في “اليوم العالمي للسلام” كيف حث الإسلام على قيم التسامح

يحتفل المجتمع الدولي كل عام باليوم العالمي للسلام في 21 سبتمبر، وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم يومًا لتعزيز السلام لجميع الأمم والشعوب على الصعيدين الوطني والدولي.

صورة حمامة السلام - مصدر الصورة: موقع Freepik.

صورة حمامة السلام - مصدر الصورة: موقع Freepik.

تاريخ اليوم العالمي للسلام

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 بقرارها رقم (36/67) يوم للسلام، وحددت الاحتفال به في الثالث من شهر سبتمبر، وبعد 20 عاما في عام 2001 اعتمدت الجمعية العامة بالإجماع القرار رقم (55/282)، والذي قرر أن: يتم الاحتفال باليوم العالمي للسلام سنويًا في 21 سبتمبر من كل عام باعتباره يومًا لوقف إطلاق النار العام ونبذ العنف.

السلام والمجتمع

بالنسبة لمعظم الناس على كوكب الأرض فإن السلام هو حقيقة يومية في شوارع مدينة هادئة، والأطفال يذهبون إلى المدارس ورياض الأطفال؛ حيث تكون أسس المجتمع قوية، وقد لا يلاحظها أحد بشكل خاص هبة السلام التي لا تقدر بثمن، ومع ذلك بالنسبة للكثير من الناس في العالم الحديث هذه الهدية ليست أكثر من مجرد حلمًا خياليًا، إنهم يعيشون مكبلين بالسلاسل في جو من عدم الاستقرار والخوف.

الدين الإسلامي والسلام

ينصب اهتمام الدين الإسلامي على تحقيق السلام في جميع جوانب الحياة، سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو الاجتماعية أو السياسية؛ ففي الإسلام يعتبر السلام واحدًا من أسمى القيم، وهو يتجلى في العديد من العناصر والمفاهيم الأساسية.

سورة الفرقان الآية 63،64،65،66 - مصدر الصورة موقع: Pinterest.
سورة الفرقان الآية 63،64،65،66 – مصدر الصورة موقع Pinterest.

أولاً: يدعو الإسلام إلى تحقيق السلام الداخلي في الفرد، من خلال تنمية الروحانية والسكينة الداخلية والرضا بالقدر؛ فالمسلم مدعو إلى تحقيق السلام الداخلي من خلال الاستقامة الشخصية والتحكم في الغضب والتسامح والعفو، وهذا يعزز السلام والاستقرار في المجتمع،

وكما قال الله عز وجل في سورة الأنعام – الآية 54 – “وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”

وتحث هذه الآية على تحية السلام للمؤمنين وتعزيز روح التسامح والرحمة، وتذكر أن الله هو الغافر الرحيم لمن يتوب ويصلح أعماله.

ثانيًا: يحرص الإسلام على تعزيز السلام في العلاقات الاجتماعية، فهو يحث على التعاون والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والدينية والعرقية، ويشجع على حل النزاعات بطرق سلمية والتواصل بالحكمة والرحمة،

وكما قال الله عز وجل في سورة الأنفال – الآية 61 – “وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”

وتحث هذه الآية على الانحياز للسلام والتراجع عن العنف والصراع إذا تم عرض السلم، وأن يكون التوكل على الله ومنح الثقة له في كل الأمور.

ثالثًا: يعتبر الإسلام العدل أحد أسس السلام؛ فهو يدعو إلى المساواة وإزالة الظلم والاستبداد، ويشجع على توزيع الثروة بشكل عادل وتحقيق العدالة الاجتماعية، حيث يعتبر ذلك من أسباب الاستقرار والسلام في المجتمع.

في الختام، يمكن القول إن الدين الإسلامي يحرص على تعزيز قيم السلام والتسامح والعدالة في المجتمع، وذلك يتوافق تمامًا مع روح اليوم العالمي للسلام، وإن تعايش الأديان والثقافات المختلفة بسلام يسهم في بناء عالم أكثر استقرارًا وتعاونًا، ويعزز فهمًا أفضل لمفهوم السلام الحقيقي في جميع أنحاء العالم.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد