السعودية.. هل تعيش عصر نهضة جديد؟!

لم يعد الشعب السعودي وفقط هو المهتم بالشئون الاقتصادية والإجتماعية في المملكة العربية السعودية، بل إن التغيرات السريعة والثورية التي تحدث داخل السعودية، صارت محل اهتمام ومتابعة الكثير من الشعوب العربية، بل وبعض شعوب الشرق والغرب في العالم.

وليس خفيا على كل ذي نظر، رؤية التغيرات الجذرية التي تحدث في كل مناحي الحياة في المملكة، إقتصاديا وإجتماعيا وعلى كل المستويات، تلك التغيرات التي ذكرتنا بعصر النهضة في أوروبا خلال القرون ال15 وال16 الميلادية، والتي انتفضت فيها أوروبا كلها ضد كل الموروثات والثوابت التي كانت سببا في تأخر وتخلف أوروبا طيلة العصور الوسطى، حيث ساد الفكر الأرسطي في الفلسفة والعلم كما سيطرت الكنيسة المسيحية على حياة وتفكير الجميع.. سواء أفراد عاديين من عامة الشعب أو علماء أو مفكرين أو حتى الحكام.

A man looks at central Riyadh from the Faisaliah Tower – Saudi Arabia، December 14، 2003. – PBEAHUOLTBX

الآن تُذكرنا المملكة العربية السعودية بعصر النهضة الأوروبية، حين أدرك المجتمع بأنه يعيش في ظلام سيستمر مالم يتم التخلي عن الأفكار والموروثات التي عفا عليها الزمن وصارت عائقا في سبيل اللحاق بركب الحياة بوتيرتها المتسارعة دائمة التغير والتحول،ـ أدركت أوروبا ذلك قديما، وتدركه الآن المملكة العربية السعودية، وتحاول بكل ما أوتيت من إمكانيات، أن تعوض ما فاتها من سبل التقدم والرقي، على كل المستويات.. الفكرية والإجتماعية والاقتصادية.

والأدلة على التغيير الحقيقي الذي يحدث على الأرض وفي الوعي والوجدان كثيرة ومؤثرة، بداية من تغير النظرة القديمة للمرأة، مرورا بإعلاء قيمة وأهمية الفنون على اختلافها، وتنميتها والانتباه إلى دورها في تشكيل الوجدان والوعي، وانتهاءا بالطفرة الاقتصادية الحالية والمتوقعة مستقبلا، والذي يظهر أثرها جليا في تهافت العديد من كبرى الشركات العالمية للحصول على مقرات وفروع لها في السعودية.

شاركنا برأيك:
هل سيُكتب لهذه النهضة في المملكة أن تستمر وتؤتي ثمارها عندما نرى آثارها على الأجيال القادمة، وعلى سبل ووسائل التعليم والمناهج؟ وهل ستنسحب مظاهر النهضة على باقي الموروثات والثوابت التي وقرت في المجتمع السعودي على مدار أعوام طويلة؟ أم أنها موجة كبيرة ضربت ركودا، ثم ستنحسر مع الوقت؟


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد