاصة، فأنت لا تعرف ماذا تريد وأين تبدأ وأين تتوقف.
  • ضعف الاعتماد على الذات.
  • موضع التحكم الخارجي، وهو عبارة نفسية تشير إلى ماذا تنسب سبب حدوث الأشياء التي تحدث لك أو لا تحدث لك، أي هل تشعر أن حياتك خاصة بك أم أنها تحت سيطرة الآخرين وتحت سيطرة العوامل الخارجية الأخرى.

القواعد الأساسية لمحاولات السيطرة والاستغلال

  • ركز دائما لما يفعله هذا الشخص، وليس لما يقوله.
  • لا تسأل عن الأسباب التي تجعل الشخص المستغل يتصرف بطريقة معينة، فلا تتوقع أن تحصل على إجابة صحيحة أو مفيدة أو صادقة.
  • لا يمكنك تغيير شخص من هذا القبيل بالإشارة إلى عيوبه أو إلى أوجه قصوره، لذلك لا تحاول ذلك.
  • لا تهتم بإخباره أنه ليس عادلا معك أو يحبك، حيث أنه إذا كان هدفك في القيام بذلك هو إحداث فرق في المعاملة، انس الأمر، لأنه ببساطة لن يحدث.
  • لا تطمع في أن يضع هذا الشخص نفسه في مكانك ويشعر بنفس شعورك، لذلك، لا تتخيل أنه عندما تخبره عن مشاعرك كضحية لاستغلاله لك، ستنجح في تحقيق أي شيء، إنه لا يهتم بذلك.

5 خطوات لمقاومة محاولات السيطرة والاستغلال

ربما يكون قد حان الوقت لتتعلم طرق مقاومة أساليب السيطرة حتى تتمكن من ممارسة طريقة السيطرة المضادة، في البداية عليك العمل على تغيير سلوكك في البداية، حتى قبل أن تعمل على تغيير طريقة تفكيرك، وهذه الخطوات التالية هي خطوات لتغيير السلوك، فهي خطوات ذات طبيعة تراكمية ومبنية على بعضها البعض.

الخطوة الأولى: المماطلة من أجل كسب الوقت

أولئك الذين يريدون السيطرة والاستغلال يمارسون ضغطهم من خلال وسائل مختلفة؛ لإجبارك على الخضوع لما يريدون منك القيام به، من أجل ممارسة هذا الضغط، قد يلجؤون إلى استخدام وسائل سيئة مثل الغضب والصراخ والشتائم وطرق التنمر الأخرى، أو قد يختارون وسائل أخرى مثل العبوس والبكاء والتجاهل.

الخطوة الأولى للمقاومة هي كسر هذا النمط، وفي هذه الخطوة تقوم بإعادة ضبط ميزان القوة في العلاقة، حيث يمكنك القيام بذلك عن طريق إدخال فترة زمنية باختيارك أنت بين لحظة الأمر بالطلب وبين لحظة الرد.

بمجرد أن تتعلم قضاء بعض الوقت في التفكير في اختياراتك، سوف يزداد إحساسك بالسيطرة على الفور، وستكون قادرا على إخضاع هذا الشخص المستغل إلى جدولك الزمني الذي تختاره أنت، وليس وفقا لجدوله الزمني.

الخطوة الثانية: طريقة الأسطوانة المشروخة

بالطبع، يمكنك التنبؤ بأن هذا الشخص سوف يعترض على طريقتك في المماطلة لكسب الوقت، ولأنك مسيطر الآن، فاستعد لوابل من المبررات والكثير من الكلام المصطنع فاحذر أن لا تقع في الفخ.

من المهم جداً عدم تورطك في الجدال حول سبب حاجتك إلى هذا الوقت أو عن مدى أهمية ذلك بالنسبة لك الآن، أو حتى عن تحديدك وقت محدد للرد، لا بل دعه هو يفكر باستمرار فيما تفكر فيه أنت ويتوقع كيف ستكون ردود أفعالك، الانتظار إلى أجل غير مسمى من شأنه أن يدفعه إلى الجنون.

وتسمى هذه الطريقة “الاسطوانة المشروخة”، وهي طريقة بسيطة ولكنها فعالة جدا، فكيف تطبقها، عن طريق ما يلي:

  • أولا، أظهر بوضوح أنك تستمع إلى ما يقوله هذا الشخص وتفهمه من خلال تحديد ووصف “الإحساس” أو الشعور الذي يعبر لك عنه بالضبط.
  • بعد ذلك تكرر نفس العبارة التي قالها هو من قبل، الهدف من هذا الأمر هو كسب الوقت والمماطلة لا أكثر.
  • وتذكر أنك إذا تحدثت كثيرا فإنك سوف تفقد السيطرة، فلا تبرر ولا تطرح أي أسباب، فأنت لست في موقف الضعف والتبرير.
  • الخطوة الثالثة: هي إضعاف مشاعر الخوف والقلق والشعور بالذنب.
  • من أجل مقاومة عملية السيطرة والاستغلال، يجب عليك أن تتعلم كيف تتحمل بعض المشاعر غير المريحة إلى حد ما، حيث أنه بمجرد إشعال الفتيل (والذي يرمز إلى هذه المشاعر) سوف يفجر كل المشاعر السلبية، حتى لو كانت لفترة قليلة جدا.
  • لذا يتعمد الشخص المستغل إشعال هذه المشاعر عن طريق جعلك تشعر بالقلق أو الخوف أو الذنب، ومن ثم يحترق هذا الفتيل بسرعة كبيرة جدا، وأحيانا على الفور، مما يؤدي إلى استسلامك وخضوعك للسيطرة والاستغلال.
  • وهنا تأتي تقنية إضعاف المشاعر التي سوف تساعدك على تحمل المشاعر السلبية، وهي تطبق كما يلي:
  • أولا، عندما يثير الشخص المستغل مشاعر القلق عن طريق الضغط على نقاط ضعفك في عدم الشعور بالأمان مثلا أو عن طريق إثارة مشاعر الشك الذاتي في داخلك، والقيام ببث القلق في نفسك، من خلال تقديم إشارات غامضة ومقلقة جداً لشيء سلبي حدث أو شيء سوف يحدث في المستقبل.
  • ترتفع حينها مستويات القلق نتيجة النقد السلبي والحكم عليك، مما يؤدي إلى إيذاء كبرياءك أو حتى إلى إجراء مقارنة سلبية بينك وبين شخص آخر.
  • والخوف والقلق هما من ضمن الوسائل التي من خلالها يتسلل إليك الشخص المسيطر لإجبارك على الخضوع لإرادته.
  • و من أجل مقاومة محاولات السيطرة عليك واستغلالك، تحتاج إلى تغيير رد فعلك على مشاعرك السلبية، فمشاعر القلق والخوف والشعور بالذنب التي يلعبها الأشخاص المستغلون لن تدمرك أبدا إذا قمت بقمعها، لكنها فقط سوف تجعلك تشعر بعدم الارتياح والانزعاج والضيق، فلا بأس، يمكن أن تتحمل مشاعر الضيق وعدم الراحة تلك.
  • ففي الواقع، كلما سمحت لنفسك بالتعرض للمشاعر غير المريحة لفترة أطول، كلما قل تأثرك بها، ويطلق علماء النفس على هذه الحالة اسم “التعود”، وهنا سوف يكون التأثر أقل أو حتى غير قادر على إضعافك بأي شكل من الأشكال، لذا فلم يعد الأمر مهما بالنسبة لك لأنك قد استطعت السيطرة على نفسك.
  • الخطوة الرابعة: وضع الحدود الخاصة بك: كما يمكنك مقاومة الاستغلال من خلال وضع حدود جديدة لك في شخصيتك لا تسمح لأي شخص أن يتعداها، هذا سيشعرك بالثقة والارتياح، وذلك عن طريق ما يلي:
  • أعلن عن نيتك أنك سوف تكون الشخص الذي يقرر ما ستفعله أو الذي لن يفعله في العلاقة، بناء على مراعاة احتياجاتك واهتماماتك جنبا إلى جنب مع احتياجات ومصالح الآخرين.
  • علم الشخص المستغل لك بالطريقة التي تريد أن تعامل بها، على سبيل المثال، اشعر بقيمة نفسك كشخص ناضج أو كشريك متساو، واذكر مباشرة أنك لن تسمح لنفسك بالأذى أو الظلم.
  • ضع حدودا واضحة بحيث تشير إلى أنك لن تشارك في أي حوار يتضمن تجاوزا لتلك الحدود التي وضعتها.
  • يجب أن تجبره على أن يعترف بأن لديك أيضا حقوق واحتياجات وقيم تتعلق بسلوكك وقيمك ويجب عليه ألا يتجاوزها.
  • أخبر الشخص المستغل أن وضع حدود للمعاملات يحسن العلاقة بينكما في المستقبل، وأنه بخلاف ذلك لم تعد العلاقة بينكما مقبولة إطلاقا.
  • الخطوة الخامسة: التفاوض من أجل التوصل إلى حل وسط: على الرغم من أنه لا ينبغي أن تكون هناك تنازلات أو مفاوضات في هذه الأساليب السيئة، إلا أنه يجب أن يكون هناك حل  وسط، يلبي احتياجاتك الشخصية، وكما أشرنا، فإن الشخص المستغل لا يهتم إلا  بخدمة مصالحه الشخصية فقط، ولن ينتبه بمفرده لما تحتاجه أنت.
  • إذا كان الشخص المستغل على استعداد للتكيف مع التغييرات التي قد بدأتها، فهناك مجال للتواصل بينكما، لكن استمرار العلاقة في وجود هذا الضغط لا يخلق علاقة صحية إطلاقا، بل علاقة سامة تضر ولا تنفع.
كيف تتخلص من استغلال الآخرين لك
كيف تتخلص من استغلال الآخرين لك

المصدر: إضاءات.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد