تأثير شخصيات الذكاء الاصطناعي على نظرة السيدات إلى أنفسهن.

ربما أنك رأيت سيدات كثر بوجوه وأجسام لا يوجد بها شائبة ولا عيوب في خلال الأيام الماضية، فتجد الفتاة منهن ببشرة صافية وخالية من أي عيوب فلا توجد أي مسامات واسعة ولا رؤوس سوداء ظاهرة، بل إن عينيها تكون لوزيتان وفمها يكون بشكل مثالي كما أن شعرها يكون منسدلا وناعما ورائعا ولونه مميز وزهري مثل حلوى غزل البنات، وشكلها ممتاز ولا غبار عليه إطلاقا، كما أن عضلات بطنها تكون مشدودة وباقي جسمها يكون رشيقا للغاية ولا يحتوي على السلولايت، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في كون هذه السيدة ليست في الأساس امرأة حقيقية بل هي وليدة للذكاء الاصطناعي.

 فعلى سبيل المثال آيتانا لوبيز هي مؤثرة كبيرة على منصة التواصل الاجتماعي ولكنها في الأصل وليدة الذكاء الاصطناعي، فهي ليست امرأة حقيقية ورغم ذلك فإنها تجذب حوالي 215 ألف متابع وهي من صنع الشركة الإسبانية التي تدعى ذا كلوزس، والتي كانت تسعى من خلال هذا المنتج إلى تحقيق أقصى نتيجة مالية ممكنة، وحتى تستطيع أن تقلص مضيعة الوقت التي تحدث أحيانا خلال التعامل مع البشر.

وقال مؤسس الوكالة “روبن كروز” في مقابلة له مع صحيفة تلغراف البريطانية أنهم أقدموا على هذه الخطوة حتى يحسنوا دخلهم دون الاعتماد على أشخاص أحيانا يكونون مصابين بالغرور والهوس وكسب المكاسب الكبيرة لمجرد عرضهم لشيء ما، لذا فهم وجدوا أن لوبيز “وليدة الذكاء الاصطناعي” تدر لهم أكثر من 10000 دولار في الشهر الواحد للشركة.

و المشكلة الحقيقية تكمن في أن النساء حين ينظرن إلى لوبيز فإنهم يقولون لأنفسهم لماذا لا يكون شعري مثلها ولماذا لا تكون خدودي مثلها، ويبدؤون يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم رغم علمهم أنها وليدة للذكاء الاصطناعي.

وليست هذه أول وليدة للذكاء الاصطناعي بل على سبيل المثال فإن ليل ميكيلا كان قد تم اختراعها في عام 2016 ولديها اليوم حوالي مليون متابع على الإنستقرام حيث إنها تنشر دعايات متفرقة كما تطرح موسيقاها، كما يوجد كذلك شود الغرام وهي عارضة من الذكاء الاصطناعي والتي صنعت استنادا إلى دمية باربي ولكن الأمر المخيف والذي لا يبشر بالخير إطلاقا أنه بعد أعوام طويلة سوف تعزز هذه الفكرة من وجود شكل واحد فقط للجمال ويشوه صورة النساء اللواتي لا يرتقين إلى هذا المستوى ومن ثم تقديس الشكل مرة أخرى.

ونظرا لإمكانية الكسب الكبير من وراء مؤثرات الذكاء الاصطناعي هذه فإن من المحتمل أن تتضاعف هذه الأعداد، وبعبارة أخرى فيمكن لنا أن نتوقع أن نرى الكثير والكثير من النساء اللواتي يشبهن بعضهن البعض على صفحات منصات التواصل الاجتماعي حيث تظهر نساء بوجوه وأجسام لا توجد بها شائبة فلا يمكن أبدا أن يكن حقيقيات، ومع هذا فهن يعتبرن استكمالا لصور من المتوقع أن تسعى الفتيات لتحقيقها إما عن طريق متابعتهم أو شراء المنتجات التي يروضن لها.

ولكن على كل سيدة أن تتذكر جيدا أننا لا يجب أن نتعامل مع الجمال المصنع لأنه ليس حقيقي، بل إن معايير الجمال على منصات التواصل الاجتماعي حتى ليست حقيقيه إطلاقا حيث أنها تكون ممتلئة بفلاتر التعديلات.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد