كيف تتعامل مع الشخص الحساس دون أن تجرحه؟

بعض الأشخاص لديهم درجات عالية من الحساسية، فهم يتأثرون بأقل ما يقال لهم أو يفعل معهم
و يعتبر الشخص الحساس من أصعب الشخصيات التي قد تتعامل معها وذلك لطيبته الزائدة وحساسيته تجاه اي كلمه قد تقولها بالخطأ أو عن مزاح وبالرغم من كل ذلك فهو يعتبر من الشخصيات المحببة جداً وسط الجميع لأنه بسيط ولا يكن أي أفكار سيئة لأحد لأنه في الحقيقة يتكلم بكل ما يفكر فيه.

وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أسباب تلك الحساسية الزائدة ومميزات الشخص الحساس وكيفية التعامل معه.

 أسباب تلك الحساسية الزائدة

يصبح الشخص حساس بشكل زائد منذ الصغر بسبب ما تعرض له من مواقف وتأثر بمن جرحوة فيها باستمرار، ووجود أب أو أم حساسة سيسهل اكتساب تلك الصفة بالتأكيد، وقد يكون ذلك الشخص تعامل مع الكثير من الناس وأمنهم على نفسه وهو لا يعلم أن ليس هناك أنسان صالح بالكامل وبعد أن آذوه فقد الثقة بكل من حوله، ورغم ذلك يظل يكرر نفس الخطأ فيبحث عن الكمال ولا يجده ولا يتقبل العيوب بشكل طبيعي لأنه لا يتقبل عيوب نفسه من الأساس، وجروح الماضي هي من تسببت في ذلك وتسببت أيضاً في تضخم نظرته نحو الأشياء المهينة من غيرها فتجعل نفسيته هشه ولا تحتمل التلاعب بها أبدا وهو غير مستقر نفسيا.

 صفات ومميزات الشخص الحساس

أولا:يجرح بسرعة من أقل كلمة
الشخص الحساس هو الشخص الذي لا يحتمل اي كلمة صغيرة تقال في حقة من اي أحد سواء كان مقرب أليه أو بعيد حتى ولو على سبيل المزاح فهو يجرح منها، وتعتبر هذه المشكلة هي المشكلة الأساسية لأن التعامل معه صعب جداً وبالتأكيد سيأتي يوم وبمزاج غير معتدل تلقي كلمة أنت لا تقصدها وإنما فقط فاض بك الحال من تعبك، وعندما يحدث ذلك تجده قد نسي كل صداقتكما ومواقفكم الجميلة معا وتمسك بتلك الكلمة ولم ينساها وتغير في معاملته معك لأنه لن يقبل كلمه عليه أو على فردا من عائلته وذلك لان طيبته الزائدة تجعله يحاكم الناس على أنهم ملائكة وبالطبع هذا الأسلوب خاطئ لأنه لا توجد ملائكة على الأرض.

ثانيا: يتخذ موقفا ولا يرجع فيه
كما قولنا سابقا أن الشخص الحساس يجرح سريعا ومن أقل شيءفعندما يحدث ذلك ينعزل عن من آذاة ويبتعد عن اي محاولة للتعامل معه، حتى وأن فعل سيكون تعامل سطحي جداً وليس كما كان، فهو متطرف جداً في ردة فعلة، وحين يشعر بإي إهانة متوجههة له تجدة قام من المجلس وخرج وقرر الأ يعود ابداً لمجالسة تلك المجموعة مرة أخري، لكن المشكلة أن أغلب المواقف لا تستحق ردة الفعل العنيفة ولكن بالنسبة له فهو يستحق أكثر من ذلك لكنه يضخم الأمور جداً فيشعر بالإهانة فينسحب من المجلس أو يصور هذا الإهانة بشكل أكبر من اللازم، والتفاهم معه ليس ممكنا لأنه لا ينظر إلى الأمر بمنظورك أبدا.

ثالثا: الشخص الحساس متحفظ جدا
كما يشعر هو بالإهانة بسرعه يعتقد أن الجميع مثله فيكون متحفظ جداً في كلامه مع الآخرين لذلك تجده لا يمتلك علاقات اجتماعية كثيرة في الغالب فأما هو تركها أو أنه لا يمتلك القدرة والجرأة لاقامتها من الأساس، فلا يمكنه أختراق من أمامه بسهوله ولذلك ينخدع سريعا في كل من حوله، فالشخص الحساس غير ملم بالطرق الاجتماعية التقليدية للتعرف على الأخرين ومن الصعب جداً أن يبدأ حوار مع أحد لأنه يحترم الخصوصية ويبتعد عند إحساسة بأنه تخطاها بشئ بسيط، وقد تجد في ذلك التحفظ فائدة وراحة لو تعامله معه

وعلى سبيل المثال ستجد المرأة لا تريد أن يري أحدا أطفالها أو بيتها وزوجها لأنها تخاف من أن تسمع كلمة تضايقها فلا تسمح لاحد بالأقتراب منها وهذا يفقدها علاقات إجتماعية قوية لتكون علاقات سطحية وذلك لان الشخص الحساس هو في الأساس شخص ليس لدية أي ثقة بنفسة فيبتعد عن كل ما يتوقع أن يؤذية، وكثرة التوقع هذة تجعله متأهب ومتوقع حدوث إهانة من الجميع إلى ذاته فيراها في أقل كلمه ويقدم لها ردا في غير محله.

رابعا: ما في قلبة يقوله كالطفل
من مميزات ومسأوئ التعامل مع الشخص الحساس في ذلك الوقت هو تصريحه عن كل ما في قلبة بدون أي تفكير مسبق، فهذا هو الشخص الحساس يكون دائما ما بين متحفظ ولا يريد الكلام وما بين بساطه التفكير والبوح بأفكاره الناتجة عن أفعال الآخرين أو الغاضبة من الواقع الذي يعيش فيه، فهو لا يستطيع أن يسكت ودائما يروي ما في قلبه تجاه الآخرين وتجاه ظروفه ومشاكلة بشكل صريح، وستدرك أنت أن هذا الشخص الحساس لا يكمن لك الشر لأنه بالتأكيد سيقول ذلك أمام وجهك ولكنك لن تسلم من كثرة تكرارة لمشاكلة وتعبة فهو شخصية دائمة الشكوي والأنين..

والشخص الحساس سريع الغضب ويطلق غضبة في وجه من تسبب في ذلك الغضب وبالأخص إذا كان هذا الشخص فردا من افراد عائلته سيعلو صوته ولا يخاف من أن يسمعه الجيران ولا يعطي الأمور مقدارها الصحيح ولا يتعقل أو يفكر قبل أن يتكلم، وأذا قمت بغلق هاتفك لانك مشغول واردا هو الحديث معك فوجده مغلق سيعتبر أن هذا إهانة إلى ذاته وكرامته فلا يفكر ابدا أنك مشغول ولديك سبب وجيه للاعتذار عن إجراء المكالمة وغالبا لن يعاود الاتصال بك أبداً مرة اخرى.

خامسا: تربية الشخص الحساس لأطفاله
من أكثر الأشياء المتعبة في هذة الحياة هي إمتلاك والد أو والدة من الأشخاص الحساسين ومشاعرهم مرهفة لان في الوقت الذي تريد منهم أن يساندوك ويتحملوا غضبك وألمك، تجدك متهم بانك أبن جاحد وغير مقدر لمشاعر أباك وأمك الذين ضحوا بسنين عمرهم في تربيتك.
والشخص الحساس يريد لطفلة أن يكون إنسان كامل بمعايرة هو العالية جداً عن معايير الطبيعية للبشر لذلك تجده منذ الصغر ينهر طفلة من فعل الحركات الطفولية الساذجة مصدقا أن طفلة يفهم يفهم هذه المعايير الغريبة.

ومن هذه الأفعال ما يلي

_لا يسمح الشخص الحساس لطفلة بالأكل أمام اي شخص غريب ولا يسمح له باللعب مع الأطفال إن كان بالمكان بعض الأتربة، ودائما يريد من طفلة الصغير أن يجلس بأحترام مع الكبار على المقعد ولا يتحرك طول الجلسة، وأن حاول الطفل البكاء والأنين رافضا لتلك الأوامر تجده غضب على الطفل وبشدة ويقول عنه أنه طفل عاص، وهو لا يدرك الأ قوانينه ولا يمتلك القدرة على السماح للطفل أنه يخطئ رغم أن المجتمع من حوله يري من لعب الأطفال وتوسيخ ملابسهم وملئ الدنيا بضحكتهم هو الأهم.

_لن يسلم الطفل من الأم الحساسة كلما كنت في حالة ضيق وتعب لانك لو تأخرت عنها في أصغر شيءتصبح أبنا سيئا والمشكلة تكبر أكثر حين تكبر وتقرر أن تتزوج لأنه لن تري في زوجتك الصلاح ولو قالت كلمة خاطئة بدون قصد ستكبر لتصبح مشكلة أكبر وسينقلب البيت إلى صراع بسبب شعور الأم بأنها مظلومة من أولادها رغم أن الحياة وسنتها تسير في اتجاه الفرد لعائلته والزواج إلا أن الأم لن تقبل ذلك الأمر بسهولة.

كيف يمكنك التعامل مع الشخص الحساس

لقد ذكرت فيما سبق صفات الشخص الحساس وما سبب ذلك الحساسية والآن سأوضح لكم كيف يتم التعامل معه وذلك من خلال إتباع بعض النصائح

أولا: لا تستخف بإحساسه
يجب عليك أن تتذكر دائما أن الشخص الحساس لا يفكر بالطريقة التي تفكر بها أنت، فمهما حاولت أن تبرر موقفك أمامه أو تشرح له أن الأمر لا يستحق وان يجب عليه أن يهدأ من غضبة ومن صراخه فلن يكون مجديا، لأنه مقتنع بأشياء لا تقتنع بها أنت لذلك لن يكون هناك جسر متصل بينكما، وكلما أصريت على موقفك وهو يجب عليه أن يفهم ذلك، سيتخيل أنك لا تهتم بألمه ومشاعرة وانك تستهين به وذلك سيزيد الأمر سوءا، لذلك أفضل شيءيمكنك فعلة في مثل هذا الموقف إلا تستخف بمشاعرة بمعني أن تظهر إحترامك لغضبة وتقول له بأنك تصدق انه مجروح لان هذه حقيقة لكن لا توافقه على سبب غضبة بل وافقه على جرح مشاعرة

وعندما يهدأ ويطلق كل ما في داخلة ستكون قد أكتسبت ثقة عندة لانك أحترمت مشاعرة ولم تستخف فيه، فيكون الوقت قد حان لكي تفهمة وجهة نظرك بهدوء لكن يجب أن تكون حذر جداً في عرض فكرتك عليه، فلا تقول له بأن غضبة لم يكن في محلة بل قول له أنك لا تريد أبدا أن تؤذي مشاعرة و وأنك لم تصدق م افهمه أبدا بتلك الطريقة وبالكلام الطيب الهادئ سيتقبل كلامك لأن قلبة طيب، فأصير حتى يهدأ تماما ومهما تكرر الأمر لا تيأس منه ويوما ما قد يفهم ويغير ردة فعلة في إي موقف مشابه المواقف السابقة.

ثانيا:إبتعد إن لم تكن قادرا على تحمله
إذا كنت تري في نفسك شخصا لا يستطيع التعامل مع الشخص الحساس، فوفر على نفسك وعليه العناء ولا تتقرب له وتوطد علاقتك به، هناك بعض الأشخاص يحبون المزاح والضحك على تصرفات الآخرين ويرون في ذلك أمرا عاديا ولا داعي للحساسية الزائدة؛ لكن مع الأسف هذا الأسلوب في التعامل لا يصلح أبدا مع الشخص الحساس، لذلك أختر أصدقائك حسب ما يناسبك في حدود حرية التعامل لأن من يشبهك هو من سيريحك في حدود حرية التعامل لأن من يشبهك هو من سيريحك في التعامل معه.

ثالثا: كن صريحا ومباشراً
يجب عليك أن تتعامل مع الشخص الحساس بنفس طريقته أي بطريقه صريحة ومباشرة، وذلك لأنه يأخذ كل ما تقولة له على محمل الجد مثل إذا أتصل بك شخصا حساسا يطلب منك الإذن بالزيارة في بيتك وانت في الحقيقة مشغول ووقتك قصير فمن باب الذوق ستقول له أن يتفضل وانت تأمل في الا تطول الزيارة ولكن الزيارة قد طالت بالفعل وانت ستتأخر عن ميعاد، هنا ستكون انت من أوقعت نفسك في هذه المشكلة فأن قلت له أنك مشغول ستحرجه وتجرح مشاعره وإذا لم تقول ستتأخر عن موعدك ومن حسن نيته هو فيك فهو لا يعرف الحقيقة.

وهنا تكون المشكلة لأنك لم توضح حقيقة مشاغلك من الأول بطريقه مباشرة وصريحه وتحترم فيها مشاعره فيها مشاعرة بنفس الوقت لذلك فكان يحب عليك من الأول أن أقول له أنك تتمني حضوره لكنك تعتذر عن عدم قدرتك على استقباله لأن لديك ميعاد هام ومن باب الذوق أن تحدد ميعاد أخر في نفس المكالمة لتظهر حسن نيتك حتى لا تضع نفسك في موقف محرج وهو وقتها سيقدر صراحتك لأن كما ذكرت سابقا هو لا يحب التعدي على خصوصية الآخرين ومتحفظ جداً في تعامله.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد