عودة المعارك في السودان وفشل الحلول الدبلوماسية

تصاعدت الانفجارات وقصف المدافع يوم أمس في أم درمان، ثاني أكبر مدن الخرطوم، عاصمة السودان، حيث فشلت جهود الدبلوماسية حتى الآن في إيجاد حل للأزمة. وتجددت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، وأثارت طلعات الطيران الحربي ودوي الأسلحة الرشاشة الرعب في شوارع الخرطوم.
تفصيلًا، تم تسجيل انفجارات قوية وقصف مدفعي في أماكن مختلفة من مدينة أم درمان، وهو الأمر الذي أعاد تصاعد المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيالا، وهي عاصمة ولاية جنوب دارفور. لم تشهد الخرطوم سوى زيادة في النشاط العسكري مع طلعات الطيران الحربي وصوت الأسلحة الرشاشة المخيفة.
أطلقت القوات المشتركة للفصائل المسلحة في دارفور تحذيرًا لقوات الدعم السريع، مطالبة إياها بعدم استهداف المدنيين. وأشارت مصادر محلية إلى أن الانفجارات القوية ناتجة عن إطلاق قذائف من المدافع أو المدرعات الموجودة في المقرات العسكرية التابعة للجيش في تلك المنطقة.
تم السيطرة على المعارك داخل المناطق السكنية ولكن لا يزال يمكن سماع إطلاق النار بين الحين والآخر. وذكر شهود عيان أن هناك معارك عنيفة في محيط مقر قوات شرطة الاحتياطي المركزي جنوب العاصمة.
صرح أحمد حسين مصطفى، رئيس اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة، في بيان أن قواته تصدت لمحاولة هجوم من قبل قوات الدعم السريع على السوق من ثلاثة اتجاهات مختلفة، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة شخصين في صفوف القوات المشتركة، وأعلن مصطفى: “نعتبر هذا الهجوم خيانة لقواتنا، ونحمل القوات المهاجمة مسؤولية كل الأضرار التي لحقت بالمواطنين الأبرياء جراء هذا الهجوم”، وأوضح أن القوات المشتركة لن تتراجع في حماية المواطنين وممتلكاتهم، وستصد أي محاولة للاعتداء على السوق.

وأكد أن الحركات المسلحة ليست من دعاة الحرب، ولكنهم سيتصدون بحزم لأي هجوم مفاجئ يتعرضون له، وحذر قوات الدعم السريع وجميع المتورطين من الاعتداء على السوق ومن الاقتراب من المدنيين،
في هذا السياق، طالبت الأمم المتحدة بوقف فوري للقتال في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وأفادت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بأن 14 شخصًا من بين 16 شخصًا تم استجوابهم أكدوا أنهم شاهدوا قتل المدنيين على طريق الجنينة إلى الحدود التشادية، حيث تم إطلاق النار على الأشخاص الذين طُلب منهم الاستلقاء على الأرض أو تعرضت مجموعات من الناس لإطلاق النار.

ووفقًا لمركز “مجموعة الأزمات الدولية”، يتجه الوضع نحو تفاقم الصراع في حال عدم إيجاد حل سريع. فإذا لم يتمكن قادة الجانبين من وقف الحرب، فإن السودان قد يتحول إلى ملجأ للمرتزقة والمقاتلين العابرين للحدود، مما يهدد الاستقرار الأمني في المنطقة بأكملها، وتحث المنظمات الدولية والإقليمية على تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي للأزمة الحالية.

تتواصل المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في محاولة للوصول إلى تسوية سياسية وإنهاء النزاعات المسلحة، ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تظهر عدم وجود استقرار حقيقي في البلاد وتعقيد الوضع الأمني.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد