لماذا الحمار..؟ سر العداوة بينه وبين بني البشر !

دأب الكثير من العباد على استخدام كلمة حمار كدلالة على سوء فهم المتلقي وغياب رشده وتقديره للأمور لكن يبقى السؤال هل مطلوب من الحمار أن يفهم !؟

إن الحمار يسمع كلام صاحبه وينفذه إذا أمره بالسير نحو اليمين سار وإذا أمره بالاتجاه نحو اليسار اتجه.. إذًا فالحمار مطيع ويحفظ الطرق والأمور المطلوبة منه فهل مطلوب من الحمار أن يبتكر!؟

إن المطالبة بابتكار الحمار هي شهادة بفقد عقل قائلها فالحيوان لم يطلب بالابتكار بل التنفيذ وهذه الفطرة التي خلقها الله عليها إذ يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة النحل: ( والخيال والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون 8) وإذا نُظر إلى الآية الكريمة نظرة تأمل وتدبر وجدنا أن الحمير جاءت لخدمتنا وتسير تنقلنا ولم يطلب منها غير ذلك فأيهما أحق بالاتهام بالغباء هذا الحمار الذي يفتقد للعقل أم هذا البشري الحامل للعقل !؟

في القرآن الكريم شبه الله سبحانه وتعالى هؤلاء المنكرون للتوحيد والرافضين لإعمال العقل والتدبر في الكون والوصول إلى عبادة الله بالأنعام؛ ففي سورة الفرقان يقول الله سبحانه وتعالى ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) إذا فتشبيه الكافر بالأنعام جاء  لسبب وهو عدم استخدام نعم الله عليه والفضل الذي ميز به بني آدام عن غيرهم من سائر المخلوقات فكان التشبيه.

تجاوز عدد الأمثلة الشعبية والمواقف التاريخية المائة مثل، إذ لم تقتصر الثقافة الشعبية على وضع الحمار في تشبيهات تخص الغباء وسوء الفهم والتقدير بل تجاوز تلك المجالات ليكون الحمار حاضرًا المواقف الخاصة بالخوف والمواقف والطرائف والتملق والنفاق وأشهر الأمثلة التي جاء فيها الحمار كدلالة على النفاق والتملق هو المثل العربي الشهير ” حمارة القاضي عزيزة “.

ويضرب هذا المثل كدلالة على النفاق والتزلف لرجال السلطة والجاه وأصحاب الثروة وترجع أصول هذه المثل وفقًا لمعجم الأمثال الشعبية إلى العراق إذ وجد قاضي كان له حمارة تتميز بالرشاقة والسرعة وعندما ماتت أمر القاضي أحد رجاله بنقل جثتها إلى خارج أسوار المدينة وما أن عرف العوام وسمعوا بالخبر ذهبوا ليطيبوا بخاطر القاضي ومواساته وأخذوا يعدوا في مناقب ومحاسن الحمارة واقاموا للحمارة نعشًا وحملوها عليه وقد طافت جنازة المدينة كل أنحاء المدينة ووكلما سأل الناس جنازة من ؟ أجاب المشيعون ” إنها حمارة القاضي وحمارة القاضي عزيزة ” !


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد