نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرا عن أسباب الارتباط القوي بين إيران وسوريا وذلك للكاتب نيكولاس بلاندفورد والذي يمثل تحليلا مميزا لما يمكن أن يحدث إذا ما استيقظت إيران في الصباح ولم تجد النظام السوري الذي يمثله الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة في دمشق.
وكشف بلاندفورد في تحليله الذي نشره موقع قناة الجزيرة أن إيران تنفق على النظام السوري سنويا ما يقارب 35 مليار دولار ولكن يبدو أن هذا الرقم الكبير لم ينجح في تقوية شوكة الرئيس بشار الاسد في الصمود أمام المعارضة المسلحة التي تحصل على مكاسب استراتيجية يوما بعد يوم..وبالتالي فإن التواجد الإيراني في سوريا مهما للغاية خاصة أن غياب نظام بشار عن المشهد قد يمنح اعدائها فرصة للضغط عليها.
ولم يذكر التقرير فقط التقارب المذهبي بين إيران وسوريا بل اعتبرها جسرا استراتيجيا يعتبر قناة الاتصال الآمنة بحزب الله في لبنان وأي تغير في ميزان القوى سينعكس دون أدنى شك داخل كل من اليمن والعراق.
ولم يغفل التقرير العلاقة التي تجمع المملكة العربية السعودية بالثوار داخل سوريا والتي تعتبرها الرياض وسيلة جيدة للضغط على إيران ونظام بشار الموالي للمذهب الشيعي.
وتتخوف إسرائيل دائما من السيطرة الإيرانية على المنطقة ومد نفوذها في كثير من المناطق بل أن حالة الترقب التي تعيشها دفعها لارتكاب أفعال سميت بالحمقاء من جانب بعض المراقبين تمثلت في اغتيال عناصر من حزب الله وإيران في سوريا ورد عليه حسن نصر الله رأس الحزب في لبنان بعملية داخل الأراضي اللبنانية نالت من عناصر في الجيش الإسرائيلي.
وخلاصة التقرير أن الازمة المتشعبة داخل النظام السوري يوجد مثلها في العراق واليمن فهو صراع بين السنة والشيعة أقرب منه إلى السلطة فالواقع يقول أنه لا يهم الأطراف من يكون على رأس السلطة بل من يستطيع أن يؤمن المصالح ويفرض سيطرته على المناطق الاستراتيجية التي تمنح صاحبها قدرة على التواجد.
