فيروس هانتا، كشف الحقيقة!

في خضم الحرب على “فيروس كورونا” الذي تزداد رقعة انتشاره يوما بعد يوم، ومعها يزداد نزيف الوفيات، أفقنا مؤخرا على خبر ظهور فيروس جديد اسمه “فيروس هانتا”. وبما أن أغلب الدول طبق فيها الحجر الصحي، فإن أغلب أوقاتنا نقضيها خلف الحاسوب أو هواتفنا النقالة، منا من يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي آملا أن يصادف خبر نهاية فيروس كورونا والعثور أخيرا على اللقاح الذي سينهي هذا الكابوس، ومنا من يتفنن في اصطياد الأخبار الزائفة ونشرها إما بهدف التسلية أو جلب أكبر عدد من القراء وغالبا ما يكون السبب هو مشاركة الخوف والذعر بسبب الجهل وعدم تحري مصدر المعلومة.

دعونا نتعرف على “فيروس هانتا” هذا النجم الصاعد في سماء الكوارث والذي يرشحه الكثيرون لخطف الأضواء من زميله “كورونا”.
اسمه “فيروس هانتا” وسمي هنتا على اسم نهر هنتان في كوريا الجنوبية حيث لوحظ انتشاره المبكر هناك. وعزل أول مرة عام 1970 بواسطة كارل جونسون وهو وانغ لي.
أما طريقة انتقال العدوى، فتصيب الإنسان من خلال بول القوارض أو لعابها أو برازها. بعض سلالات فيروسات هنتا بإمكانها أن تسبب أمراضا قاتلة للإنسان مثل الحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية ومتلازمة هنتا فيروس الرئوية وتتراوح نسبة إماتة الحالات المصابة ما بين 35-50%. أما الأنواع الأخرى فلا يعرف ارتباطها بأي مرض عند الإنسان.

عدوى فيروسات هانتا مرتبطة بتعرض الإنسان للقوارض، وتقول منظمة الصحة العالمية بأنها لم تسجل حالة إلى الآن في الولايات المتحدة انتقل فيها الفيروس من شخص لآخر وأن حالة انتقال الفيروس من شخص لآخر جد نادرة الحدوث.

بالنسبة لأعراض “فيروس هانتا” فهي الإصابة بالصداع، والدوار، والحمى المصحوبة بارتجاف، وآلام العضلات، ومشاكل معدية معوية من قبيل الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال وآلام البطن، تليها إصابة مفاجئة بضيق التنفس وانخفاض ضغط الدم.

هنا سوف نسجل أول معلومة غلط تروج على فيروس هنتا وهي أنه فيروس جديد ظهر في 2020 بينما تم عزل الفيروس أول مرة سنة 1970. المعلومة المغلوطة الثانية هي أنه ينتقل بين البشر في حين أن منظمة الصحة العالمية مازالت لم تأكد ذلك ولا زالت تجري تقصيا بشأن إمكانية انتقال المرض بين البشر.

الخلاصة هي أن ليس كل ما يروج في وسائل التواصل الاجتماعي صحيح، بل إن أغلبه لا يستند على مصادر موثوقة والهدف منه هو إثارة الرعب في النفوس وزيادة عدد المشاهدات أو فقط التسلية. وتجدر الإشارة إلى أن ان الدراسات أثبتت أن الخوف يؤثر بشكل جد سلبي على مناعة الإنسان.

فالخوف بكل أشكاله يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية والعضوية وفقا لخبراء الصحة، فسواء شعرنا بالخوف والقلق لترقب نتائج اختبارات دراسية أو لانتظار عقوبة وراء خطأ ارتكبناه، أو حتى جراء انتشار وباء خطير مثل فيروس كورونا، يؤكد الأطباء أن الخوف يضعف جهاز المناعة.

نظرا لكل ماسبق، وجب التأكد من أي معلومة قبل تصديقها ونشرها خصوصا في هذا الوقت الذي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للكل بلا حسيب أو رقيب. والأهم هو الحفاظ على الروح المعنوية مرتفعة والتفاؤل فهذا ليس أول وباء أو أخطره، لقد مر على البشرية العديد من الاوبئة الاكتر فتكا من كورونا أو هانتا، وكانت البشرية دائما تخرج منتصرة وأقوى مما كانت.

أختم بمثل صيني يقول: *لا تصدق ما تسمع، أما ما رأيت فصدق نصفه فقط”

المصادر:
ويكيبيديا: فيروس هانتا
بيان منظمة الصحة العالمية بشأن فيروس هانتا


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد