التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية

 استكمالًا لشهر التراث العالمي؛ تحتفي منظمة اليونسكو 21 أيار/مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، ليس لإبراز ثراء ثقافات العالم وحسب، وإنما كذلك لإبراز الدور الأساسي للحوار بين الثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

حيث أرتبط مفهوم التنوع الثقافي ارتباطًا وثيقًا بمنظومة التراث الإنساني في شقيها المادي واللامادي والتي تشمل العادات والتقاليد والأعراف بما في ذلك فنون التعبير بكافة أنواعها الشفاهي والحركي إلى آخره من أشكال التعبير

وقبل الشروع في معرفة المزيد عن أهمية هذا اليوم لتعزيز الحوار وتقبل الآخر؛يمكنا إلقاء الضوء على بعض المفاهيم من ضمنها مفهوم الثقافة

يعرف ادوارد تايلور  الثقافة أو الحضارة بمعناها الإنساني الأوسع على أنها؛ “هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوًا في المجتمع”

ويعرفها ليفي شتراوس أن الثقافة مجموعة من المنظومات الرمزية  التي تحتل المرتبة الأولى فيها اللغة وقواعد الزواج والعلاقات الاقتصادية والفن والعلم والدين.وهذه المنظومات كلها تهدف إلى التعبير عن بعض أوجه الواقع المادي والواقع الاجتماعي وكذلك العلاقات التي يقيمها هذان النمطان مع بعضهما بعض وتلك التي تقوم بين المنظومات الرمزية نفسها مع بعضها.

ومن أهداف اليونسكو فيما يخص ذلك اليوم الحث على التعايش واحترام الآخر وتوصي بعدة حقوق ثقافية

ويحدد نص  الاتفاقية مجموعة من الحقوق الثقافية التي يجب مراعاتها في السياسات العامة.

 وتتراوح هذه الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنانين إلى الحرية الفنية، وحق مجتمعات السكان الأصليين في حماية معارف أجدادهم، وحماية وتعزيز التراث الثقافي والطبيعي.

الأهداف الأربعة لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي المعتمدة في أكتوبر 2005 :

1- دعم نظم مستدامة لحوكمة الثقافة.

2- تحقيق تبادل متوازن من السلع والخدمات الثقافية وانتقال الفنانين والعاملين الآخرين في مجال الثقافة.

3- دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة.

4- تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

وبذلك كان الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، في إطار المساعي المبذولة يهدف إلى تحقيق السّلام والاستقرار والتنمية في دول العالم، حيث يشكّل تعزيز التنوّع الثقافي ركيزة أساسيّة للحدّ من الصّراعات بين الدّول والشّعوب، وذلك بالإسهام في قبول التنوّع والاختلاف الثقافي واعتباره ميزة تشجّع على الحوار بين الحضارات والثقافات المتنوّعة والاحترام المتبادل بينها.

حيثُ إنّ أغلب المشاكل المتجذّرة في دول العالم اليوم تعود إلى شيوع السّياسات والممارسات الموبوءة بكراهيّة الثقافات الأخرى والتّعالي عليها والتّعاطي معها بالتّمييز والازدراء والتهميش، وهو ما يولّد صراعات عميقة داخل المجتمعات التي تتميّز بتنوّع الثقافات والعادات، وسرعان ما تنعكس هذه الصّراعات على الجميع عبر انهيار العلاقات السّلميّة القائمة على الحوار والتسامح بين أفراد المجتمع، وتعطُّل بناء الدّولة الوطنيّة التي توحّد الجميع، فضلا عن إعاقةِ التنمية المستدامة وبرامج النهوض الوطني والحضاري.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد