منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”: 3.8 تريليون دولار أمريكي خسائر في الإنتاج الزراعي بسبب الكوارث (تقرير)

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” تقريرًا جديدًا يوضح تأثير الكوارث على إنتاج المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، وقد أفاد التقييم العالمي -الذي يُعد الأول من نوعه لتقييم هذا الأثر حسب ما نشرته منظمة “الفاو”- بأن ناتج الإجمالي الزراعي في العالم قد انخفض بمقدار 5% على أساس سنوي.

تأثير الكوارث على الزراعة

يكشف تقرير منظمة “الفاو” الذي جاء بعنوان “أثر الكوارث على الزراعة والأمن الغذائي” عن خسائر هائلة في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية على مدار الثلاثين عامًا الماضية تُقدر بمبلغ 3.8 تريليون دولار أمريكي بسبب الأحداث الكارثية، أي ما يعادل 123 مليار دولار أمريكي خسارة سنوية، ويرجح التقرير أن تكون هذه الأرقام أعلى إذا توافرت بيانات منتظمة عن الخسائر في قطاع تربية الأحياء المائية والقطاعات الفرعية لمصايد الأسماك والغابات، كما يؤكد على ضرورة تحسين جودة البيانات والمعلومات المتعلقة بتأثير الكوارث على كافة القطاعات الفرعية للزراعة بشكل عاجل لإنشاء نظم بيانات تُستخدم أساسًا لاتخاذ إجراءات فعالة وتوجيهها.

متوسط خسائر بعض المنتجات

يُشير التقرير إلى أن متوسط خسائر بعض المنتجات في العقود الثلاثة الماضية شهد تزايد وارتفاع كبير ويوضح الجدول التالي بعض الخسائر التي حققتها مجموعة من المنتجات الزراعية الرئيسية:

المنتج متوسط الخسائر سنويًا تعليق الخسائر
الحبوب 69 مليون طن ما يعادل إنتاج فرنسا للحبوب في عام 2021 بالكامل
الفواكه والخضروات ومحاصيل السكّر 40 مليون طن لكل منتج ما يعادل إجمالي إنتاج  الخضروات والفواكه في فيتنام واليابان في عام 2021
اللحوم ومنتجات الألبان والبيض 16 مليون طن ما يعادل مجموع إنتاجها في الهند والمكسيك بعام 2021

هذا وقد بلغ مجموع الخسائر العالمية من في الفترة من عام 1992 حتى 2021 ما يُقدّر بنحو 3.8 تريليون دولار أمريكي، أي 123 مليار دولار أمريكي سنويًا بنسبة 5% من إجمالي الناتج المحلي الزراعي العالمي، وما يُعادل 300 مليون طن خسائر سنوية متراكمة.

علاقة الخسائر بمستوى الدخل في البلدان

رسم بياني يوضح إجمالي الخسائر الزراعية ونسبتها إلى إجمالي الناتج المحلي لقطاع الزراعة وفقًا لفئات الدخل في الفترة من 1991: 2021 - مصدر الصورة: تقرير أثر الكوارث على الزراعة والأمن الغذائي الصادر عن منظمة الفاو
رسم بياني يوضح إجمالي الخسائر الزراعية ونسبتها إلى إجمالي الناتج المحلي لقطاع الزراعة وفقًا لفئات الدخل في الفترة من 1991: 2021 – مصدر الصورة: تقرير أثر الكوارث على الزراعة والأمن الغذائي الصادر عن منظمة الفاو

يكشف التقرير أيضًا أن البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض من الشريحة الدنيا تكبدت الخسائر النسبية الأكبر، حيث بلغت خسائرها حوالي 15% من إجمالي الناتج المحلي الزراعي، كما تأثرت الدول الجزرية الصغيرة النامية أيضًا بشكل كبير، حيث بلغت خسائرها حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي، وتُشير التقديرات إلى أن تأثير الكوارث سيستمر في الزيادة في المستقبل نظرًا لتزايد تكرار الأحداث الكارثية المرتبطة بالتغيرات المناخية والظروف البيئية.

دوافع مخاطر الكوارث

إنفوجراف يوضح أبرز الدوافع التي ينتج عنها مخاطر الكوارث - مصدر الصورة: تصميم خاص لنجوم مصرية
إنفوجراف يوضح أبرز الدوافع التي ينتج عنها مخاطر الكوارث – مصدر الصورة: تصميم خاص لنجوم مصرية

في هذا السياق نجد أن العالم قد شهد تزايدًا كبيرًا في تكرار الأحداث الكارثية لترتفع من متوسط 100 حدث سنوي في سبعينيات القرن الماضي إلى 400 حدث سنوي تقريبًا في العشرين عامًا الأخيرة بجميع أنحاء العالم، ولا تقتصر تلك الكوارث على زيادتها وتعقيدها فقط بل تُشير التوقعات إلى تفاقم آثارها بسبب الضعف الإيكولوجي والاجتماعي الناجم عن تأثير المناخ، ولعل أبرز مسببات ودوافع مخاطر الكوارث ما يلي:

  • الفقر.
  • تغير المناخ.
  • تدهور البيئة.
  • النمو السكاني.
  • انعدام المساواة.
  • الجوائح والأوبئة.
  • النزاعات المسلحة على الأراضي الزراعية.
  • إدارة الأراضي الزراعية بطريقة غير مستدامة.

هذا وتعتمد حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن الكوارث على:

  • نطاق حدوث الخطر.
  • عوامل الخطر القائمة.
  • سرعة التفاعل معه.
  • قابلية التأثر به.
  • حجم الأصول المعرضة له.

حيث نجد في الكوارث الشديدة كالفيضانات نزوح وهجرة سكان المناطق الريفية للخارج الأمر الذي يؤثر بالسلب على النظم الغذائية ويُزيد من نقص وانعدام الأمن الغذائي.

كيفية الحد من مخاطر الكوارث على الزراعة

إنفوجراف يوضح عوامل الحد من مخاطر الكوارث على الزراعة - مصدر الصورة: تصميم خاص لنجوم مصرية
إنفوجراف يوضح عوامل الحد من مخاطر الكوارث على الزراعة – مصدر الصورة: تصميم خاص لنجوم مصرية

أوضح التقرير الصادر عن “منظمة الأغذية والزراعة” أن المزارعين أصحاب الأراضي الصغيرة الذين يعتمدون على الأمطار في زراعتهم هم الأكثر تأثرًا بالكوارث لذا لا بد من توفير الدعم اللازم لصغار المزارعين لمساعدتهم في تجنب الخسائر وتعزيز القدرة على مواجهة الكوارث، ويكون ذلك من خلال الإجراءات الاستباقية التي يجب اتخاذها ويمكن تلخيصها في:

  • تعزيز التبادل المعرفي والتكنولوجي.
  • توفير التمويل الكافي للتعامل مع الكوارث.
  • تعزيز الاستعداد السريع والاستجابة الفعالة.
  • دعم التعاون الدولي في مجال إدارة الكوارث.
  • تطوير السياسات والإجراءات الوقائية للحد من الكوارث.
  • تحسين نظم الإنذار المبكر للكشف عن احتمالية وقوع كارثة.
  • تقديم مساعدات مالية وفنية للدول النامية لمواجهة الكوارث.

من المهم أن ندرك أن زيادة تكرار الكوارث وتفاقم آثارها من الظواهر التي تؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي، حيث تتسبب في تدمير المحاصيل والمرافق الزراعية وتؤدي إلى نقص في إمدادات الغذاء، حيث يصعب استعادة الإنتاج الزراعي بسرعة بعد وقوع الكوارث مما يزيد من ضغط الأمن الغذائي، لذا يجب تعزيز الاستعداد وتبني التدابير اللازمة لتقليل تأثيرات الكوارث على الزراعة لضمان الإمداد المستدام بالغذاء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد