الضيف الأوروبي… أسرار طائر “الفلامنجو” وحكايته مع صناعة الملح

بحثا عن الدفئ والغذاء ومع التغيرات المناخية، عادة ما تهاجر سنويا طيور الفلامنجو من الشمال إلى الجنوب، حيث تُعد مصر من أهم مسارات الطيور المهاجرة وخاصة منطقة بورسعيد.

أسرار طائر "الفلامنجو" وحكايته مع صناعة الملح- مصدر الصورة: موقع حقيقة الأخبار

ويُعد الفلامنجو من أهم هذه الطيور المهاجرة، وهو يشتهر باسم (النحام الوردي) أو (البشاروش)، يمر على مدينة بورفؤاد، وبحيرة الملاحة شرق تفريعة قناة السويس بمدينة بورفؤاد، فهي من أهم المحميات الطبيعية في بورسعيد.

حكاية الفلامنجو لا تتوقف عند مجرد هجرته من أوروبا لكي يحظى بالغذاء والأمان للتكاثر، ولكن دوره كبير في حفظ التوازن البيئي وإنتاج الثروة السمكية، وإنتاج ملح عالي الجودة. فما هي القصة وما علاقة الطير الفلامنجو بالملح؟

محمية طبيعية

يقول واتر البحري، خبير الطيور وكبير مسئولي برامج الحماية في الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، تاريخيًا بحيرة الملاحة والتي تعرف حاليا باسم شرق التفريعة كانت موجودة حتى مدينة بورفؤاد، وبعد تطوير قناة السويس أصبحت جزيرة، حيث تصل إلى هذه المنطقة  الطيور من أوروبا في فصل الشتاء بحثا عن الدفئ خاصة الطيور المائية الخواضة، وأهمها الفلامنجو، وهي من المناطق المصنفة عالميا وفق المجلس العالمي للطيور.

وأضاف البحري، أنه مع انتشار المعمار وزيادة وعي المواطنين، ازداد الإهتمام بطيور الفلامنجو والطيور المهاجرة عمومًا، ويُعد الفلامنجو من الطيور المهاجرة والمقيمة أيضا، يأتي معظمه من جنوب فرنسا وإيطاليا واليونان.

حامي الحمى

يتغذى الفلامنجو على القشريات والشرائح الصغيرة والطحالب الموجودة في قاع البحيرات، حيث تحتوي على البروتينات والأملاح الأمينية التي تحتاجها الطيور، كما تستخدم مناقيرها الطويلة والمنحنية للترشيح وامتصاص الطعام من المياه.

تعيش الفلامنجو في مجموعات كبيرة، وتعدّ موائلها الطبيعية البيئات المالحة والمياه العذبة مثل البحيرات المالحة والمستنقعات.

وعن أهمية الفلامنجو البيئية، يقول بحري، إن دوره الكبير في حماية ونظافة قاع البحيرات، والأراضي الرطبة، لأن هذه المناطق لها نظام بيئي معقد، وفي حالة ارتفاع نسبة الطحالب بها يسبب انخفاض جودة المياه وانخفاض جودة الأسماك بها، وقد تؤدي إلى انعدام الثروة السكية في البحيرة،

لذا فإن وجود الطيور الخواضة، وخاصة الفلامنجو الذي يتميز برقبة طويله ذات زاوية تساعده في تنقية المياه والبحيرات من الطحالب، فهو “حامي حمى الأراضي الرطبة”.

الملح والفلامنجو

أما عن علاقة الفلامنجو بجودة الملح فيقول البحري، إن ملاحة الماكس ببورفؤاد، من أقدم مناطق صناعة الملح في مصر منذ ما يزيد عن 50 سنة، وتحرص شركة الملح  على تواجد هذه الطيور في المنطقة، وتوفر لها الهدوء والأمان لأن وجودها يساعد في إنتاج نوعيات جيدة من الأملاح، تتميز بالنقاء والخلو من الطحالب والملوثات.

ونفس الأمر يحدث في ملاحات فرنسا، على حد قول خبير الطيور البرية، مشيرُا إلى أنه تواصل مع الجهات المهتمة بالطيور في فرنسا، والتي يصل منها طيور الفلامنجو، حيث تحرص شركات الملح في فرنسا، أيضا على وجود طيور الفلامنجو لأنها تساعد على جودة إنتاج الملح.

أنواع الفلامنجو

تتميز طيور الفلامنجو بطول الرقبة والساقين، وتتميز بريشها الوردي الزاهي، وتعد من أصغر فصائل الطيور المائية وتنتشر في مناطق مختلفة حول العالم، ولها خمسة أنواع رئيسة وهي:

•  فلامنجو الكاريبي، ويوجد في البحر الكاريبي وجنوب أمريكا ويتميز بريش وردي فاتح.
• فلامنجو أفريقي، يعيش في المناطق الرطبة في أفريقيا وجنوب أوروبا ويتميز بريش وردي فاتح إلى وردي مائل للأحمر.
• فلامنجو أمريكي، يوجد في أمريكا الجنوبية وأجزاء من أمريكا الشمالية ولون ريشه يتراوح بين الأبيض والوردي.
• فلامنجو كبير، ويعيش في بعض المناطق الرطبة في الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا ولون يشه وردي فاتح.
• فلامنجو القرن الأصفر، يوجد في بعض مناطق أمريكا الجنوبي لون ريشه أصفر مائل للوردي.

وكانت محافظة بور سعيد قد شهدت انطلاق فعاليات النسخة الثانية من مهرجان وتصوير ومشاهدة الطيور  ببور فؤاد، في الفترة من 29 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر2023، والذي نظمته محافظة بور سعيد ومحمية أشتوم الجميل، بالتعاون مع وزارة البيئة وهيئة تنشيط السياحة والجمعية المصرية لحماية الطبيعة، وبحضور وفد من جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الدكتور محمود بكر.