لماذا يقلق البيت الأبيض من نشر صور إباحية لمغنيَّة

 

أعلن البيت الأبيض عن قلقه من إنتشار صور إباحية للمغنية تايلور سويفت، على وسائل التواصل الإجتماعي، ووصف اللقطات التي تم تداولها مؤخرًا بكثافة، بأنها “مقلقة للغاية”.

تايلور سويفت مؤلفة أغاني ـ ومغنية راب ـ وبوب ـ وممثلة أمريكية، بدات مشوارها الفني منذ 18 عامًا، وكانت إنطلاقتها قوية في مجالات الفن التي عملت بها، فحصلت على العديد من الجوائز في سن مبكرة من عمرها الفني، والبيولوجي.

أصدرت سويفت 10 ألبومات منذ إنطلاقتها الفنية، وفازت بجائزة جرامي 12 مرة ! و لديها إثنين من فيديوهاتها في قائمة أفضل 20 مقطع فيديو على YouTube

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، في مؤتمر صحفي، إن شركات التواصل الاجتماعي “لها دور مهم تلعبه في تطبيق قواعدها الخاصة” لمنع إنتشار مثل هذه المعلومات المضللة.

مضيفةً: “هذا أمر مقلق للغاية، لذا سنفعل ما في وسعنا للتعامل مع هذه القضية، وأنه يتعين على الكونغرس إتخاذ إجراء تشريعي بشأن هذه القضية”

واعتبرت جان بيير أن “التراخي في تطبيق القانون ضد الصور المفبركة، يؤثر في كثير من الأحيان بشكل غير متناسب على النساء”

وتابعت: “بينما تتخذ شركات وسائل التواصل الاجتماعي، قراراتها المستقلة بشأن إدارة المحتوى، فإننا نعتقد أن لها دورًا مهمًا تلعبه في تطبيق لوائحها الخاصة، لمنع انتشار المعلومات المضللة، والصور الإباحية المفبركة لأشخاص حقيقيين”

كانت صور إباحية قد إنتشرت لتايلور سويفت، على وسائل التواصل الإجتماعي، وحققت مشاهدات بالملايين، وأحدثت لغطًا في الرأي العام الأمريكي، ويُعتقد على مجال واسع أن تلك المشاهد مفبركة، بإستخدام الذكاء الإصطناعي.

وليس معروفًا مصدر الصور المتعلقة بتايلور سويفت، ورغم العثور على بعض الصور على مواقع مثل إنستغرام و رديت، إلا أنها كانت مشكلة واسعة النطاق على X على وجه الخصوص، وأعرب قطاع من جمهور سويفت عن غضبهم، على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، مما دفع القضية إلى الواجهة.

و وجد البيت الأبيض الفرصة سانحة لإثارة القضية على أوسع نطاق، فإستهداف سويفت يمكن أن يجذب المزيد من الإهتمام للقضايا المتزايدة حول الصور المولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

يُلفِت النظر أن البيت الأبيض قد إختار سكرتيرة فيه، مثلية الجنس، للتصريح بالقلق بشأن قضية تيلور سويفت، ومصدر قلق البيت الأبيض يكمن في ترقب جو بايدن، إستعدادًا لدخول معترك الإنتخابات الرئاسية، وخشيته من إستخدام الذكاء الإصطناعي في فبركة مشاهد وصور مضللة، قد تؤثر في مجرى أحداث الموسم الإنتخابي.

وفي تصريحات لبين ديكر الذي يدير وكالة “متيمتكا” لتحليل التهديدات عبر الإنترنت، لموقع CNN: أن “واقعة تايلور سويفت، هي مثال للطرق التي يتم بها إطلاق العنان للذكاء الاصطناعي، للعديد من الأسباب الشائنة، دون وجود حواجز حماية كافية لحماية المساحات الشخصية”

وأضاف: “أن استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، لإنشاء محتوى قد يكون ضارًا، ويستهدف الشخصيات العامة، يتزايد بسرعة، وينتشر بشكل أسرع من أي وقت مضى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تمتلك شركات وسائل التواصل الاجتماعي، خططًا فعالة لمراقبة محتواها”

والمثال على ذلك، شركة X التي خفّضت عدد أفراد فريق الإشراف على المحتوى الخاص بها إلى حد كبير، وتعتمد على الأنظمة الآلية لمراقبة المحتوى، وتقارير المستخدمين.

كما قامت ميتا أيضًا بعمل تخفيضات على فِرقها التي تعالج المعلومات المضللة وحملات التصيد والمضايقات المنسقة على منصاتها، حسبما صرح بذلك أشخاص لديهم معرفة مباشرة بهذا الموضوع لشبكة  CNN مما يثير المخاوف قبل انتخابات 2024 المحورية في الولايات المتحدة، وحول العالم.

ويتزامن حادث سويفت، مع الإنتشار الكثيف لأدوات توليد الذكاء الاصطناعي مثل CHAT GPT وغيره، ومع ذلك، هناك أيضًا عالَم أوسع بكثير من نماذج الذكاء الاصطناعي غير الخاضعة للإشراف، وغير الآمنة، في منصات مفتوحة المصدر.

كما أثار إنهيار منصة “تيكت ماستر” في 2022 قبل جولة تايلور الغنائية “إيراس” غضبًا كبيرًا، مما أدى إلى بذل جهود تشريعية للقضاء على سياسات التذاكر غير الصديقة للمستهلك، وكانت جولة تايلور “إيراس”  قد حطمت الرقم القياسي لمعظم تذاكر الحفلات الموسيقية التي باعها فنان في يوم واحد بـ 2.4 مليون دولار.

وأدت كارثة تيكت ماستر، إلى جلسة إستماع في الكونجرس، حول عدم وجود منافسة في صناعة التذاكر، وربما تُبذل نفس الجهود التشريعية، لتشريع إتلاف الصور التي ينتجها الذكاء الاصطناعي.

وختم ديكر بالقول: “عندما يكون لديك شخصيات بحجم تايلور سويفت، وتكون مستهدَفَة، فربما يكون هذا دافعًا للمشرعين وشركات التكنولوجيا إلى اتخاذ إجراء، فهُم بحاجة إلى جعلها تشعر بالتحسن، لأنها تتمتع بنفوذ طاغٍ.

 

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد