ظاهرة التحرش الجنسي: وأسبابها وكيفية  التصدي لها

محمد إبراهيم:يكتب

التحرش الجنسي يعد ظاهرة مجتمعية انتشرت في جميع دول العالم، ولا يخفي علي أحد خطورات هذه الظاهرة، وبلا شك يسعى الكثير للتصدي لها منذ سنين عدة بين فئات المجتمع.

كان التحرش فيما مضي مجرد كلمات حلوة، يقولها الشاب للفتاة وكانت معظم الأوقات تشعر الفتاة بالسعاة من تلك الكلمات لأنها كانت تشعرها بأنها أنثى، ولكن تطور الأمر اليوم حتى أصبح التحرش ليس مجرد كلمات حلوة تقال، ولكن تحول الأمر إلى هتك عرض الفتاة.

جدل مجتمعي هنا وهناك، حول تلك الظاهرة وأسئلة كثيرة تطرح عن أسباب انتشارها، ومن المسؤول عن تواجد تلك الانفلات الأخلاقي، وكيف نتصدى لها، هل الفتيات سبب رئيسي في انتشار تلك الظاهرة، وهناك الكثير من الأسئلة التي تثير الجدل وكان أولها.

  • أولا: ما هو التحرش الجنسي؟

التحرش الجنسي هو تعرض الرجال للنساء، سواء كان في الطريق أو المواصلات أو حتى في مكالمة هاتفية بكلمات غزل أو إيحاءات بكلمات جنسية، أو لمس فعلي باليد كما نشاهد في معظم الأحيان.

  • ثانيا: ما هي أسباب انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمعات؟

بعد ظهور هذه الظاهرة الفاضحة انقسم المجتمع إلى فريقين، الأول يلقي بالمسؤولية على النساء والآخر يلقي بالمسؤولية على الرجال، يقول الأول كيف تسير النساء عاريات تحت اسم الموضة وتطلب من الشباب عدم التعرض لها في ظل انعدام توفير سبل الزواج، ويقول الطرف الآخر لماذا لا يغض الرجال أبصارهم كما يتم وصف ما يحدث بالشهوات الحيوانية، وبلا شك أن السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة التحرش بشكل كبير هي ملابس النساء الخارجة عن العادات والتقاليد، وهذا سبب من أسباب كثيرة في ظل بعد الشباب عن الدين وعدم تسهيل سبل الزواج في المجتمع.

  • ثالثا: من المسؤول عن انتشار تلك الظاهرة؟

لا ريب عندي أن المسؤول عن تلك الظاهرة الفاضحة هم الأهل، نعم الأم والأب هم أساس انتشار تلك الظاهرة حينما يسمح الأب لابنته بالنزول من البيت بملابس فاضحة ويقول اتركها تعيش سنها، إذا نحن أمام انفلات أسري بشكل واضح ومعلوم، يجب على الآباء أن يكونوا أكثر حرصا على أبنائهم خصوصا في اختيار الملابس المناسبة الفضفاضة لبناتهم، من أجل الحفاظ عليهن من أي لحظة ضعف لربما تتعرض لها الفتاة.

  • رابعا: هل النساء سبب رئيسي في انتشار التحرش الجنسي؟

لا أكون عادلا إن قلت أن النساء وحدهم هم المسؤولون عن انتشار تلك الظاهرة، لأنها تتكون من ذكر وأنثى، ذكر يسير خلف شهواته وأنثى تغري الذكر بملابسها الخارجة عن القيم الأخلاقية والعادات الريفية، التي تربينا عليها فليس من العدل أن نجعل القضية كلها على عاتق فئة واحدة فإن كان هناك انحلال أخلاقي فهذا يعود على الرجال والنساء، الذين عملوا على هدم القيم الأخلاقية المجتمعية تحت مسمى الحريات المطلقة، وهذا لا يعطي الحق للرجال أن تتحرش بالنساء أو الاعتداء عليهن بأي شكل من الأشكال، حتى وإن كانت المرأة عاصية بتبرجها فكلنا بشر وليس ملائكة.

  • خامسا: كيف نتصدى لظاهرة التحرش الجنسي؟

هناك ثلاثة أطراف في المجتمع يجب عليهم الاهتمام بهذه القضية حتى يتم القضاء عليها بشكل نهائي.

1_الآباء والأمهات، يجب عليهم الاعتناء ببناتهم وأبنائهم والعمل على التربية الأخلاقية الصحيحة، بعدم السماح للفتاة بالخروج بملابس تثير الشهوات، وأيضا بعدم السماح للشاب أن يفقد أخلاقه ويقوم بالتعدي على نساء المجتمع.

2_ الأزهر الشريف، يجب على تلك المؤسسة نشر الوعي الأخلاقي والتوعية المستدامة للنساء، وشرح فضل الاحتشام والعفة والحجاب، وللشباب أيضا بشرح فضل الأخلاق الحميدة ومعاملة المرأة كإنسان وليس مجرد شهوة.

3_ الدولة، يجب على الدولة شرع قوانين رادعة حتى نستطيع التصدي لتلك الظاهرة، لأنه من أمن العقاب أساء الأدب، ظاهرة التحرش الجنسي ليس مجرد تحرش بل تصل أيضا أحيانا إلى القتل وانتشار الجريمة في المجتمع، يجب أن يعلم الجميع أننا بشر نعامل بعضنا البعض كإنسان وليس مجرد شهوات تسير على الأرض وأن يتقبل كلا منا النصيحة دون كبر وختام.

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون))، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: ((المتكبِّرون)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد