شهدت أجزاء من مدينة الخرطوم في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت 29 أبريل سماع أصوات ضربات جوية وأسلحة مضادة للطائرات وقذائف مدفعية وشوهد تصاعد دخان قاتم مع دخول القتال في السودان الأسبوع الثالث، الذي ما زال مستمرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالرغم من إعلان تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة يوم الجمعة، عندما هزت ضربات جوية ودبابات ومدفعية مدن الخرطوم وبحري وأم عبدمان المجاورتين للعاصمة.
مع دخول القتال في السودان الأسبوع الثالث تستمر الضربات الجوية والمدفعية
وقد أسفرت عمليات الاقتتال التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل الجاري بين القوتين المتناحرتين في صراع على السلطة، عن مقتل المئات وفرار عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم، وهو ما أدى إلى عرقلة الانتقال المدعوم دوليًا نحو انتخابات ديمقراطية.
ونتيجة لنشر الجيش طائرات حربية أو طائرات مسيرة ضد قوات الدعم السريع فوق أحياء بالعاصمة، جعل العديد من السكان محاصرون بسبب حرب المدن مع ندرة الغذاء والوقود والمياه والطاقة.
ووفقًا للأم المتحدة، وصل عدد القتلى خلال عمليات الاقتتال في السودان إلى ما لا يقل عن 512 شخصًا، وأصيب ما يقرب من 4200 شخص، وتعتقد المنظمة الدولية أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، كما نزح أكثر من 75 ألف شخص داخل السودان في الأسبوع الأول من القتال، ووفقًا للأمم المتحدة، يوجد فقط 16% من المستشفيات تعمل كالمعتاد في العاصمة.
ومن المفترض أن يمتد وقف إطلاق النار الأخير التي تم بوساطة قوى أجنبية حتى منتصف ليل الأحد، وقد تبادلت القوتين المتناحرتين الاتهامات بخرق الهدنة، حيث اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بخرقها بضربات جوية على قواعدها في أم درمان، المدينة المجاورة للخرطوم عند ملتقى النهرين الأزرق والأبيض، وجبل الأولياء، فيما ألقى الجيش باللوم على قوات الدعم السريع في الانتهاكات.
وكانت دول أجنبية قد أجلت رعاياها ودبلوماسييها إلى برّ الأمان خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك الجسور الجوية، وقالت بريطانيا إن عمليات الإجلاء ستنتهي يوم السبت، وقالت الولايات المتحدة إن عدة مئات من الأمريكيين غادروا السودان برا وبحرا وجوا، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن قافلة من الحافلات تقل 300 أمريكي غادرت الخرطوم في ساعة متأخرة من مساء الجمعة في رحلة طولها (850 كيلومترا) إلى البحر الأحمر في أول جهد إجلاء نظمته الولايات المتحدة للمواطنين.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إن 96 شخصًا على الأقل قتلوا في دارفور منذ يوم الاثنين في أعمال عنف طائفية أشعلها الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
