هل تنحصر مهام “التحالف الإسلامي” الجديد على محاربة داعش فقط.. أم يمتد إلى إيران؟

محللون يتوقعون أن تمتد مهام التحالف لمحاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة

 

 

أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيلها تحالفا إسلاميا جديدا لمحاربة الإرهاب، واتخاذ الرياض مركزا لعملياته، بحسبما أعلن الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، ووزير الدفاع، في مؤتمر صحفي.

وقال الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر، الذي نشرته وكالة الآنباء السعودية “واس”: “شارك في التحالف حتى الآن نحو 34 دولة إسلامية، والرقم قد يزداد قريبا، وأنه ياتي تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب”.

وتابع قائلا “تقرر تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود”.

ومضى قائلا في البيان الرسمي للتحالف: “سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين”.

وأشار البيان الرسمي إلى أن الدول المشاركة في التحالف حتى الآن أبرزها دول: “السعودية، والأردن، والإمارات، وباكستان، والبحرين، وبنجلاديش، وبنين، وتركيا، وتشاد، وتوجو، وتونس، وجيبوتي، والسنغال، والسودان، وسيراليون، والصومال، والجابون، وغينيا، وفلسطين، وجزر القمر، وقطر، وكوت ديفوار، والكويت، ولبنان، وليبيا، وجزر المالديف، ومالي، وماليزيا، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، واليمن”، مضيفا أن “هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ومنها جمهورية إندونيسيا”.

 

مهامه

سيركز التحالف، بحسب البيان الرسمي، على مهاجمة منابع الإرهاب، وأبرزها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق وليبيا، ولكنه قال إنه لن يحصر مهامه أبدا على “داعش”.

وسينسق كذلك التحالف “مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية” في محاربة الإرهاب، وفق ولي ولي العهد الذي اشار إلى محاربة “الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني الرائع القائم حاليا”.

وختم الأمير محمد بن سلمان، الذي تقود بلاده تحالفا عربيا لدعم الشرعية في اليمن، بالتأكيد على أن مهمة التحالف الإسلامي لن تقتصر على محاربة داعش، بل سيتصدى “لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا.. سوف نعمل ونتخذ إجراءات لمحاربتها”.

وأوضح وزير الدفاع السعودي أن “كل دولة إسلامية تحارب الارهاب بشكل منفرد، وتنسيق الجهود مهم جداً من خلال هذه الغرفة وسوف تتطور الأساليب والجهود التي ممكن نحارب فيها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي”.

وأضاف: “لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب من بينها سوريا والعراق وسيناء واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وأفغانستان وهذا يتطلب جهود قوية جداً لمحاربته، بلا شك سيكون من خلال التحالف هناك تنسيق لمحاربته من خلال هذه الجهود”.

بدورها، رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن التحالف الإسلامي الجديد، يعد خطوة “فاصلة” في الصراع مع “داعش” وسيقوم بتحجيمه بصورة كبيرة، والقضاء على أي منافذ دعم أو تمويل له.

النفوذ الإيراني

لكن رأى محللون غربيون أن مهام التحالف قد تتجاوز محاربة “داعش” إلى مواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأنه بات يمثل تهديدات كبيرة للخليج العربي والمملكة العربية السعودية تحديدا، خاصة في الصراع الدائر في اليمن وسوريا.

وقال المحلل الأمني والسياسي السعودي “إبراهيم آل مرعي” في تصريحات نقلتها شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن لدول العربية حرصت منذ العام 1979 منذ قيام الثورة الإيرانية على عدم التدخل في شؤون إيران، وهذا التوجه لم يجد نفعا معها، خاصة وأنهم كانوا يعتبرونها، وتدخلت في الشأن العربي والخليجي تحديدا، بصورة كبيرة، وبات لها حاليا أذرع عسكرية تهدد أمن الخليج في اليمن وسوريا، وترسل وتنشر الكثير الخلايا والجواسيس في المنطقة.

كما قال الباحث السياسي السعودي “محمد السلمي”: “إذا استمريت إيران في هذه السياسة ولم تعد النظر في سياسة تدخلاتها في المنطقة فدوائها بالتي كانت هي الداء بمعنى ادخل في الداخل الإيراني واستثمر هذا التنوع الموجود والمشاكل الموجودة في إيران حتى تتفي شر إيران وشر النظام السياسي في إيران”.

أما الكاتب الصحفي السعودي “سلمان الآنصاري” فقال إن التحالف الإسلامي الجديد يمنح عدد من الخيارات في يد السعودية، والتي جاء أبرزها: “فهي يمكنها حاليا حشد معظم الدول الإسلامية ضد إيران، كما أنه يمكنها تفعيل دورها الاستخباراتي بصورة كبيرة بمساعدة دول التحالف في مواجهة أي تهديد إيراني خارجي، وتفعيل قضية الأحواز الإيرانية والضغط للحصول على حقوقهم وتعريف العالم بالاضطهاد الذي يتعرضون له، كغيرهم من الأقليات المضطهدة، مثل البلوشستان والأكراد”.

وأخيراً يرى السلمي: “أن التحالف سيمكن المملكة من فرض سيطرتها وهيبتها العسكرية بقوة على طهران، خاصة بعدما نجح التفاعل العربي في السيطرة على الصراع الدائر في اليمن، وتحجيم الحوثيين المدعومين من إيران”.

أما صحيفة “يو إس توداي” الأمريكية فرأت أن التحالف الإسلامي الجديد يفتح جبهة صراع أخرى، خاصة وأنه يبدو من تشكيله أن الهدف ليس “داعش” وحدها، بل هو يمتد فعليا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وتحجيم تواجدها في الصراع الدائر في سوريا واليمن.

وسارت صحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية على نفس النهج، وقالت إن غياب طهران عن التحالف، أبرز دليل، على أنها هي الهدف الفعلى من تشكيله، خاصة وأن مركز عملياته سيكون في الرياض، التي تناصب العداء بصورة صريحة مع إيران.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد