إيمان سالم جمعت بين الحسنيين لتقضي على السؤال المتكرر الموهبة أم الدراسة!

كثيراً ما تصطدم أحلام شبابنا مع الواقع؛ فالكثير منهم يقيم أحلامه في بنات أفكاره ويحققه داخل وجدانه لكن تأتي الصدمة مع المواجهة لنكتشف أن هذه الأحلام ذهبت أدراج الرياح، وأولى هذه الصدمات هي أزمة مكتب التنسيق الجامعي.!

جميعاً كان لدينا هدف وطموح نحو كلية بعينها في الثانوية العامة ونسعى للالتحاق بها؟ لكن الحياة لا تسير دائماً وفق ما نريد فهناك من يجد مراده ويحصل على المجموع الدراسي الذي يمكنه من الدراسة التي يريدها في المرحلة الجامعية وهناك من لا يحالفه الحظ وتصطدم أحلامه مع مكتب التنسيق!

وقديماً قالوا لا تأتي الرياح دائماً بما تشتهي السفن، فكن على استعداد للمواجهة، كانت إيمان سالم واحدة من هؤلاء ممن قرروا المواجهة وتحدي الرياح والوقوف أمام الصعاب، فهي تعشق الفن بجميع أشكاله وألوانه منذ نعومة أظافرها، وكانت تسعى للالتحاق بإحدى الكليات الفنية سواء كلية الفنون الجميلة أو كلية التربية الفنية.

فهي تعشق الرسم ومن خلاله تقيم للجمال عنوان ومن خلال لوحتها تسبح عينيك في عالم الخيال لترى بقلبك قبل أن ترى بعينك.

إيمان هي فتاة من محافظة الإسماعيلية وبالتحديد من مدينة القنطرة غرب، كانت تخطط للالتحاق بكلية التربية الفنية أو كلية الفنون الجميلة لتُكسب موهبتها بالدراسة العلمية لكن مكتب التنسيق لم ينصفها لتجد نفسها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، وبمجرد ألتحاقها بالكلية قررت أن تلتحق بقسم اللغة العربية لتكون قريبة من الفنون.

ففي هذا القسم ستدرس الشعر والأدب وهما من فنون الخيال تميزت إيمان في دراستها وكانت من أوائل القسم وتفوقت فيه، لكن مازال الرسم يراودها، فلم تنسى موهبتها وبدأت في تعمل عليها بجانب دراسة الأدب وخلال مرحلة الدراسة استطاعت صقل موهبتها بالدراسة من خلال الورش والدورات الفنية لتقيم بعد ذلك المعارض الخاصة بها وبلوحاتها.

وفور تخرجها عام 2018 من كلية الآداب بالإسماعيلية قررت استكمال السير في طريقها فبدأت في كتابة القصص القصيرة وتدريس اللغة العربية وإقامة معارضها الفنية.

قد يتساءل البعض أن هذه الفتاة لم تبلغ من الشهرة ما يستدعي الكتابة عنها، وقد يكون منصفين بعض الشيء ولكن هل الكتابة مختصرة فقط عن سير المشاهير وسنن الأولين!

أننا معشر الكتاب والصحفيين وكل من يعملون في مجال الكتابة ملزمين بالكتابة عن هؤلاء حتى لا نفقدهم الأمل في أنفسهم وحتى نشعرهم بقيمتهم داخل المجتمع، المشاهير لا ينقصهم قدح أو ذم ولا يزيدهم مقال مكانة أو ترقية.

ولعل ما فعله عمر طاهر في كتابه صنايعية مصر لهو خير دال وشاهد على أن مصر بها من المواهب ما تعجز عنه مئات الكتب عن سردها، إن مصر مليئة بالمواهب الفذة التي تحتاج إلى دفعة معنوية فقط حتى تثبت على طريق النجاح ونحن مطالبين بالقول الحسن إذا رأينا حسن.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد