أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بأن دولة الرأس الأخضر أو ما يعرف بـ “كيب فيردي” خالية من مرض الملاريا وأشادت بذلك باعتبارها أحدث نجاح في المعركة العالمية ضد المرض، وعبر تيدروس أدهانوم جريسبوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن تقديره لجهود حكومة وشعب الدولة الكبير جدا على التزامهم الثابت وصمودهم في رحلتهم للقضاء على المرض، كما قال بأن تلك الشهادة التي تم منحها لدولة الرأس الأخضر بسبب تخلصها من المرض بشكل نهائي تدل على قوة التخطيط الاستراتيجي للصحة العامة والتعاون والجهود المستمرة لحماية الصحة وتعزيزها، من المتوقع أن تؤدي المجهودات التي بذلتها دولة الرأس الأخضر في مكافحة تفشي مرض الملاريا الى مكافحة الأمراض الأخرى الذي ينقلها البعوض مثل مرض حمى الضنك.
يذكر أنه وبإعلان منظمة الصحة العالمية قضاء دولة الرأس الأخضر على الملاريا تكون كيب فيردي قد انضمت إلى 43 دولة وإقليم آخر قضوا على المرض وتعتبر الرأس الأخضر الدولة الافريقية الثالثة التي تنظم إلى القائمة حيث انضمت إليها كل من موريشيوس والجزائر واللتان أعلنتا عن تخلصهما من مرض الملاريا في عام 1970 بالنسبة لموريشيوس و2019 بالنسبة للجزائر، وقال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة بأن نجاح الرأس الأخضر هو الأحدث في المعركة العالمية ضد الملاريا ويمنحنا الأمل والإلهام في الحلم بعالم خالٍ من الملاريا من خلال الأساليب التي تم استخدامها في القضاء على ذلك المرض في الرأس الأخضر وكذلك الأساليب الجديدة التي سيتم استخدامها بما في ذلك اللقاحات، وتعتبر الملاريا واحد من أكثر الأمراض تفشيا في القارة الإفريقية وشكلت الملاريا الذي انتشر في إفريقيا في عام 2021 حوالي 95% من حالات الملاريا العالمية وشكلت 90% من الوفيات المرتبطة بها.
وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية في إفريقيا بأن تخلص دولة الرأس الأخضر من الملاريا وإعلانها دولة خالية من الملاريا يوم الجمعة يعد مثالا ملهما للدول الأخرى التي يجب أن تحذو حذوها، وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا بأن ذلك الإنجاز الذي حققته دولة الرأس الأخضر هو بارقة أمل للمنطقة الإفريقية وخارجها وأضافت بأنه من خلال إدارة السياسية القوية والسياسات الفعالة والمشاركة المجتمعية والتعاون في مختلف القطاعات يصبح القضاء على الملاريا هدفا أسهل وقابلاً للتحقيق، واحتفل مدير منظمة الصحة العالمية بالقضاء على الملاريا في الرأس الأخضر مع رئيس الوزراء اوليسيس كوريا إي سيلفا ووزيرة الصحة فلومينا مينديز حيث ظهر معهما في مقر وزارة الصحة بعاصمة الدولة برايا.
وأشادت منظمة الصحة العالمية بالجهود المتواصلة التي تبذلها جمهورية الرأس الأخبار لمكافحة مرض الملاريا بما في ذلك على مستويات التشخيص والعلاج والإبلاغ، لم يتم دم تسجيل أي حالات ملاريا في الدولة بحلول عام 2024 وذلك بعد الخطة التي وضعتها الدولة والتي تطمح لخلو الرأس الأخضر من الملاريا في عام 2017، لم تؤثر جائحة فيروس كورونا على تقدم الدولة في مكافحتها لمرض الملاريا حيث قامت بمكافحة ناقلات الأمراض الرئيسية مثل البعوض وتشخيص الملاريا بشكل دوري للسكان وتعزيز مراقبة المرض بشل عام، وتعتبر الشهادة الممنوحة لدولة الرأس الأخضر من منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة اعترافا رسميا من المنظمة بخروج البلد المعني من قائمة الدول التي تنتشر فيها الملاريا ويتم منحها للدول عندما تقوم بإثبات من خلال أدلة صارمة وذات مصداقية بانتهاء المرض داخل أراضيها، يأتي إثبات ذلك الأمر بتقديم أدلة بأن سلسلة من ناقلات المرض قد انتهى انتشارها على الصعيد الوطني وتمثل انثى بعوضة الأنفوفيليس وذلك خلال ثلاث سنوات متتالية على الأقل كما يجب للدولة أيضا إثبات قدرتها على منع عودة ظهور العدوى مجددا في السنوات المقبلة، يقوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بتقديم الشهادة ومنحها للدول المعنية بناء على توصية الفريق الاستشاري الفني المستقل المعني بالقضاء على الملاريا وإصدار الشهادات الذي يتبع بدورها للمنظمة ويذكر بأنه لم يتم تسجيل أي إصابات بالملاريا منذ عام 2017 في الدولة الواقعة غرب افريقيا.
يذكر بأن جمهورية الرأس الأخضر هي دولة جزرية تتبع لقارة إفريقيا وتتكون من أرخبيل مؤلف من عشر جزر بركانية تقع في وسط المحيط الأطلسي إلى الغرب من سواحل إفريقيا، تعرف الرأس الأخضر أيضا باسم كاب فيردي باللغة البرتغالية وهي لغة المستعمرين البرتغاليين الذين كانوا قد سيطروا على الدولة في الماضي، عاصمة الرأس الأخضر هي برايا.
