المفاتيح العشرة للنجاح..تعرف عليها قبل فوات الأوان

النجاح من أكثر الأشياء التي يتمناها الجميع، لكن قبل البدء في شرح المفاتيح العشرة للنجاح يجب قبلها أن نعرف ما هو النجاح، فاختلاف تعريفه قد يغير من خطواته عند البعض وهذا ما سنوضحه الآن.

ما هو النجاح؟

كلمة النجاح عامة جداً يمكن لأي شخص أن يضع لها تعريفاً حسب طريقة تفكيره، فالبعض يرى النجاح في أن يمتلك أكبر قدر ممكن من المال، وبعضهم يرى أنه يكون بالشهرة، وبعضهم يراه في الشهادات والدرجات العلمية والبعض يرى النجاح في أن تكون سعيداً فحسب وغيرها من الأفكار، النجاح فعلاً كلمة مطاطة جداً لكن سنحاول تفكيكها في هذا المقال، لمن يرى أن النجاح في المال قد لا يهتم بجوانب كثيرة من حياته ويركز كل جهده في الحصول على المال وهذا الشخص غالباً ما سيندم في نهاية حياته فماله لن يُدفن معه، ومن يرى أن النجاح في الشهرة ربما يصاب باكتئاب لو أهمل الناس ذكره، والذي يرى أن السعادة هي النجاح في الحياة لربما يقضي حياته كلها في البحث عن السعادة ولا يحصل عليها أو يُبتلى بالعديد من المآسي في حياته فتصبح حياته كئيبة حزينة دائماً ولا يرضى عن شيء لأنه ربط النجاح بالسعادة، أنا لا أقصد أن كل هؤلاء مخطئين لكن لا يجب النظر للموضوع من زاوية واحدة. والآن سأترككم مع المفاتيح العشرة للنجاح.

المفتاح الأول: اعرف نفسك

لا أكاد أجد احداً يعرف نفسه بصدق إلا وتصاحبه راحة البال، لا بد أن تعرف نفسك وتعرف دورها في هذه الدنيا فهي هنا في اختبار كبير للحصول على النجاح الأعظم وهو دخول الجنة، فلا بد أن تكون هذه الغاية واضحة في ذهنك دائماً، اعرف ما طلبه الله منك، اعرف ما يمكنك به دخول الجنة وواظب عليه قدر إمكانك، بعدها لن يهمك الناس ولا يؤثر عليك رأيهم طالما أن غايتك إرضاء الله.

المفتاح الثاني: الثقة بالله والايمان به

في طريقك ستتعثر كثيراً، لكن كلما كنت على ثقة بربك وتحسن الظن به فلن يخذلك أبداً؛ فهو الوحيد من يعرف كل ما مررت به ولا ينسى أبداً، فكن دائماً على ثقة أنه لن يضيع تعبك هباءً، سيعوضك بلا شك، لكن لا تستعجل ذلك فنحن لا نعلم أين يكون الخير.

المفتاح الثالث: اهتم بجميع جوانب حياتك

من أكثر الأشياء التي يخطئ فيها الكثير هي اهتمامهم ببعضٍ من جوانب حياتهم وإهمالهم لجوانب أخرى، فبعضهم يهتم بجمع المال على حساب صحته وعلاقاته الإجتماعية والأسرية، لكن هذا ربما يفيق بعد فوات الأوان حينما يرى السوء في صحته أو يُفاجأ بأن أولاده كبروا سريعاً دون أن يقضي معهم طفولتهم وهناك نماذج كثيرة ممن يهملون باقي جوانب حياتهم، لكن عليك الإهتمام بهم جميعاً فهناك جانب صحي، تعليمي، إجتماعي، ثقافي، روحاني، أسري، مالي، وجانب مهني، عليك الإهتمام بهم جميعاً، وربما تكون قد أهملت واحداً منهم وتشعر بعدم الرضا الآن فسارع بإصلاح ذلك، واعلم أنك لن تنعم أبداً إلا إذا جمعت بينهم جميعاً.

المفتاح الرابع: حدد أولوياتك

بعد معرفتك لذاتك وما لها وما عليها سيتضح لك بعض الأشياء التي يجب فعلها وأشياء لا يجب فعلها، قم بجمع كل هذا إلى جانب جميع جوانب حياتك حتى لا تؤثر بالسلب على أي جانب وابدأ الآن في تحديد أولوياتك، بلا شك هناك أولويات في كل جانب من جوانب حياتك، هناك ما يجب البدء فيه أولاً قم بتحديد كل هذا وضعه في مقدمة تخطيطك.

المفتاح الخامس: ضع خططاً مدروسة

الآن بعد أن علمت أولوياتك وحددتها، وعرفت كل ما تود تحقيقه في كل ناحية من نواحي حياتك ابدأ في وضع خطط مدروسة جيداً، ضع خططاً لكل شيء، لكن تأكد أنها أشياء محددة، توافق قدراتك وإمكانياتك، وقابلة للقياس وأهم شيء يجب أن تضعه في ذهنك أثناء وضع الخطة أنه ربما تطرأ عليك أشياء لم تكن في الحسبان أو أشياء تفسد خطتك، لذلك اجعل خطتك مرنة وتوقع أن لا تتحقق بمثالية كما تريد لكن التزم دائماً قدر إمكانك واعلم أن قليلاً دائماً خيرٌ من كثيرٍ منقطع.

المفتاح السادس: ابتعد عن المشتتات

أهم شيء يلزمك لتنفيذ خطتك هو الإبتعاد عن المشتتات، نحن في عصر مليء بالمشتتات وتتعدد صورها لكن كل منا يعرف ما الذي يعوقه عن الإنجاز، فقدر إمكانك ابتعد عن ما يلهيك، ابتعد عن الهاتف أثناء العمل، قم بإيقاف إشعارات منصات السوشيال ميديا ولا تقلق لن يفوتك شيء ولن يتغير العالم في لحظات عملك.

المفتاح السابع: حاسب نفسك

الآن تخطينا الكثير وأعددنا خططاً مدروسة وبدأنا في تنفيذها، لكن يلزمك بعد فترة أن تجلس لتفكر في نتيجة عملك، هل يوجد من تقدم! هل عطّلك شيء عن خطتك! هل هناك شيء في الخطة لم تستطع تنفيذه! تلك وغيرها من الأسئلة عليك التفكير فيها لتقوم بتقييم خطتك والتعديل فيها كما أخبرتك من قبل، فجلسة المحاسبة هذه ستكشف لك عن مزايا وعيوب خطتك، وستعرف ما الذي يمكن زيادته في الخطة ليفيدك بشكل أكبر وما الذي ستتخلى عنه حتى لا يعطلك.

المفتاح الثامن: قدّر نفسك

حتى الآن قد قطعت شوطاً كبيراً وبدأت في العمل بجد، ربما تكون أخطأت في بعض الأشياء لكنك وبلا شك أفضل من ذي قبل، فأصبحت تخطو خطوات ولو بسيطة في طريق النجاح والعيش لغاية أكبر، بعد هذا كله تستحق مكافأة وتستحق أن تقدّر نفسك، واعلم أنك هنا لتتعلم وتخطئ لتتحسن وهكذا، فقدّر مجهودك، قدّر إنجازاتك الصغيرة واقبل من نفسك كل خطوة تخطوها للأمام.

المفتاح التاسع: لا تقارن نفسك بأحد

من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكثير هو وضع نفسه في مقارنات مع الآخرين، كل منا يبدأ في مشوار ثم سرعان ما يبحث عن المتميزين في هذا المجال ويقارن نفسه به فيصيبه الإحباط ولا يلقى بالاً للجهد الذي بذله هذا الشخص ليتفوق هكذا، وأكثر ما يخطيء فيه الناس هو مقارنة الأقران، اثنان تخرجوا من الكلية ذاتها إذاً تبدأ المقارنات بينهما، أيهما حصل على الوظيفة أولاً، أيهما قام بشراء سيارة، أيهما عمل بالشركات العالمية، رغم أنهما مختلفان تماماً، ربما ظروفهما الإجتماعية، الصحية، وربما النفسية مختلفة تماماً، كل هذه الإختلافات يجب وضعها في الحسبان، لكن ما زالت المقارنات شيء مهلك، لا أحد يجب وضعه في مقارنة معك إلا أنت، أنت فقط من يقع تحت نفس الظروف، حاول قدر إمكانك أن تصبح أفضل نسخة من نفسك، حينها ستبدأ تشعر بالتحسن، ولن يصيبك اليأس إذا كنت دائماً تحسن من قدراتك ومواهبك، ربما تطلع على قصص نجاح البعض لكن ليس لمقارنة حالك بهم، بل لتكتسب بعض الأفكار الجديدة التي ربما تفلح فيها، وإذا فشلت فيها فلا بأس ستبحث عن غيرها حتى تجد ما يناسب حياتك وإمكانياتك.

المفتاح العاشر: تحتاج بعض الترويح

تكلمنا كثيراً عن أهدافك وخططك والمفاتيح العشرة للنجاح الإنضباط والصبر عليها، لكن هل هذا يعني أن يكون يومي كله مكتظاً بالعمل الجاد! في الواقع قد يفعل ذلك من وضع خطة مثالية ويريد المواظبة عليها تماماً دون أي خطأ، لكن سرعان ما سيتعب ربما في غضون أسبوع يشعر أن طاقته استنفذت تماماً، لكن من الأشياء الضرورية جداً وضع وقت للترويح خلال يومك، حينها ستشعر بالتوازن مع باقي الخطة التي وضعتها، في النهاية أنت بشر ولست آلة.

والآن نكون قد وصلنا لنهاية المقال وعرفنا المفاتيح العشرة للنجاح، أعتقد أنك إن قمت بتنفيذها كلها فلن تقع في حيرة مرة أخرى وستصل لليوم الذي تصبح فيه راضياً فعلاً عن نفسك تماماً، وأتمنى لك التوفيق والنجاح دائماً.