هم فعلا رقم واحد، لأنهم ولادنا، ولأنهم أعلى مصدر للدخل من النقد الأجنبي، ولأنهم لا يبخلون بتحويلاتهم على مدار السنوات، أو تغيير السياسات، إخلاصهم وحبهم لبلدهم ليس محل شك أو بخل.
تمتلك كل دول العالم سلعة أو سلع تشتهر بها وتعتمد في اقتصادها عليها، لكن مصر تعتمد على أبنائها في الخارج هم سندها وسلعتها الأساسية والرئيسية التي لا تنضب أبدا، ولا تخضع لقانون العرض والطلب، هم تحت الطلب فقط في أي وقت وعند أي نداء.
الكلام ليس إنشاء، لكن الأرقام تؤكد على مدار السنوات أنهم بالفعل هكذا وأكثر، وآخر تقارير البنك المركزي الصادرة اليوم عن شهر مارس تؤكد أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال شهر مارس الماضي، سجلت نحو 3.3 مليار دولار بمعدل زيادة بلغ 12.8%، مقابل نحو 2.9 مليار دولار خلال شهر مارس 2021.
وأكد البنك أيضا أن تحويلات المصريين في الخارج سجلت خلال الفترة التراكمية من يوليوـ مارس 2021/2022 ارتفاعا بمعدل 1.1% لتصل إلى نحو 23.6 مليار دولار سنويا.
هذا الدخل الذي يحتل المرتبة الأولى في مدخولات مصر من النقد الأجنبي، جاء دون معاناة مثل إنتاج السلع الزراعية، أو الصناعية، أو مشاكل التصدير أو أي جهد في أي مجال آخر، يحتاج إلى تكلفة إنتاج وتسويق ثم البحث عن تحقيق الأرباح، لكن تحويلات المصريين في الخارج دخل بدون إنفاق.
هذا يدعو إلى توفير كل سبل الراحة لهؤلاء حتى وإن اعتبرناهم مجرد عامل اقتصادي مهم جداً للاقتصاد الوطني ويحتاج كل وسائل التدليل والراحة، وتلمس الاحتياجات، والبحث عن وسائل تعظيم المدخلات.
خطوات الاشتراك في وثيقة التأمين على المصريين في الخارج وشروط التسجيل
المصريين في الخارج، كنز حقيقي ليس له عمر افتراضي، يحتاج إلى تعظيمه والاستفادة منه قدر الإمكان، حتى لو خصصنا لهم وزارة أو مجموعة عمل من عدد من الوزارات، ليس لها أي عمل إلا الاهتمام بشؤون هؤلاء وترتيب حياتهم، والتفكير لصالحهم عن كيفية إدارة أموالهم بأفضل السبل للمحافظة على شقي العمر.
يحتاجون إلى جهة واحدة يكون شغلها الشاغل، كيف تخدم أبناء مصر في الخارج، تقدم لهم دراسات الجدوى لمشاريع في كافة المجالات، برامج الاستثمار والادخار المختلفة، المشاريع الاستثمارية، برامج الحماية الاجتماعية لهم ولأسرهم، وكل ما يتعلق بحياتهم في الخارج والداخل.
نحتاج إلى استمرار إنتاج هذا المنجم الذي يفيض بالخيرات على مصر، ولتكن البداية على الأقل بإنشاء وزارة العاملين في الخارج، لكي يكونوا هم الملف الوحيد في خطاب تكليفها.