مسلسل أزمة منتصف العمر ومقياس النجاح الحقيقي

أخيرا، وبعد جدل ونقد، ونسب مشاهدة قالوا إنها جيدة؛ انتهى مسلسل أزمة منتصف العمر، والجميع يتحدث عن نجاح المسلسل وجرأة الفكرة، والكل يتجاهل رأي المشاهدين. وهذا الأمر جعل سؤال يطرق رأسي بشدة وهو: لمن تصنع الأعمال الفنية؟.

 

مسلسل أزمة منتصف العمر

أتعجب بشدة من صناع العمل أو بالأحرى بعضهم، الذين يتحدثون عن نجاح المسلسل، وأن آراء النقاد فيه كانت إيجابية.

والسؤال الآن: هل المسلسل تمت كتابته وتصويره من أجل النقاد أم من أجل أن يشاهده الناس؟، يجب أن يعلم الجميع أن نجاح أي عمل فني مرتبط بمشاهدة الناس لهذا العمل، ولو أعجب كل النقاد ولم يعجب الناس فلن يحقق أي شيء.

ويجب أن نعلم أمر آخر مهم، وهو أن الناقد ينظر للمسلسل كعمل فني، وهو مؤمن تماما بأن الأعمال الفنية لا يجب أن تقيد أو يتم وضعها داخل أي إطار، ولكن نحن نتحدث عن مشاهد يريد أن يشاهد عمل فني يخرج منه بقيمة إنسانية ولا يخجل من أي مشهد أو فكرة يتم طرحها.

 

أزمة منتصف العمر ومقياس النجاح

وعندما نتحدث عن مقياس النجاح الحقيقي لا يجب أن يكون هذا المقياس هو نسب المشاهدة، لأننا نعرف أن أسوأ أنواع مقاطع الفيديو على الإنترنت هي الأكثر مشاهدة.

سيقول البعض إن مسلسل أزمة منتصف العمل لم يعرض على التليفزيون وإنما على منصة خاصة؛ سأقول لكم أن أبطال العمل كانوا ينشرون كل مشاهد العمل على صفحاتهم الرسمية في السوشيال ميديا، وأصبحت متاحة للطفل قبل الشخص الناضج.

وفي النهاية سأقول لكم الخلاصة، أن تجعل الناس تتعلق بعمل فني به إبداع حقيقي وقيمة إنسانية حقيقية، هذا الأمر يتطلب جهدا وتفكيرا عميقا، ولكن الأسهل هو طرح فكرة مرفوضة مجتمعيا وهنا يثار الجدل، ويحصل صناع العمل على تفاعل من رافض العمل قبل الموافق به، وبالتالي يتحقق النجاح بمقياس نسب المشاهدة بغض النظر عن قبول الناس لما يحدث في المسلسل أم لا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد