ولد في مدينة الكاظمية بالعراق عام 1929م وتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1953م، وحصل على دبلومة النحت من أكاديمية الفنون الجميلة بروما عام 1959م، وفي عام 1957م حصل الفنان على دبلوم المداليات من مدرسة الزكا في روما، ثم حصل على الأختصاص في صب “الرونزفلورنسا” عام 1961م، ثُم توفي في عمان (الأردن) 12 أيلول عام 2011م.
لم يكن أحد من أفراد عائلتة قد مارس فن الرسم أو النحت من قبل وهو من أسرة محافظة ومن أسرة كانت تنظر إلى فن النحت على أنه من الامور المحرمة في نظر الشرع، إستناداً إلى مقابلة مع النحات العراقي محمد غني حكمت، قد تكون تأثيرات الطفولةأثيرات الطفولة عندما كان يذهب إلى نهر دجلة ويعمل من الطين الحر اشكالاً لحيوانات أو قد تكون الزخارف والمقرنصات والقباب التي كانت تزين الاضرحة في مدينة كاظمة بالعراق.
تعلمَ الفنان محمد غني حكمت فن النحت على يَدّ أستاذة جواد سليم في معهد الفنون الجميلة في العراق، ويعتبر الفنان من مؤسسي جماعة الزاوية وتَجمُع البُعد الواحد، كما يعتبر عضو في جَماعة بغداد للفن الحَديث حيث سَاهمْ في الكَثير من معارضها، ولكن له دور فعال في المعارض الوطنية المَحلية والدَولية.
أهم أعمال الفنان والنحات العراقي محمد غني حكمت
أشتهر الفنان محمد غني حكمت باسلوبة الفريد في النحت، وأشتهر بعدة أعمال فنية منها “شهريار وشهرزاد” و نصب كهرمانة في ساحة كهرمانة وسط بغداد، وتمثال عشتار في فندق عشتار شيراتون احد فنادق ومعالم بغداد المعروفة، وتمثال “حامورابي”، وجدارية مدينة الطب.
كما أنجز حكمت في ثمانينات القرن الماضي إحدى بوابات منظمة اليونيسيف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة تيستا دي ليبرا في روما ليكون بذلك أول نحات عربي مسلم ينحت أبواب كنائس في العالم، فضلا عن إنجازه جدارية الثورة العربية الكبرى في عمان وأعمال مختلفة في البحرين تتضمن خمسة أبواب لمسجد قديم وتماثيل كبيرة ونوافير.
شارك الفنان محمد حكمت في العديد من المعارض العالمية، منها معارض شخصية للنحت في “روما” و”سان ريمو” و “لندن” و”بغداد” منذ عام 1958م، كما شارك أيضاً في جولة من المعارض المشتركة خارج العراق منذ عام 1951م، وتعود الفنان على الاشتراك في جميع النشاطات الفنية التي تخص النحت، حيث قام بتدريس النحت في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد منذ عام 1962م، وساهم أيضاً في عضوية جمعية أصدقاء الفن في بغداد عام 1952م، وأنجز أيضاً وسام الشهيد.
أسلوبه في فن النحت يتميز به عن بقية النحاتين العراقيين
يتميز اسلوب الفنان بسمات مبتكرة ناتجة عن تأثرة “بالنحت السومري” والأختام الاسطوانية السومرية من تعاقب الأشكال المستطيلة المأخوذه من الطين، وهو الأمر الظاهر في العديد من أعمال الفنان الذي يذكرنا بالنحت الآشوري أو البابلي أو الأكدي، تحول الفنان محمد حكمت في نحته إلى فن العمارة الزخرفية ثم أعتمد على نظام تكراري يتشكل بالوحدة النظامية أساسها الحرف العربي.
كما أستلهم الفنان محمد غني حكمت أساليبة من الفن الاسلامي في القرون الوسطى، وأيضاً من فن التصوير في بلاد ما بين النهرين، اشتهر النحات كذلك بتماثيله الأصغر حجماً والمنحوتة من الخشب، والتي شكل أهل بغداد موضوعها الرئيسي. يمثّل العديد من هذه التماثيل النساء بعباءاتهن التقليدية العراقية وهن يحملن أطفالهن، مما يشير إلى استكشافات حكمت للأمومة كموضوع فني. وله منحوتات أخرى هي عبارة عن نقوش بارزة تصور الحياة اليومية في العراق. نفّذت كل هذه المنحوتات بنمط اختزالي وتجريدي يذكر بالقبور وشواهد القبور البغدادية. تابع استكشافاته في هذه الأشكال المنحوتة في الخشب في الفترة الأخيرة من مسيرته الفنية الطويلة. يمكن تفسير افتتانه بالأشكال البشرية أيضاً على أنه إجلال للنزعة الإنسانية التي سادت في عصر النهضة الأوروبي.
أطلق عليه شيخ النحاتيين العراقين لما له من أسلوب متميز في النحت لازمه طوال حياته المهنية، محمد غني حكمت الذي عبر عن نفسه، في مقدمة كتابه عام 1994 قائلاً “من المحتمل أن أكون نسخة أخرى لروح نحات سومري، أو بابلي، أو آشوري، أو عباسي، كان يحب بلده”.