مهزلة الرجال والنساء صفا واحدا في صلاة العيد

محمد إبراهيم: يكتب

العيد فرحة العالم الإسلامي، أياما معدودات تملأ الأرض بهجة وفرحة، حين يخرج جموع الشعب المصري لقضاء شعائر صلاة العيد في الساحات المخصصة لها، يخرج الرجال، والأطفال، والنساء، كلا يكبر ويهلل تعظيم للحق -سبحانه وتعالى-.

 ولكن ما شاهده العالم الغربي والعربي في صلاة العيد أمس، لا ريب عندي أنها مهزلة أخلاقية، ودينية، وثقافية، حين نجد الرجال والنساء يقفون صفا واحدا لقضاء صلاة العيد، فهذا إن دل فإنما يدل على الجهل الخارق الذي انتشر في أمة الإسلام، ولكن يعد ظلم أن اختص بالحديث أمة الإسلام كلها، لأننا لا نشاهد هذه الظواهر العجيبة إلا في مصر فقط.

لقد تربينا جميعا ونشأنا على الثوابت الدينية، التي لا تخفي على كثير من الناس عن كيفية صلاة النبي

-صلى الله عليه وسلم-

   وذكر في كتب الفقه الميسر، أن الصفوف الأولى في الصلاة هي للرجال، والتي تليها للشباب، والتي تليها فهي للصبيان، والصف الأخير للنساء، هذا ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكيفية صلاته بالمسلمين، أما أن نجد أمس في صلاة العيد، رجالا يقفون بجانب النساء في صف واحد وآخرين يقفون أمام بعضهم، وينظر الرجل لعورة المرأة وهي تركع وتسجد لله.

هذا يعد هرجا ومرجا وفوضى أخلاقية وجهلا بثوابت الدين الإسلامي.

كما وجد أيضا، نساء يخرجن لقضاء شعائر صلاة العيد وهن يرتدين البنطال الضيق، والتيشيرتات التي تظهر مفاتنهن، والحجاب الذي لا يعد حجابا، الذي يظهر نصف شعرهن، ويضعن العطور، ويذهبن إلى قضاء صلاة العيد، إلى هذا الحد وصل الشعب المصري إلى الانحلال، والجهل بشعائر الدين والفوضى الأخلاقية.

نعم إننا اليوم أمام مهزلة تربوية، مهزلة أخلاقية، مهزلة دينية، مهزلة عقائدية.

أسئلة كثيرة تطرح نفسها، ولربما يفكر بها كثيرا من الشعوب.

من المسؤول عن تلك الفوضى الأخلاقية، وعدم وعي الناس بالثوابت الدينية، وانتشار التبرج والعري في البلاد باسم الموضة؟

نجيب على هذه الأسئلة ونوضح ما التبس منها.

لأنه لا ريب عندي أن السبب الرئيسي في انتشار الفوضى الأخلاقية، عدم التفقه في الدين الإسلامي، واستكبار الناس على أن يذهبوا إلى علماء الأزهر الشريف، ليتعلموا أمور دينهم وجمع العلم الكافي عن الثوابت الدينية، والتي تتكون من أسس وقواعد منها كيفية الصلاة، والصيام، والوضوء، والحج، وجميع ثوابت الدين الإسلامي التي أصبح الناس بها جهلاء.

أيضا عدم قيام مؤسسة الأزهر الشريف، بدورها الذي يعد من أهم سبل إنقاذ المجتمع، في التوعية المستدامة للشباب لفهم ثوابت الدين، وشرح خطورة التبرج والعري وكيف يكون هذا تمهيدا لطريق الفوضى الأخلاقية، يجب على هذه المؤسسة ترك الفروع والتمسك بالأصول، وتعليم الناس دينهم بالفكر الوسطى المعتدل، لكن أن نجد اليوم غيابا تاما لمؤسسة الأزهر ودورها في المجتمع.

إذا لا نتعجب حين نجد رجالا ونساء يصلون بجانب بعضهم البعض في صف واحد، في شعائر صلاة العيد يا له من عار.

حقا لقد عاد الإسلام غريبا كما بدأ، مصداقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-.

   لنجد اليوم مسلمين دون إسلام، نعيش جهلاء لا نعلم شيئا عن أصول ديننا كما شاهدنا جميعا.

والأقبح من ذلك، أن تقوم المواقع الإخبارية بتصوير تلك المشاهد التي تظهر الجهل الديني، حتى يراها العالم كله أين الرقابة الإعلامية، وخصوصية الناس، عندما نقوم بتصوير النساء دون إذنهن ونقتحم حياتهن وهم يؤدون شعائر صلاة العيد، عندما نجد ذلك إذا نحن أمام مهزلة مهنية.

لذا يجب علينا التفقه في ديننا، وأن نتعلم ثوابته، من أجل أن نصبح أمة تقود الأمم، وليس أمة تقودها الأمم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. ربيع سيد حسن محمد يقول

    ربيع سيد حسن محمد من مصر 00201001972862

    00201149532274

  2. غير معروف يقول

    بكيري عبد العزيز MBC Dream 00213656362755. صاح العيدكم عيدكم مبارك ان شاء الله يا رابي يا رابي كل عام وانتم بخير و على الخير يا رابي