يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي تنفيذ قراراته باستمرار شن الحرب البرية الوحشية على قطاع غزة، مستهدفًا جميع مقومات الحياة، بعد انقضاء فترة الهدنة مع حركة حماس التي تم خلالها تبادل عدد من الأسرى لدى الطرفين، في الوقت الذي تشهد فيه تل أبيب حالة كبيرة من الغليان، بعد واقعة المستوطن المقتول في القدس الشريف، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر الطريقة التي قُتل بها، ومن المتسبب في قتله دون السماع لاستعطافه.
هجوم القدس وصدمة تل أبيب
استيقظ الإسرائليين صباح الخميس الماضي على حادثة تمكن فيها مواطنان فلسطينيان من استهداف دورية عند حاجز بالقدس المحتلفة، قاموا بإطلاق وابل من النار على المتواجدين، وتبادلت الشرطة الإسرائيلية النار معهم، إلا أنه بعد الكشف عن عدد القتلى الإسرائيليين والمصابين، تم تداول مقع فيديو يُظهر لحظة قتل مستوطن قيل إنه من قام بإطلاق النار على منفذا العملية، إلا أنا هذا الفيديو أصاب الرأي العام في تل أبيب بالصدمة.
حيث يُظهر مقطع الفيديو قيام الشرطة الإسرائيلية بتصفية مستوطن جسديًا عن قرب، ظنًا منهم أنه فلسطيني، ويُظهر المقطع أيضًا لحظة توسل المستوطن الإسرائيلي للجنديين، وكان بوسعهما تمييز حالته، لكنهما واصلا إطلاق النار عليه حتى قتله، ما أصاب الرأي العام الإسرائيلي بالصدمة جراء هذا الأمر، في الوقت الذي وصفت فيه عائلة المستوطن يوفال كاسلمان الذي يبلغ من العم 37 عامًا، ما حدث بالإعدام، من أجل وصف الكيفية التي قتل بها.
ودفع هذا الفيديو الإسرائيليين لمواصلة الهجوم الناري ضد رئيس الوزراء نتنياهو، في ظل المعارضة الداخلية القوية التي يواجهها منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، في الوقت الذي يحاول فيه هو ووزير الأمن القومي “إيتمار بن غفير”، محاولة إخفاء تفاصيل خطيرة من هجوم القدس الأخير، من خلال محاولة الإثناء على قيام الجنود والمستوطن بقتل المهاجمين، قائلًا: “رد الفعل السريع لمقاتلين اثنين ومدني قضى على الإرهابيين وحال دون وقوع هجوم أكثر خطورة في القدس”.
ولم يكتفي بن غفير بذلك، بل أشار إلى أن قرار توزيع الأسلحة على المستوطنين كان صائبًا، على الرغم من انتقادات مختلف الجهات في هذا الأمر، إلا أنه أكد أنه سيستمر في هذه السياسة لتوزيع الأسلحة في كل مكان، إلا أنه لم يتطرق من قريب أو بعيد إلى مقطع الفيديو الذي أصاب الإسرائيليين بالصدمة، في محاولة لعدم الحديث عن الواقعة أو إعطاء أي وزن سياسي لها.
وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من نشر حماس فيديو لأسير إسرائيلي، وهو يتوصل لنتنياهو من أجل إطلاق سراحه ووقف إطلاق النار، بعد مقتل أسرته في غارة جوية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.
