وفيات وعشرات الإصابات.. “الكوليرا” يتفشى في شمال وشرق سوريا

كشفت الإدارة الذاتية الكردية، في بيان لها، اليوم السبت، عن وفاة 3 أشخاص بعد إصابتهم بمرض الكوليرا، الذي ينتشر بشكل كبير في العديد من المناطق في شمال سوريا وشرقها؛ موضحة أنه تم رصد العديد من الإصابات بمرض الكوليرا في الرقة (شمال)، والريف الغربي لدير الزور (شرق)؛ كما تم تسجيل 3 حالات وفاة، مطالبة المنظمات الدولية رأسها منظمة الصحة العالمية، بتقديم الدعم للتصدي له والحد من انتشاره، بحسب ما ذكرته وكالة “سكاي نيوز عربية”.

أعرض مرض الكوليرا

وفي هذا الإطار أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ إلى أن تفشي المرض يرجع إلى انتشار مياه الشرب الملوثة، بسبب توقف السلطات المحلية عن توزيع مادة الكلور على محطات المياه خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، موضحًا أن هناك العديد من الأعراض تم رصدها على السكان المصابين؛ بينها تقيؤ وإسهال وصداع.

أسباب انتشار مرض الكوليرا

يظهر مرض الكوليرا  ويتفشى بالمناطق السكنية التي تفتقر إلى مياه الشرب النظيفة، أو لا يوجد بها شبكات الصرف الصحي، وتحدث الإصابة غالبًا بسبب تناول بعض أطعمة الملوثة أو مياه الشرب الغير نظيفة، ينتج عنها الإصابة بإسهال وتقيؤ.

وجدير بالإشارة، أنه بعد 11 عامًا من المواجهات المسلحة والاشتباكات، تواجه سوريا أزمة حادة في مياه الشرب، وذلك عقب تدمير البنية التحتية للمياه الشرب والصرف الصحي، كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن المواجهات تسببت في تضرر ما قرب نصف محطات الضخ، وثلثي عدد محطات معالجة المياه، وثلث خزانات المياه، لذا يلجأ نصف السكان إلى مصادر بديلة، والتي عادةً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه؛ وفي الوقت نفسه لا يتم معالجة 70% على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفقًا لـ “اليونيسيف”.

وبدورها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقرير نشر عنها في أكتوبر الماضي، من أن الوصول إلى مياه الشرب الآمنة يعد مشكلة وتحدي كبير يؤثر على ملايين الأشخاص في كافة أرجاء سوريا؛ حيث أصبحت مياه الشرب الموجودة الآن بنسبة أقل بـ40% عما كانت عليه قبل عشر سنوات، ففي عام 2010، كان سكان المدن يحظون 98% وسكان المجتمعات الريفية يحظون بـ 92%، بإمكانية الوصول إلى مياه شرب نظيفة، بينما تراجعت هذه النسب جراء تراجع قدرة المنظمات الدولية على تقديم الخدمات في هذا المجال جراء نقص التمويل.

وفي السياق ذاته، كشفت منظمة “أطباء بلا حدود”، أن خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية شكلت نسبة ضئيلة تصل لـ 4% فقط من ميزانية الاستجابة الإنسانية بأكملها في كافة أرجاء سوريا، وذلك خلال العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما تم إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها.

والجدير بالذكر، يشهد العراق المجاور منذ شهر يونيو، عدد من حالات الإصابة بالكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015، علاوة على أن المرض ويصيب بين 1.3 مليون و4 ملايين شخص سنويًا في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفًا و143 ألف شخص.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد