أكد مسؤول من الأمن المصري اليوم الإثنين في تصريحات رسمية أن القاهرة لن تسمح لإسرائيل بالسيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين مصر وقطاع غزة التي تجري فيه الحرب الآن، وتأتي تصريحات المسؤول الأمني بعد بعض المحاولات من مجلس الحرب الإسرائيلي للحصول على موافقة مصر بشأن شن بعض الهجمات في الجانب الحدودي وهو محور صلاح الدين بعد أن زعمت قوات الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس الإسلامية لديها بعض المراكز العسكرية في هذه المناطق الحدودية.
جاءت تصريحات المسؤول الأمني المصري واضحة وتؤكد عدم السماح بأي أنشطة غير قانونية في المناطق الحدودية بين مصر وقطاع غزة، مؤكداً أيضا أن اتفاقية السلام تمنع إسرائيل من القيام بأي تحركات عسكرية في محور صلاح الدين “فيلادليفا” مشدداً في تصريحاته قائلاً: “لن نسمح بحدوث أي أنشطة غير قانونية من الجانب الإسرائيلي”، كما نفى المسؤول المصري المزاعم الإسرائيلية بشأن تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى قطاع غزة.
وكان نفس المسؤول الأمني المصري قد أدلى بتصريحات يوم السبت الماضي نقلتها وسائل إعلامية عالمية، حيث نفى في تصريحاته وجود أي تنسيق مع إسرائيل بشأن حدوث تدابير أمنية جديدة وتنسيق مع الجانب الإسرائيلي تتعلق بتنفيذ بعض الأنشطة العسكرية في محور فيلادلفيا.
محور صلاح الدين الحدودي “فيلادلفيا”
يعتبر محور صلاح الدين الحدودي أو محور فيلادلفيا شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، ويمتد المحور بطول 14 كم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد زعمت مؤخراً أن حماس لديها أسلحة كثيرة جداً في إشارة إلى أنه يتم دعم حركة حماس بالأسلحة من خلال تهريبها عبر الأنفاق التي يتم حفرها تحت محور صلاح الدين أو فيلادلفيا وكذلك السلع الغذائية والإمدادات الأخرى إلى داخل قطاع غزة من خلال مساعدة المصريين، وبناء على هذه المزاعم والاتهامات التي توجهها إسرائيل قام المسؤول الأمني بالتصريح لوسائل إعلام عالمية اليوم الإثنين، نافياً فيها هذه المزاعم التي تزعمها إسرائيل، ومؤكداً أنه لن يتم السماح أيضا لإسرائيل بالقيام بأي أنشطة عسكرية غير قانونية في محور صلاح الدين “فيلادليفا”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قد نقلت بعض التصريحات من مصادر إسرائيلية يوم السبت الماضي، مُفادها أن إسرائيل قد ألغت مصر بالفعل عن خطتها للسيطرة على محور فيلادلفيا قريباً، حيث قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن إسرائيل أبلغت مصر أنها تخطط لبدء عملية عسكرية داخل غزة على طول الحدود مع مصر في إشارة إلى محور صلاح الدين فيلادلفيا.
أوضحت أيضا إسرائيل في تصريحاتها أن العملية العسكرية تشمل على الأرجح إبعاد بعض المسؤولين الفلسطينيين من نقطة عبور رئيسية، بالإضافة إلى تمركز القوات الإسرائيلية على طول امتداد الزاوية الجنوبية الشرقية لقطاع غزة الممتدة من إسرائيل ومصر باتجاه البحر المتوسط على بعد ثمانية أميال نحو الشمال الغربي.
خطة إسرائيل للسيطرة على محور صلاح الدين “فيلادلفيا”
تسعى إسرائيل لتوجيه ضربة استراتيجية لحركة حماس الإسلامية من خلال السعي وراء استعادة المنطقة الحدودية، وهذه المنطقة من شأنها توجيه ضربة استراتيجية لحماس من خلال السيطرة على الأنفاق الخاصة بالحركة في المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى أن ذلك يساعد إسرائيل في منع تدفق الأسلحة لحركة حماس، ومنع مقاتليها أيضا من الهروب من قطاع غزة في حالة السيطرة على المنطقة الحدودية التي تعتبر الممر الأكثر أمانا لحركة حماس.
هذا وقد أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تصريحات أخرى ذات صلة، أنه بالنسبة للفلسطينيين سيكون هذا الأمر بمثابة تراجع عن رمز السيادة الفلسطينية، كما أن السيطرة على المنطقة الحديدة من شأنه المساعدة على فتح باب أمام إسرائيل للاحتفاظ بالسيطرة على الحدود على المدى الطويل بعد انتهاء الحرب، كما أن هذا الأمر من شأنها التغيير في الترتيبات الأمنية مع قطاع غزة بعد انتهاء الحرب أيضا.
