الحديث عن الجمهورية الجديدة ليست خيارا

بالتأكيد هذه ليست المرة الأولى الذي تسمع بها بمصطلح الجمهورية الجديدة وليست غايتي اليوم أن أوضح لك ما يعنيه هذا المصطلح بل أرغب في اصطحابك معي إلى أبعد من ذلك، لأن الجمهورية الجديدة تعني طريقة تفكير مختلفة في الواقع وفي الحياة الذي تنتجه ليصبح مع الوقت جزءا لا يتجزأ منها. لكن ما يحدث من نقاشات وآراء لا يسير في نفس الاتجاه.

الواقع يؤكد أن هناك أزمة اقتصادية مؤلمة على مستوى العالم، نتج عنها ارتفاع في الأسعار مع ندرة في فرص عمل جديدة هذه مجردة أمثلة قليلة للإحباطات التي تصيب المواطن صباحا مساء لكن في ظل هذه الأوضاع هل يجب أن نترك الحديث عن المشروعات القومية وعن الجمهورية الجديدة ونتفرغ للحديث عن الأسعار فقط؟ ربما قد تتساءل مثلي هل يعتبر الوقت مناسبا لطرح هذا السؤال؟ وهل الأمر مهم حقا؟ ما دفعني لطرح هذا السؤال أنه في خلال أسبوع واحد تتم دعوتي لثالث مرة لحضور ندوة أو مؤتمر أو فعالية ومهما كان العنوان أو الموضوع الرئيسي إلا أن الغالب علي المناقشات أن يتحول الموضوع فجأة إلى ارتفاع الأسعار! والغلاء والمعيشة وغياب الرقابة الحكومية.

هل تساءلت يوما لماذا يصير البعض علي التركيز على  الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار والأزمات الخانقة ويتجاهلون الحديث عن التنمية الاقتصادية الشاملة، والعدالة الاجتماعية، واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية، والجمهورية الجديدة؟ يؤرقني أحيانا بعض التساؤلات: لماذا يصير البعض علي تداخلنا في حلقة من الأوهام الإدراكية التي تعطيك دائما صورة خاطئة؟ والطبيعي أن يتردد صدى النقاشات والحوارات على المواطن البسيط فيفقد الثقة بالحكومة وبالوطن وبكل شيء.

على الجانب الآخر، يبدو أن الكثير منا يقلل من شأن ما تحقق علي أرض الواقع ويشكك في قدرات الحكومة وفي حجم الإنجازات وعلي فكرة الجمهورية الجديدة.

تكمن المعضلة الأساسية بالنسبة لي هو مدى تأثر رجل الشارع والمواطن البسيط بما يقوله المثقفون والإعلاميون وبسبب ذلك تحديدا قد تستحوذ  بعض التساؤلات على غرار لماذا التهويل وكثرة الحديث في هذا الامر وتضخيم الارقام واشاعة جو من عدم الثقة في كل ماتقوم به الحكومة الان.

جميع هذه التساؤلات لا تعني أبدا أنني انادي بتكميم الافواة أو عدم الحديث عن الازمة الطاحنة التي نعيشها جميعا، غايتي من ذلك كله هو التساؤل عما إذا كان الحديث عن المشروعات القومية وعن الجمهورية الجديدة والتنمية يعتبر طرفا لا وقت له؟

بحثا عن إجابات، قررت خوض غمار تجربة يميل معظم الأشخاص العقلاء إلى تجنبها، حيث بدت في عملي ومناقشاتي وكتاباتي التركيز على  الحلول فقط ورفعت شعار اشعال شمعه خيرا من ان تلعن الطلام وطلبت من عشرات الأصدقاء، وأفراد الأسرة، والزملاء، ان ينتهجوا نفس النهج

دعني اؤكد لك في النهاية انه مهما بلغت محاولاتنا التركيز على  تقديم الحلول سيبقى من المستحيل تجنب الحديث عن ارتفاع الأسعار والازمة الاقتصادية الطاحنة. وكل غايتي ان نوازن فقط بين الايجابيات والسلبيات

كل ما عليك القيام به هو ان تعرف ان السلبين لن يرضوا عموما عن أي شيء تقوله أو تفعله الحكومة ودائما ما يشعر هؤلاء الأشخاص بالبؤس، -من فضلك-  صديقي القارئ ابتعد عن الأشخاص التعساء وركز علي تقديم الحلول ويجب أن تتعلم كيف تحافظ علي الافكار الايجابية في وسط الازمات والكوارث هذا الأمر بالغ الأهمية خاصة إذا كنت تعمل أو تعيش مع هذا النوع من الأشخاص السلبين.

عندما تتاح لك الفرصة لبدء محادثة مع أشخاص سلبين حاول قدر الامكأن ان تتحدث عن شيء إيجابي يجعلك سعيدا، لأن ذلك يمكن أن يمنع الشخص الآخر من الشكوى والتذمر


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد